أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟















المزيد.....

أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم غزا صدام حسين دولة الكويت , كان الالم يعتصر قلوب اغلبية العراقيين , ولم يكن ثمة من يرغب ان يحدث ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم ... ذلك ان الاخوة في الكويت لم يكونوا سوى اشقاء واهل , وكان قرار الغزو غير مرحب به حتى من الدائرة القريبة من صدام , عدا قلة قليلة ممن كانت تحيط به وارتبطت مصالحها معه , مصفقة ومهللة لاي خطوة يقدم عليها حتى وان ادت بالبلد والمنطقة الى كارثة , وهنا يحضرني ما قاله ذات مرة نائبه عزة الدوري وهو يقلده وشاحا , سيدي انني اوافقك على كل شيء تقوله وتفعله حتى وان كنت على خطأ ...
وجرى ما جرى وتعرض الاشقاء الى كوارث ونكبات وعمليات قتل وسلب وتشريد من قبل بعض العراقيين , ماكانت لها ان تجري دون ضوء اخضر من السلطة العليا يوم ذاك , وكان العراقيون اشد قلقا على اخوتهم الذين خلت ديارهم منهم , وراح يعبث بعضا ممن كان هناك بممتلكات اهل الكويت ... والقصة معروفة للجميع , ونحن اذ نذكرها بتفاصيلها الدقيقة , فهي جزء من التاريخ , وبالذات تاريخ السلطة البائدة .
وجائت (( قوات التحرير العالمية )) بزعامة الولايات المتحدة الامريكية , لتخرج القوات العراقية من الارض الكويتية ويحل بالعراق كارثة لم يشهد لها مثيلا لا التاريخ الحديث ولا القديم , كان ضحيتها مئات الالاف سواء اثناء العمليات العسكرية او بعدها , ناهيك عن عشرات الالاف من الاطفال راحوا ضحية الحصار الظالم وقلة الدواء والغذاء وتدمير البنية التحتية للبلد وتعطل التجارة والصناعة وانتشار الامراض وخاصة السرطانية وما الى ذلك ... وخير دليل على رفض العراقيين لما جرى في عام 1980 هي الاحداث التي اعقبت حرب الكويت , يوم هبت الجموع في اغلبية المدن العراقية بالتمرد على السلطة وتمكنوا من السيطرة على اربعة عشر
محافظة من مجموع الثماني عشرة , وليدفعوا فيما بعد غاليا ثمن ذلك , يوم استعاد الطاغية قوته وبطش بالشعب دون ان يرف له واتباعه جفن .
صحيح ان الكويت تكبدت خسائر مادية كبيرة اضافة الى عدة مئات من الضحايا , غير ان ذلك لا يقارن ابدا بما تكبده العراقيين الذين كانو هم ايضا , كما الكويتيون , ضحايا العنف الدموي لصدام وبطانته , غير ان الاخوة في الكويت ما انفكوا يصرون على بعض المطالب التي يفترض ان يكونوا هم اول المبادرين الى الغائها وابطالها , وايقاف كافة قرارات الامم المتحدة بدءا من التعويضات وانتهاء بالمفقودين , ذلك انها فرضت على العراق في ظروف غير متكافئة وبدعم امريكي عالمي , وكان صاحب السلطة انذاك مستعد للتوقيع على اية وثيقة مقابل البقاء في منصبه والكويتيون يعرفون ذلك حق المعرفة واكثر من غيرهم .
كانت الكويت محقة تماما في اي اجراء او عقوبة ازاء النظام السابق , فهي الجهة المتضررة , ومن كان سبب الضرر ما زال في السلطة , وبالمقابل فأن العراقيين لم يشعروا بالاسى على ما اتخذته الامم المتحدة من عقوبات قاسية ضد بلدهم رغم ظروفهم الحرجة ومعاناتهم التي امتدت لسنين طوال , على امل ان يتخلصوا ومعهم الكويتيين من النظام الظالم .
وجاء عام 2003 , لتكون الكويت وقطر اهم دولتين لقواعد دول المحور العسكرية ومنهما وغيرهما شنت الهجمات على الاخضر واليابس في العراق , وحتى يومنا هذا تفتخر الكويت بأنها وبفضلها تخلص البلد من النظام الفاشي , دون الاشارة الى المأسي التي حلت ببلاد الرافدين والذي بات يومه اسوء من امسه وليدفع من الضحايا مئات الاف جديدة ناهيك عن تدمير كل مقومات البلد وسلب حضارته وثرواته .
ما سبق ذكره كان مشاهد من المأساة التي مر بها اابناء الشعبين الكويتي والعراقي , وان تعافت الكويت منذ اعوام غير قليلة من ذلك غير ان اشقائهم في العراق مازالوا يعانون ويدفعون ثمن اخطاء لم يرتكبوها ولم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل .
وعبثا حاول العراق وعلى مدى السنوات السبع الماضية اقناع الكويت بضرورة اعادة النظر في سياستهم , غير ان كل الجهود والمحاولات لم تفلح وسد الطرف الاخر كل الطرق التي من شأنها ان تؤدي لحل قد يكون منصفا سيما وان العراق ابدى كل الاستعداد للتعاون واعادة مايمكن اعادته وفي ضوء ماهو متوفر او يتم العثور عليه , ناهيك عن التعويضات المادية التي قاربت من العشرين مليار دولار لحد الان , واستحواذ الكويت على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية الحدودية ومياهه الاقليمية والاعتداءات شبه اليومية للصيادين داخل المياه العراقية واصحاب المزارع الحدودية وغير ذلك كثير ...
ولم يعد لنا نحن العراقيين ان نسمع مع كل يوم جديد اصوات تتعالى داخل مجلس الامة الكويتي بمطالب لااول لها ولا اخر فبعد ان شبعنا من مسألة التعويضات والارشيف الحكومي والطيران ... هب احدهم بالامس القريب ليقول ان لدينا بعض مئات من المفقودين لا يمكن ان نتوصل الى اتفاق مع العراق دون ان تحل قضيتهم , وان العراق سوف يبقى تحت بنود الفصل السابع ما لم يكشف عنهم ... وهنا اجد نفسي مضطرا لاقول لهذا النائب ان المفقودين الذين لايتجاوز عددهم الخمسمائة , دفع العراق مقابلهم اكثر من خمسمائة الفا في الصحراء بين البلدين , وهذا يعني ان كل مفقود منكم يقابله الفا منا , اما كفاكم ذلك , وانتم تعلمون ان الكويتي والعراقي قتلا لذات السبب , الا وهو السياسة الهوجاء للطاغية , اما اليوم وبعد كل ما جرى , ارى انه من العيب والعيب الكبير ان يصر الاشقاء على مواقفهم المتعنتة وغير المبررة ... الا اذا اعتبروا دماء العراقيين ماء ولا اهمية لها سواء سكبت ام لا !! ... والاكثر غرابة ان من راح يطالب ويصر على الموقف غير الودي من بلدنا هم اعضاء مجلس الامة من التيار الاسلامي , اؤلئك الذين يفترض بهم ان يكونوا ايجابيين وداعمين لاخوة لهم في الدين انطلاقا من مباديء الاسلام وسماحته ,حسبما يدعون , ومع كل الاسف فأن الحكومة الكويتية , وربما خوفا من تلك الشلة , لم تقدم شيئا ولم تستطع ان ترتقي ولو قليلا , الى مصاف دول (( الكفر والدعارة )) ممن بادرت والغت الديون المترتبة لها في ذمة العراق وهي ديون حقيقية غير وهمية , اذ ربما كان كفرهم دليلهم الى معرفة براءة الشعب العراقي من جرائم صدام , وتاكيدهم ان العراقيين هم الضحايا الاكثر ضررا من سياسته الطائشة , خلافا لاسلاميي مجلس الامة الذين وقفوا بوجه كل بارقة امل لحل الازمة وتسويتها , وهكذا تكون الكويت ودولة اسلامية اخرى احتضنت الكعبة , الدولتين الوحيدتين ممن يثقلان العراق بديون كبيرة وغير صحيحة , لم تسقطا ديونهما المزعومة , ووقوفهما امام كل ما يمكن ان يعيد للبلد وابنائه بعضا من الرفاه الذي يفتقده وحرم منه منذ عقود عديدة .




#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا ليت اللحى كانت حشيشا لنطعمها .... !! *
- وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!
- هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟
- اطفال بلدي... لا تغتاضوا ان تخلى عنكم الرب !!
- المسيح ... واختلاف النص بين الانجيل والقرأن
- ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة
- انه زوجي وليس ابي !!
- ثمة مسلم يريدني ان اكون معاقا او ذا عاهة ... !!!
- الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!
- دعوى امام هيئة اجتثاث البعث ضد الرب ...!!
- كان بعضهم (( يبزخ )) على انغام ب (( الروح بالدم )) ... !!
- ايعقل ان يكون ربنا الذي خلقنا (( ارهابيا )) ؟؟
- قناة الجزيرة الفضائية ... مالفرق بين الارهاب والمقاومة ؟
- الحجاب ... واللغط الذي فاق حده ..
- اانتم قادة العراق ؟
- بعضهم ارهابي مع سبق الاصرار
- المالكي وعلاوي ... كلاكما غير مؤهل
- هلا اعتذرت حماس لسكان غزة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟