أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة














المزيد.....

هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 17:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بالتأكيد هذا المقال لا يستهدف التعريف بالسيدة المحترمة هيلين توماس, فمن دون شك هى اصبحت الان اشهر من نار على علم , العالم كله الان بات يعرف من هى هيلين توماس , كانت عميدة الصحافة الاميركية ,وبالاحرى عميدة مراسلى الصحفيين الاميركان المتخصصين فى تغطية شئون وأخبار البيت الابيض الاميركى,وكذا شهرتها التى اكتسبتها من تغطية اخبار الرؤساء الاميركان منذ عام 1960 وحتى يونية 2010 اى منذ الرئيس كينيدى وحتى اوباما,وما هو معروف عنها بقوة وذكاء مناوشاتها الصحفية مع كل رئيس من هؤلاء الرؤساء سادة البيت الابيض ,وكذا المنزلة الرفيعة التى تبوئتها على مر الزمان وجعلت كل رئيس اميركى يعمل لها الف حساب فى مؤتمراته الصحفية والتى كانت تحجز فى كل مؤتمر منها مقعدها فى الصف الاول ,وتمارس عملها بكل دقة ونشاط وحيوية ظلت محتفظة بها حتى قاربت على بلوغ عامها التسعين ,,و بعد ان كانت هيلين توماس رمزا اعلاميا اميركيا عظيما يخطب ودها حتى الرئيس المتعجرف اليمينى جورج بوش , وحتى الرئيس الشاب المتنور- فى بعده الانتخابى - اذا بها الان بعبعا يجب ابعاده , واقالته واسكاته , واخراسه وتجاهله ,, نتيجة ما قالته يوم 27مايو الماضى فى تصريحات مرتجلة حول اسرائيل وفلسطين ,انتهت هيلين توماس العظيمة بعد رحلة كفاح صحفية تجاوزت الستين عاما منها خمسين عاما فى خدمة الاعلام الذى يغطى البيت الابيض رمز الديموقراطية الغربية -كما يحاولون ايهامنا- تبرأ منها البيت الابيض وتبرأمنها زملائها الصحفيون الاميركان ,ولم يدافع عنها احد من الشعب الاميركى, بل انها دفعت دفعا لكى تعتذر قبل ان تتقاعد وتخرس , لماذا ؟ لانها خرجت عن الخط , تحدثت بالحقائق العلمية والعملية ,وفضحت المنظومة الغربية كلها ,فكان لا بد من قتلها معنويا وماديا ,التجاهل الغربى والاميركى لهيلين توماس سوف يماثل من دون شك ما حدث للفنانة المناضلة فالنسيا ريد جريف , او المناضلة الزنجية انجيلا ديفيز , وغيرهما من الكثير من المناضلات الحقيقيات من اجل حقوق الانسان الحقيقية, لكن كل العزاء ان الضمير الحقيقى للانسانية المعاصرة سوف يظل حافظا بذكرى كل شريف فى هذا العالم .

بقى ان نؤكد على ان تعاطفنا مع هيلين توماس ليس لانها افادت بأن الاسرائيليين محتلين اجانب وعليهم ان يعودوا من حيث اتو ,سواء الى بولندا او الى المانيا او الى الولايات المتحدة الاميركية,وان السكان الاصليين هم الفلسطينيين ,فهذه هى الحقائق العلمية والتاريخية التى يعلمها أى شريف وأى حر فى العالم, وقد يكون هناك شرفاء اخرون يرون غير ما تراه هيلين باعتبار ان هناك امر واقع فى فلسطين واسرائيل حاليا ,لا يمكن تجاهله ,وعلى المجتمع العالمى ان يجد حلا سلميا يراعى وجود بشر ينتمون لهذا العالم يحتاجون الى الحقوق الاساسية التى يستمتع بها غيرهم ,مع مراعاة الامر الواقع الاليم الذى تسببت فيه قوى الاستعمار والخرافة الدينية الدولية, ولم يكن تعاطفنا مع هيلين توماس لانها عربية سابقة تنتمى الى ابوين من لبنان, لكن تعاطفنا معها كان فقط لانها نتيجة رأى,او فكر تؤمن به , تعرضت للاغتيال ,وهو اغتيال حقيقى , متعمد ومبرمج,غير ذلك الاغتيال الذى تدعيه كثيرات , نتيجة خيانتهن لاوطانهن ,او حملاتهن الغير مبررة ضد تراث ملايين البشر,تحت عناوين حرية الرأى وحرية التعبير وحرية المرأة والمساواة بين الجنسين ومهاجمة المجتمع الذكورى العربى,, حقيقة هيلين هى البطلة الحقيقية فهى لم تقل رأيها -التى اضطرت للاعتذار عنه-لم تقل رأيها وهى تحت حماية ملايين الدولارات الاميركية ,ولا تحت اضواء الاف الفلاشات الغربية , هى قالت رأيها ومضت ,ولم تدعى انها يا -ويلاه- هى المحرر لبلاد الاميركان من التنغول الصهيونى الذى بات يكمم الافواه مالم تنطق بأقواله وافترائاته, نتعاطف مع هيلين توماس لانها لم تبع نفسها لاحد ايا كان ,ولم تجبن برغم عمرها وموقعها الكبيرين , نتعاطف معها لانها لم تختر الامر الاسهل فى هذا الزمان ,فلم تقم بعمل رسما كاريكاتوريا يسىء الى مقدسات ملايين البشر ,وعندما يعترض هؤلاء ,يهب الجميع-الغربيون بالطبع واذنابهم- بالدفاع عنهاووشمها بالبطولة والتنوير , نتعاطف معها لانها لم تتهم رمز دينى يخص الاخر بانه يضطهد المرأة ,فى اطار تاريخى لا اثر له حاليا ,بينما المرأة حتى ذات الموقع العمرى والاعلامى العظيمين ,تتعرض للاخراس فور تعبيرها عن مجرد رأى فردى اجتهادى لا يسىء الى مقدسات ولا يزور تاريخ ولا يتصيد اخطاء .

تحية الى حرية التعبير الحقيقية المضطهدة فى هذا العالم الذين يحاولون قولبته وفقا لمصالحهم الاستعمارية,تحية الى حرية المرأة والى حقوق المرأة التى يحاول بعض الناس ان يختصرها فى ان تكون المرأة حرة فى بيع جسدها لسماسرة الدعارة العصرية بأنواعها, تحية الى هيلين توماس التى فضحت وانهت اسطورة وخرافة حرية الرأى والتعبير فى الغرب الاستعمارى ,الذى لم يتحمل اراء سيدة جليلة تخطت التسعين من عمرها ,بينما يقرفنا كتابه ورموزه ونوابه وممثلوه بالداخل العربى,بانه علينا ان نتحمل حرية التعبير حتى لو كانت مشبوهة وممولة وتستهدف هدم ثوابتنا, ولا عزاء لاباطرة الدفاع عن حقوق المرأة وحرية التعبير ومهاجمى الاسلام الوهابى الرجعى واباطرة النبش والدعبسة وتخطيط المقالات التنويرية فى اتجاه واحد فقط .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...
- دول حوض النيل تهدد مصر, يادى الخيبة
- المسيحيون والحداثيون وقضايا التحرش بالاطفال بالكنائس
- شوية تعصب وهيافة وعلمانية كروية دينية
- كابتن حسام حسن لا تهاجر وتتركنا للشيخ والقديس
- برسم هؤلاء -لا علمانية ولا حتى مشهلاتية
- التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية
- وفاء سلطان -اشرف عبد القادر ,, نماذج تنويرية ساطعة ؟؟؟
- اين امين اسكندر وجورج اسحق؟ هل صحيح ان ماما امريكا وماما اسر ...
- الاعلام الصيفى البطيخى
- بين اسلمة - كرة القدم - والتطبيع بكرة القدم
- التغيير بالبراشوت فى مصر
- بين كمال غبريال ووفاء سلطان -من هو الغوغائى او الطائفى؟
- باى باى شلة اوكريكا فى مصر؟
- رغم الفوز بالبطولة - انا قلقان على مصر ؟


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة