سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 15:11
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مونديال افريقيا الجنوبية وبدء نهاية الانظمة العنصرية
. تعيش البشرية اليوم في غمرة اعظم انجازاتها في عصرنا, عصر التحرر من العنصرية والتمييز العنصري التي سادت قرونا وابادت شعوبا وعرقلت تطور البشرية. فهاهو شعب جنوب افريقية الذي عاش التمييز العنصري باوحش اشكاله وعانى ابشع اشكال العبودية والتخلف, وقدم ملايين الضحايا في الكفاح الدامي الطويل وعلم البشرية اشكالا من النضال من اجل التحرر وحظى بدعم البشرية, يقدم في ساحات المونديال مثالا رائعا لقدرات الشعوب في عصرنا على التطور السريع لمواكبة العصر . ففي غضون عشرين عاما من التحرر استطاع شعب جنوب افريقيا ان يجتاز العديد من مراحل التطور التي مرت بها الشعوب المتحررة وصولا الى مرحلتنا بل وابدع في تنظيم احدث مونديال بعد ان قدم مثالا رائعا للشعوب الرازحة تحت نير العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه اقطاب العولمة الراسمالية لادامة هيمنتها على الشعوب وسخرت اداتها للهيمنة على الشرق الاوسط اسرائيل في ممارسة ابشع اشكاله بحق الشعب الفلسطيني . فقد مارست جميع الدول الامبريالية ولا تزال تمارس اشكالا من التمييز العنصري ضد شعوب البلدان التابعة لتبرر احتلالها وتغري شعبها بالتفوق والتميزلتستخدمه في تحقيق اهدافها . واذ مثل النظام العنصري في جنوب افريقية ابشع وافضع اشكاله التي تعود الى عصر العبودية الامر الذي اجج كفاح عموم البشرية ضده واجبر اقطاب العولمة الراسمالية على التخلي عن حمايته علنا تستمر اسرائيل في ممارسة افضع اشكال التمييز العنصري في عصرنا بدعم وتشجيع الدول الراسمالية ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية. فالعنصرية الاسرائيلية تتسلح بالتميز الديني الذي يعود الى عصر العبودية تحت ضعار شعب الله المختارالذي عادت لتأجيجه واستخدامه بعد افلاس جميع ادواته الاخرى على الصعيد العالمي من تفوق نوعي او مالي ومعرفي او علمي. فاعطت لنفسها الحق في ضرب قافلة الحرية خارقة جميع القوانين والاعراف الدولية لتعيد لاسيادها اقطاب المال ثقتهم بقدراتهم على ادامة هيمنتهم على البشرية, فضلا عن اثبات جدارتها في خدمة اهدافهم وفي حمايتها وتحقيق اهدافها في بناء اسرائبل الكبرى.
. فاسرائيل وحماتها ولاسيما الادارة الامريكية الذين لايدركون ولا يريدون ان يدركوا محتوى عصرنا يتصورون امكانية خداع الشعوب واشغالها بعشرات القضايا والاحداث عما ارتكبته اسرائيل من حرائم اتجاه سفينة الحرية وارتباطها بالاف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ولاسيما الحصار على غزة, ومسخ قرارها بمحاكمة قادة اسرائيل كمجرمين بحق البشرية بتشكيل محكمة صورية , لايمكن ان يوقف تصميم البشريى على محاكمة قادة اسرائيل كمجرمين بحق الانسانية. فقد ساعدت اسرائيل بعنجهيتها على تحرير البشرية من التضليل الاعلامي لعشرات السنين بلعب دور الجانب المظلوم والمستضعف المستحق للحماية والدعم.
. واذ سجلت نهاية النظام العنصري في جنوب افريقية بداية النهاية لجميع اشكال التمييز والعنصرية بين البشر فان نهاية النظام العنصري الاسرائيلي يحقق نقلة نوعية في تحرر البشرية من جميع اشكال التمييز العنصري اقدم ادوات ونتائج استغلال الانسان لاخيه الانسان.
. سعاد خيري
.
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟