أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين














المزيد.....

تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 11:55
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أثار مقال المطالبة بوطن قومي للمسيحيين العرب جملة من الملاحظات العامة، ولعل أهمها من الصديق أحمد بسما (اسم حركي)، الذي تربطني به علاقة صداقة أخوية، وهو مهاجر سوري في دولة أوروبية رئيسية منذ حوالي النصف، ومع الاحترام الشديد لكافة التعليقات الأخرى الجادة والتي لا تقل أهمية في محتواها ومضمونها وسياقها العام، وعدم التقليل البتة من شأنها، وأما الملاحظات "الطالبانبة" إياها، فهي معروفة ولا تحتاج لأي توقف عندها. وكانت فحوى ملاحظة الصديق بسمار هو وقوفه ضد الدولة الدينية، وبأننا لسنا بصدد إنشاء كيانات دينية بل دول علمانية. وفي الحقيقة، هي ملاحظة في محلها وهامة بمكان، ولا يمكن تجاوزها من دون التعقيب العام عليها حيث وقع التباس بشأنها.

بالمطلق ومن دون أدني شك، نقف بقوة ضد جميع أشكال الدول الدينية، وسعينا الأول والأخير نحو الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية (رغم الخطورة والمغامرة في الأمر إذا ما استغل المتدينون العلمانية الديمقراطية كما يفعلون في أوروبا) التي تكون فيها الكلمة العليا لمبدأ المواطنة والعدالة والمساواة للجميع، من دون تمييز بين مواطن وآخر، وتكون فيها الحريات مصانة ومحترمة، بما فيها حرية الاعتقاد، واللا اعتقاد، وحرية الإيمان والارتداد عن أي دين من الأديان، ورفض أي شكل من أشكال التوجيه والفرض والوصاية على العقل والأذواق وحرية الاختيار.

ولقد عاش المسيحيون واليهود العرب، في أرض أجدادهم، وعلى مدى أربعة عشر قرناً، في ظل أجواء ومناخات لا إنسانية من التهميش تصل حد الازدراء والتحقير والمهانة في بعض الأحيان كما ورد في العهدة العمرية العنصرية التي ستبقى وصمة عار في جبين أصحاب "الحضارة الخالدة" الذين يتباهون ويتفاخرون بتسامحهم، في الوقت الذي لم نر فيه مسيحي "عربي" في سدة القرار على مدى الأربعة عشر قرناً الفائتة. إلى أن وجدوا في الغرب وإسرائيل ملاذاً لهم، ومن حق هؤلاء، وكي لا نفقدهم كمواطنين وبشر لهم حق الإقامة والعيش في أراضيهم، أن يكون لهم كيان سياسي يمارسون فيه سيادتهم المطلقة من دون أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية، وأهل ذمة، وتبع، يدفعون الجزية، وهو صاغرون "لاحظوا كلمة صاغرون وحجم المهانة التي تنطوي عليها لبشر آدميين"، ويحرمون من المشاركة السياسية ومن حقوقهم المدنية.

والأهم في الموضوع هو أن فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وسويسرا...إلخ، هي في المحصلة، والخلفية الثقافية دول مسيحية، واستطاعت أن تتجاوز ذاتها وتنتقل إلى طور بشري جديد، بعكس "الحضارة الخالدة" التي لا تعترف بسلطة غيرها ولا تقبل التطوير، ولا تتكيف، ولا تتجمل، وتقول عن نفسها أنها الحل الأبدي الأول والأخير لكل مشاكل البشر. والدول المسيحية لا تنظر إلى الآخر المختلف كما تنظر الإمارات الطالبانية المسماة دولاً عربية إلى نفس الآخر المختلف. وهذا ما هو مأمول من الوطن المسيحي "العربي" إن صح التعبير حيث يكون قرار مواطنيه المسيحيين بأيديهم لا بأيدي حفدة "الرسالة الخالدة". و سيكون هناك مواطنون عرب آخرين من كافة الملل والنحل، وبالطبع سيعاملون كما تتعامل فرنسا، وإسبانيا، وسويسرا، وبريطانيا...إلخ، مع المواطنين المسلمين وغير المسلمين من حيث المساواة بالحقوق والواجبات. لا أن تصاغ الدساتير العنصرية التي تحتل فيها المادة "الثانية" مكان الصدارة في ظل وجود مواطنين آخرين تتم الإساءة لهم عمداً وازدراؤهم من خلال هذه المادة العنصرية الفاضحة حيث ترفع من مواطنين وتذل وتحط من قدر مواطنين وبشر آخرين لهم نفس الحقوق والواجبات حسب شرعة حقوق الإنسان التي لا تعترف بها الإمارات الدينية. هذه الأوطان ذات الأغلبيات المسيحية في الشرق والغرب لا تتعامل مع المسلمين ومع الأقليات كما تتعامل من تسمى بدول إسلامية، وإمارات الظلام الطالبانبة العربية مع مواطنيها غير المسلمين، هذا إن وجدوا، بكل أنواع الإقصاء والفجور والتهميش العنصري العلني.

والنقطة الأخرى، إن الإمارات الطالبانية المغلقة المسماة دولاً عربية، لا تعترف أبداً بشرعة حقوق الإنسان، وتحتقرها وما دام الحال كما هو عليه فلا أمن ولا أمان حتى لمن يسمون بالمواطنين المسلمين فما بالكم بالمواطنين غير المسلمين، وهنا يقع الخطر على الجميع. وما لم يكن للمسيحيين العرب كيان سياسي خاص فلن يبقى على المدى الطويل ولا مسيحي عربي في هذه المنطقة وستخسر المنطقة نهائياً وإلى الأبد "فاكهة الشرق الأوسط"، التي يجب الحفاظ عليها. وكي لا يسود لون الظلام الأحادي كما هو الحال في معظم إمارات الظلام العربي ولدينا أرقام مهولة عن هجرات بالملايين واستقرار في الغرب بعد ما يسمى بالصحوة البترودولارية البدوية وازداد الأمر سوءاً وتفاقماً بعد الغزو الأمريكي البربري للعراق.

وستكون هذه الدولة والوطن القومي المسيحي ضمانة وملاذاً، كما هو الحال اليوم بالنسبة للغرب المسيحي التنويري، لكل هؤلاء المساكين والمضطهدين الذين يعانون من التهميش والاضطهاد العلني كما هو الحال في مصر ومنظومة الخليج الفارسي والجزائر والسودان والعراق، وضمانة حقوقية، ووطنية، ومدنية، حتى لكثير من العرب المسلمين الذين يعانون من ظلم واضطهاد أنظمتهم القروسطية الأبوية الدينية المغلقة التي لا يبدو أن في الأفق حلاً لمعاناة الجميع مسلمين وغير مسلمين، من جهالة وطيش وبطش وغشم وغي هذه الكيانات الاستبدادية لورثة الثقافة البدوية الصحراوية.

لقد جربت شعوب المنطقة الأنموذج البدوي الدموي الإرهابي على مدى قرون اتسمت كلها بالبطش وصبغت وجهها بالدم. فلا حياة إنسانية، ولا شروط صحية، ولا قواعد حقوقية ومدنية، في مجتمعات تعمل بالمادة الثانية. أوالثابت عملياً وتاريخياً، هو الفشل المطلق للأنموذج البدوي في الحكم وقيادة المجتمع البشري، والأمثلة أمامنا أكثر من أن تعد وتحصى.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطالب بوطن قومي للمسيحيين العرب
- المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير
- خرافة المفكر العربي
- عولمة رياضية
- الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني
- نعم لإرضاع الهندي الفقير
- العرب والسطو على التاريخ
- أيهما أهم الأخلاق أم الأفكار؟
- الأساطير الدينية تحت الاختبار: إنتاج أول خلية حية والإنسان ا ...
- هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟
- من أين ستأتي الخليجيات باللبن الكافي لإرضاع هنود الخليج؟
- متى ينسحب البدو العرب الغزاة كما انسحبوا من إسبانيا؟
- هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين