أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض الحبيّب - إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: ٤














المزيد.....

إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: ٤


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 15:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واضح في قوله «إنْ تتُوبا إلى اللهِ» أنّ المخاطب في جملة الشرط بعد "إنْ" شخصيّتان اتفق المفسّرون- منهم القرطبي وابن كثير- على أنهما السيّدتان عائشة وحفصة. والمزيد حول هذا الموضوع في كتاب الأخ الباحث مالك مسلماني "متاعب في بيت محمد- قراءة في سورة التحريم" والذي يمكن تنزيله من الإنترنت عبر الرابط التالي
http://www.muhammadanism.org/Arabic/muhammad/trouble_muhammad_house.pdf

أمّا اللافت لديّ فقوله في جملة جواب الشرط «فقدْ صَغَتْ قُلُوْبُكُمَا» حيث التاء الساكنة في «صغت» تشير إلى التأنيث على أنّ "القلوب" مؤنّثة في لسان العرب. لكنّ إضافتها إلى “كُما” يصح في حالة واحدة فقط، هو أنْ يكون للإنسان أزيد من قلب واحد! قال شاعر- من بحر الطويل:
ولو كان لي قلبانِ عشتُ بواحِدٍ** وخلّفتُ قلْباً في هواكِ يُعَذّبُ! يُروى أيضاً “وأبقيْتُ قلباً” والمعنى واحد.
أمّا لو ذهبنا إلى أستاذ فصيح من أساتذة اللغة العربية وسألناه: لو أنّ تلميذاً كتب في مادّة الإنشاء- أو في ورقة الإمتحان- متحدثاً عن شخصيتين: “ذهبت عقولهما” أو مخاطباً شخصين: “ذهبت عقولكما- أو قلوبكما” فما هي العلامة التي يجب أن يحصل عليها التلميذ؟ لأجاب: هي الصفر لا محالة. أمّا الأستاذ نفسه لو وقع بهذا الغلط فتلك كارثة ستحلّ بمستقبل التلاميذ العلمي والتعليمي لأنّ الأساس سيُبنى على غلط؛ إنّما المعلّم-الأستاذ- مسؤول عن تعليم التلاميذ بأمانة ومصداقية كما انطوى عليه شرف المهنة والقسم الجامعي وإنّ غلطاً كهذا لا تشفع له عند المشرف التربوي (المفتّش) أعذار كسهو المُعَلّم وتسرّعه وقلة الإنتباه وشرود الفكر في تلك الحصّة (المدرسيّة) ومن جهة أخرى، لا يُلام المشرف المذكور على استخدام ما لديه من صلاحيّات قانونية لتوجيه عقوبة رادعة للمعلّم، كالإنذار والإيقاف من الخدمة- بحسب تقدير الأستاذ المشرف لدرجة الغلط.
أمّا التعليم الصادر من شخص يدّعي بأنّ (عنده أمّ الكتاب)- الرعد: ٣٩ وبـ (لِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبِيْن)- النحل: ١٠٣ والشعراء: ١٩٥ فالكارثة قطعاً هي أعظم- أترك تقويمها للقرّاء الكرام.

ولكني تقصّياً للحقيقة واحتراماً لمشاعر أحبّائنا من الأخوات المُسْلمات والإخوة المُسْلمين فقد ذهبت أوّلاً إلى تفاسير بعض المفسّرين المعتمَدين إسلاميّاً- بغالبيّة كبيرة- وإلى وقتنا الحاضر؛ أوّلاً: تفسير الطّبَري لمعنى قوله:صغت؛
{حديث 26670 عَنِ ابْن عَبَّاس، قوْله: «إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما» يَقُول: زَاغَتْ قُلُوبكُمَا، يَقول: قدْ أَثِمَتْ قلوبكُمَا.
حديث 26671 قراءة ابن مسعود هي: إِنْ تتوبَا إِلَى الله فقدْ زَاغَتْ قُلُوبكُمَا} انتهى
وتعليقي على اختلاف القراءة: يا ليت شعري ما هو المكتوب في اللوح المحفوظ، صغت أم زاغت؟- إشارة إلى سورة البروج: ٢٢
ولأيّ من الذّكْرَين كان المُنزّل حافظاً؟- إشارة إلى سورة الحِجْر: ٩

ثانياً: تفسير القرطبي لقوله «فقدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا» هو التالي؛
{أي زاغت ومالت عن الحق. وهو أنهما أحبّتا ما كره النبي (ص) من اجتناب جاريته واجتناب العسل، وكان عليه السلام يحب العسل والنساء. قال ابن زيد: مالت قلوبهما بأَنَّ سِرّهمَا أَنْ يَحْتبس عَنْ أُمّ وَلَده، فسَرَّهُمَا مَا كَرِهَهُ رسول الله ص. وقيل: فقد مالت قلوبكما إلى التوبة.
وقال: فقد صغت قلوبكما ولم يقل: فقد صغى قلباكما، ومن شأن العرب إذا ذكروا الشيئين، من اثنين جمعوهما، لأنه لا يُشْكِل. وقد مضى هذا المعنى في "المائدة" في قوله تعالى: "فاقطعوا أيديهما" - المائدة: 38 وقيل: كلما ثبتت الإضافة فيه مع التثنية فلفظ الجمع أَلْيَق بهِ، لِأنَّهُ أَمْكن وأخفّ. وليس قوله: "فقد صغت قلوبكما" جزاء للشرط، لأن هذا الصغو كان سابقاً، فجواب الشرط محذوف للعلم به. أي إن تتوبا كان خيراً لكما، إذ قد صغت قلوبكما} انتهى

أمّا تعليقي على بعض ما ورد في كلام الإمام القرطبي وتحديداً قوله: (ومن شأن العرب...) فسأختصر إلى جهتين اثنتين؛
الأولى: لم يأتِ القرطبي في تفسيره مثالاً واحداً على ما قال "من شأن العرب" قلتُ: حتى لو قام العرب بجمع ما وجب التثنية فيُعَدّ هذا التصرّف من الشواذ في لسان العرب وليس من القياس، كما وجب على القرآن- بما زُعِم عن فصاحته- أن يتماشى مع القياس لا مع الشواذ وأن يصحّح الأخطاء ما أمكن فلا يترك المسلمين في شغل شاغل لإيجاد مبرّرات لقصور الفصاحة القرآنيّة. أمّا المدّعون بنزول القرآن على سبعة أحرف (أي سبع لغات) فقد تمّ إحراق ستة منها على يد الخليفة الثالث، لذا لم يبق دليل وإلّا فأين تلك الأحرف لكي نحتكم إلى أحدها؟ وأيّ حرف ذاك الذي أجاز الجمع محلّ التثنية وهل هو تالياً القياس الذي أشرتُ إليه؟

أمّا الثانية؛ بل الصواب: [فقد صغا (صغْواً) قلباكما] أي مثلما تقدّم في تفسير القرطبي؛ لأنّ اللائق هو الإلتزام باللغة (القياس) أوّلاً وقبل البلاغة- ذلك إمّا كان الكلام بليغاً- إذ لا يجوز إيثار البلاغة على حساب قواعد اللغة، مثلما اٌستُقبـِحَتِ الضرورات الشعرية في الشعر على حساب النحو.
أمّا المُشار إليه في المائدة: 38 فصحيح نحويّاً وعدديّاً في رأيي لأنّ الأيدي هي جمع اليد الواحدة فمجموع أيدي السارق والسارقة معاً أربع- ولا تعليق في إطار هذه المقالة على تشريع قطع أيديهما وسائر محاولات تشويه الطبيعة الإنسانية الجميلة أيّا كانت الأسباب والمبرّرات والتفاسير بما فيها من تأويلات.

مع احترامي سلفاً لجميع الآراء المختلفة.



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المقصود بالنكاح: الزواج؟
- المرأة أوّل شاهد على قيامة المسيح
- أصبح عندي الآن مزهريّة
- فن الكتابة وعار السرقة
- سابعاً: شطرنج السيدات
- الشطرنج تاريخاً وعِلماً... سادساً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... خامساً
- جامعة الدول المتوسطية
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... رابعاً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- ثالثاً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- ثانياً
- هل «تعلّق قلبي» لاٌمرئ القيس؟- ثانياً
- هل «تعلّق قلبي» لاٌمرئ القيس؟- ثالثاً
- هل -تعلّق قلبي- لاٌمرئ القيس؟
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- أوّلاً
- مع سيداو والجرأة على إنصاف المرأة
- تجَسُّدُ الإله لو يُفهَمُ مَعناه
- هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر- ثانياً
- أسجوعة الخفاش
- هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر - أوّلاً


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض الحبيّب - إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: ٤