أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية














المزيد.....

وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 14:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد انتهاء فترة غليان الدم، أو بما يصطلح عليه (فورة) الدم التي انتابت الشارع العربي بعد مهاجمة إسرائيل لأسطول الحرية، الذي حمل المتضامنين بشكل سلمي، وهزيمته لإسرائيل إعلاميًا، وهرولة الكل صوب أنقرة واردوغان لنيل جزء من الأسهم في عملية استشرائية لعواطف الشعوب التي أثبت قطعًا أنها تنساق للأقوال وليس الأفعال، كما يقول مثلنا الشعبي (طرشان الزفة) دون أي تفكير عميق بمنطق الأكثر جدوى في عملية المواجهة، ومحاكاة المزاج الدولي والعالمي، والتمسك بالشعارات الكلاسيكية التي عفا عليها الزمن، وأصبحت بالية لا تجدي شيئًا بعالم المال والإعلام، والعولمة.
في ظل قتامة الحالة العربية بشكلها العام، منذ ردح طويل من الزمن، والنظر بين الأرجل في اتجاه معاكس لقراءة الواقعية السياسية التي يمكن من خلالها تحقيق مكتسبات سياسية، وتحررية أكثر جدوى من شعارات أمجاد يا عرب أمجاد، وعاش الملك مات الملك، وناصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. كان الرد حاسمًا من مجموعة الناشطين المؤمنين بالعمل السلمي والشعبي، الذين ركبوا البحر وهاجموا إسرائيل التي تفرض حصارًا منذ سنوات على غزة، هاجموها دون ترسانة الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، ودون التهديد بنسف نص إسرائيل، وتدمير النصف الآخر، وانتصروا عليها بمعركة البحر ليقف العالم اجمع مناصرًا لهؤلاء المسلحين بالمساعدات، ويتبنى دعواتهم، وينادي بها، ويحرج إسرائيل إعلاميًا، وسياسيًا بهزيمة فعلية لأول مرة تحقق على هذا الكيان المسخ.
هذه المفارقة التي انزويت وقتًا من الزمن لأكتب عنها، حتى تهدأ فورة الشعارات التي صاحبتنا منذ يوم مذبحة البحر دفعتني لأن أفكر مليًا، من استطاع رفع الحصار عن غزة؟ ومن استطاع خلق حالة حراك سياسي؟ شعار المقاومة المسلحة، أم شعار المقاومة الشعبية؟
وفي ضوء الإجابة عن هذه الأسئلة يقفز أسئلة أخرى ماذا نحتاج نحن لنقنع العالم أن هناك قضية وطنية يجب حلها وتحرير شعبها، وأن هناك شعب محتل تمارس ضده كل أنواع المذابح، هل نحتاج مقاومة شعبية سلمية؟ أم مقاومة مسلحة وعسكرية؟ أم نحتاج الاثنين معًا؟
قبل البدء بالمناقشة والتحليل المنطقي العقلاني والسياسي، وخضوعًا لشعارات الاستكساب والاسترزاق المعتادة أعلنها بوضوح " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" الشعار الذي رفعه الزعيم العروبي جمال عبد الناصر، وهو شعار كان حتميًا في زمنه، وفي زمن الثورية الجماهيرية القومية التي كانت تستند إلى المد الثوري القومي لدى الشعوب العربية، ولكنه مع حجم المتغيرات الدولية، والقومية، وخاصة في الشق الأخير (القومية العربية) التي بدأت تتجه صوب القطرية أكثر، لا بد من إعادة إنتاج صياغة هذا الشعار، وإعادة صياغة للعديد من الشعارات النظرية التي أطلقت بحقبة السبعينات من القرن الماضي، لكي تستطيع العقلية السياسية الدولية هضمها، واستمزاجها والتعامل معها بالقبول، كما تعاملت مع أسطول الحرية الأخير.
إذن اخلص لحقيقة واحدة من الفقرة السابقة أن الأوضاع والمتغيرات تحتاج لمرونة في التعامل مع منطق الحلقة الأكبر التي ندور في فلكها وعدم عزل أنفسنا في بوتقة كلاسيكية(تقليدية) نحتاج لعشرات السنين لكي نعيد تحقيقها.
وأعود من حيث بدأت بالإجابة على التساؤلات التي تم وضعها سابقًا من استطاع رفع الحصار عن غزة؟ ومن استطاع خلق حالة حراك سياسي؟ شعار المقاومة المسلحة، أم شعار المقاومة الشعبية؟
كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن حصار غزة أصبح في أرذل العمر؛أي في نهايته الطبيعية بعدما استطاعت دماء المتضامنون أن تكسر جبروت إسرائيل وصلافتها، وعربدتها على العالم، وهو ما يؤكد أن هذه الدماء حققت من الفعل ما لم تحققه أدوات الفعل الأخرى التي لم تخرج عن طور الشعار، ولم تؤثر بإسرائيل شيئًا، بل كانت أدوات تمنح إسرائيل القوة الإعلامية والتبريرية لسياساتها العدوانية أمام العالم، وهو ما يوضح أن إنتاج أدوات المواجهة يحتاج لجهد واعٍ وصادق بعيدًا عن لغة الشعارات الفضفاضة التي لا تخرج عن طور الحملات الدعائية لبعض الرؤوس الخاوية. وبالتالي فإن الشق الثاني من السؤال يؤكد أن أسطول الحرية هو من خلق حالة الحراك السياسي في المنطقة، ودفع بإسرائيل للخضوع لإرادة العالم الذي أدرك اخيرًا حماقة هذا الكيان الصهيوني. وما يتطلب الأن استغلال هذا الحراك فعليًا.
أما فيما يتعلق بالشق الثالث من السؤال فيما يتعلق بالمقاومة المسلحة، والمقاومة الشعبية. فهنا لابد من الاقتناع بأن جميع الأساليب والوسائل هي مكملة لبعضها البعض، وتحتاج لعملية إدماج توافقية مع الحالة التي نقف أمامها، دون المغامرة والاعتماد على شعارات التثوير الإعلامية والشعبية كتلك التي تعتمد عليها بعض القوى التي تجد بوجودها ضرورة تبني مثل هذه الشعارات. ففي الحالة الفلسطينية لا بد من محاكاة الواقع السياسي ودراسته لكي يتم إنتاج أساليب وأشكال المقاومة الأثر نجاعة في تحقيق الأهداف، كما طالب بذلك النائب الفلسطيني مصطفي البرغوثي في مواجهة جدار العزل، من خلال المسيرة الأسبوعية الشعبية في بلعين، وحقق بها بعض الانجازات في خلق ساحة مواجهة دائمة مع الاحتلال. وهذا لا يعني بأي حال التخلي عن الوسائل المسلحة والعسكرية في المواجهة، ولكن المطلوب كيف؟ وأين؟ ومتي؟ يتم اللجوء إلى هذا الأسلوب الذي يعتبر حق مكفول للثورة الفلسطينية.
إذن فالحالة الجديدة التي خلقتها دماء أسطول الحرية قد فرضت علينا البحث في العديد من السبل الجديدة، وفي خلق بدائل للمواجهة تستطيع تحقيق ما لم يتم تحقيقة على مدار المواجهة مع الاحتلال منذ اثنان وستون عامًا متواصلة.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة
- المقاومة الشعبية شعار الإجماع الوطني
- التحالفات الشرق أوسطية ما بين التاريخ والحاضر
- الضبياني العروبي والأخرس الماركسي
- حذاري من انتفاضة ثالثة
- الاقطاع الفلسطيني الجديد وتحرير القدس
- مستقبلنا السياسي في ظل حركة التاريخ
- وزارة الصحة الفلسطينية والتحويلات الخارجية
- اليمن ومأزق التقسيم
- فتح ما بين الاحتفال والاحتقان في ذكرى انطلاقتها
- للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حان الوقت لاستعادة ذاكرة التاري ...
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها
- كريمة الملك فاروق وشاليط وحب الوطن
- لا يا صحيفة الفجر الجزائرية ... أبناء غزة ليسوا فئران
- موقعة كروية عربية
- نفسي أحمل صورة ياسر عرفات
- استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه(الجزء ال ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية