أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!!!!














المزيد.....

إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!!!!


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 09:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتسم عصرنا الراهن بالعنف وسيلة للتعامل مع الآخر من خلال تهميشه، أو إقصائه، أو القضاء عليه من أجل منفعة ذاتية بحتة إن كان على مستوى الفرد أو الجماعة، وأصبحت المجتمعات تعجُّ بجرائم وأحداث لم يسبق لها مثيل ساهمت بها معظم الشرائح، فانخرطت المرأة المشهود لها دائماً برأفتها وحنانها في ممارسة أنواع من الإجرام والعنف كانت مقتصرة إلى حدٍّ كبير على الرجل.
ومازالت الصحف الورقية والالكترونية تزوّدنا بأنباء عن جرائم قتل ارتكبتها النساء بحق مقربين لهن.
غير أن فظاعة الأمر ووحشيته تتجلى عندما تكون الضحية من الأطفال الأبرياء، وهذا ما يثير الاستغراب والاستهجان لما هو معروف عن المرأة من نأيها عن ممارسة العنف لاسيما تجاه الأطفال بسبب ما تعززه لديها غريزة الأمومة من مشاعر إنسانية خالصة.
فهل هو إجرام أصيل في شخصية المرأة أقصته إلى حين التربية والقيم والأعراف الاجتماعية، أم أنه مكتسب بفعل تبدّل المفاهيم والقيم الإنسانية في زمن العولمة السلعية التي حوّلت الإنسان لمجرد غرائز ورغبات..؟
فقد أقدمت المدعوة خديجة على قتل ابنة زوجها الطفلة هالة/3 سنوات/ عن طريق دس المبيد الحشري الفوسفوري السام في زجاجة الدواء الذي تتناوله الطفلة المصابة بمرض الحرقص.
ويعود سبب القتل إلى غيرة هذه السيدة من الطفلة لأنها تشبه أمها، ولأن الأب كثيراً ما كان يحتضن ابنته ويقبلها مما كان يثير حقدها، الأمر الذي دفعها سابقاً إلى ضرب الطفلة لأسباب تافهة جداً.
كما أقدمت سيدة أخرى على ضرب ابنة زوجها وعمرها/4 سنوات/ بشكل دائم مستخدمة كل وسائل التعذيب التي لا يقوى على حملها الكبار، ومنها على سبيل المثال وضع عصى الممسحة في مكان حساس من جسدها ما أدى إلى موتها متأثرة بتلك العذابات.
إلى هنا وعلى الرغم من فظاعة الفعل المرتكب في الحالتين، إلاّ أن الأمر قد يكون مقبولاً إذ أن الضحية هي ابنة الزوج، ومعروف عن الكثير من زوجات الأب عبر الزمن قسوتهن ووحشية تعاملهن مع أبناء الزوج، لكن أن تكون الأم هي قاتلة أبنائها ولأسباب لا أخلاقية فهذا ما لا يمكن لأي عقل أو عاقل أن يتقبله في مجتمعاتنا.
فقد ذكرت صحيفة البعث إلى أن المدعو /خ/ من محافظة الرقة قد أقدم على قتل شقيقته بمادة السم القاتلة نوع فوسفيد الزنك التي دسّها لها داخل شطيرة الزبدة بالاشتراك مع المدعوة /خ.ح/ شقيقة زوج المغدورة، وقاما بنقلها ليلاً إلى منزل ذويها وتمّ دفنها أصولاً بحضور أهالي القرية على أن وفاتها بسبب مرض صحي أصابها فجأة.
غير أن الأسباب الحقيقية وراء مقتلها وبحسب الصحيفة، هو قيامها بقتل ولديها الأول محمود
/3 سنوات ونصف/ بخنقه داخل المشفى بواسطة حرام صوف، وبعد أسبوع من جريمتها النكراء قامت بقتل طفلها الثاني محمد/ سنة ونصف/ بواسطة تسميمه بحبوب دوائية خاصة بمرض الصرع، كانت قد حصلت عليها من والدها.
وبالتحقيق مع المدعو (ع.ع) الذي أُلقي القبض عليه، اعترف بما نُسب إليه، وأنه سبق وأن مارس الجنس مع الأم ولأكثر من مرة في غرفة الممرضين بالمشفى وبحضور ولديها محمود ومحمد.
أمام هذه الجريمة الفظيعة بكل حيثياتها لا يمكننا إلاّ أن نقف مشدوهين ومستهجنين فعلة هذه الأم التي أطاحت بأمومتها وإنسانيتها ومن ثمّ بحياتها مقابل نزوة جسدية عابرة، لنتساءل:
ما الذي دفع المرأة في هذا العصر لاتجاهات مغايرة لطبيعتها الأنثوية الرقيقة والحنون...؟
ما الذي أقصاها عن أمومتها التي توشح الحياة بالأمان والطمأنينة لكل من حولها..؟
هل هو الانتقام للظلم والكبت الذي تعانيه منذ قرون...؟
هل هو تقليد أعمى لما تنثره الأفلام الغربية عن وضع المرأة هناك وبأنها منافسة للرجل في كل شيء حتى في الإجرام..؟
أم أنه اقتداءٌ أعمى لما نشاهده أو نقرأ عنه بأن بعض الأمهات في المجتمعات الغربية تقدمن على قتل أبنائهن تحت وطأة المخدرات أو السُكر أو الأمراض النفسية المختلفة.
هل هو الانحلال وانتشار أخلاقيات جديدة لمفهوم العلاقة بين الجنسين في مجتمعات قائمة على الكبت والفصل بينهما دائماً..؟
أعتقد أنه لكل هذه الأسباب مجتمعة خرجت بعض النساء من جلودهن فتقمصن شخصيات ممسوخة ومشوّهة، وحملن أفكاراً ومفاهيم مغلوطة عن الأنوثة والأمومة، فتوشّحنَ رداء القتل والعنف بديلاً لإنسانية أزلية امتزجت بنسغ المرأة منذ الأزل.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد
- وأخيراً... عيادة حديثة لفحوصات ما قبل الزواج
- عندما تتحوّل الأخوّة لافتراس
- باقة حب وياسمين لروح أبي
- قضايا المرأة بين الواقع الاجتماعي والتشريعات
- وزارة الإدارة المحلية تسحق الشرائح الأكثر استحقاقاً في المجت ...
- مواكباً للقتل بداعي الشرف ضرب المرأة بات ظاهرة تستدعي التصدي ...
- رغبت بمساعدته على تكاليف الحياة فقتلها بدافع الشك
- صراحة الأزواج...مغامرة أم ضرورة..؟
- كيف يرى الرجل صداقتها له
- كان عامٌ حافلاً بقضايا المرأة
- عندما يصبح الغدر مكافأةً كبرى
- شموع أنارت ليل دمشق...فهل تنير دروب التائهات عن حقوقهن..؟
- مرّة أخرى الدعم لمستحقيه... ما عدا المطلّقات
- المشروع الجديد للأحوال الشخصية... تهميش للسورين عموماً وللجه ...
- هل تكفي الأيادي البيضاء لمعالجة الحالة...؟
- هل ما زال الاتحاد النسائي معني بحقوق المرأة بعد رفضه حكم قضا ...
- الجلد... أثمن هدية للمرأة العربية..!


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!!!!