علي مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 923 - 2004 / 8 / 12 - 08:59
المحور:
الادب والفن
حينما تصغي الحياة لجوارحنا في مكنونات النفس, تنبثق الأسارير معلنة نبضة جديدة في رحم الحياة , تتسارع النفوس مشرئبّة بأعناقها تتلوى في البعيد , ترنو الى المستقبل الباسم الذي يمتد بها أويقات عجيبة , تسرقها ساعات الصباح الأولى , ليحرّرها المساء , وهو يسوقها الى الغروب حينما يتعانق آخر النهار مع اول الليل , لتبدأ رحلة الظلام في كنف المجهول , وحينما تتوارى الشمس نازلة في البحر مودعة آخر مناظر النور تتبدّى في البعيد , معلنة موتها , لتبدأ حياتها في بلد آخر ,حيث تأسر الجميع بجمالها الخلاب , وتسرق عواطف الشعراء , قاذفة اياها الى القمر القابع خلفها السارق منها خيوط النهار , حيث يتألق حين غيابها في كبد السماء, ليلهب خيالات العشاق, ويشارك ترانيم السارحين المتأمّلين في الوجود الصغير .
تُرى... أي سرّ يخفيه هذا العالم , هل هو لغز تشاركت البشرية في كشف حجبه وسبر اغواره , ام انه احجية عالمية لا حل لها , كم نحن صغار في هذا العالم , وكاننا قطرات تلعب وسط المحيط , تتقاذفنا امواج الغربة السارحة , وكاننا احرف رميت في كتاب الحياة لا تجد مستقرا ياويها , ولا يكمل معناها.
كم هو صعب ان نسابق الريح , كم هو عظيم ان نبعث انظارنا الى البعيد , لتلتصق بالعالم الكوني السابح , كم هو جميل ان نقذف افكارنا وهي تتطاير هازئة بالمسافات . الحيرة تنادينا كل حين , ولا نستطيع منها فكاكا ولا هروبا.
#علي_مرعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟