جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 10:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة من جاسم المطير إلى جلالة الملك عبد الله الثاني
اسمحوا لي ، يا صاحب الجلالة ، أن أحييكم بأعظم تحية في هذه اللحظة التي يتوق بها قلبي إلى مناشدتكم بقرار الخير الذي انتم الأقدر على فعله :
في العراق ، اليوم ، كما يعلم جلالتكم ، أمواج النار تلتهم السماء ، بينما في الأرض الأردنية السمحة أمواج متلألئة بالنور والحياة والكرامة ، كما اعلم أنا ، شخصيا ، من تجربتي التي عشتها في العاصمة الجميلة عمان بفرح ومتعة وأمان في منتصف التسعينات حيث انجذبت إلى صداقة الصحفي العراقي علي السوداني وانسربت أوقاتنا المشتركة في أماكن أردنية جميلة عديدة ظلت ذكراها خالدة في أعماقي .
حين غادرتُ عمان إلى محط غربتي في الأرض المنخفضة ، هولندا ، استفاقت حياتي في مدينة لاهاي إلى حياة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية كرامته وتأمين عيشه الإنساني اللائق . كل شيء ، هنا في بلاد الغربة ، يمنحني أهاب الجمال وكنت كلما تمنيت لصديقي علي السوداني أن يشعلَ ، مثلي ومثل آلاف العراقيين ، هو وعائلته مصباحا في بيت من بيوت هولندا ، ليقيم فيها ، مطمئنا ، آمنا ً، كان يقول لي ، دائما ، أن الرياح الأردنية هيمنت على أنفاسي وعائلتي فصرت أعيش ، ربيعا دائما في عمان . كان يؤكد قوله : لم أعد أحس جمال الحياة إلا في الكتابة تحت ضوء الشمس الأردنية وإلا حين أغسل عيني ، كل صباح ، بمياه من ينبوع أردني .
اليوم رفرفتْ عليّ أخبار مؤلمة ، اصطخبت فيها أمواج القلق عبر قرار اتخذه وزير داخلية مملكتكم العامرة يقضي نقل الصحفي العراقي علي السوداني مقيدا لتسليمه إلى السلطات العراقية حيث الأغوار المظلمة ، والسجون السرية ، وحيث هدير الساعات المسرعة ، التي ربما ترن في صدره رصاصا يقضي على حياته أو ربما يقضي حياته جالسا القرفصاء في زاوية من زوايا السجون العراقية المظلمة .
يا جلالة الملك
أناشدكم بصوت حزين لكنه واثق من إرادتكم لتفسحوا مكانا صغيرا لصديقي وصديق الأرض الأردنية وصديق شوارع عمان وساحاتها الجميلة ، أن تصدروا أمركم السامي ، بإيقاف تسليمه إلى السلطات العراقية لكي تعود النشوة له ولزوجته وولديه بالفرح والحب . ثمة مكان واسع فسيح وآمن لهذه العائلة الصغيرة كي تبقى أقدامهم ملامسة لأرض عمان بقوة شد الأمومة وحبها وعطفها ، مثلما كان أفراد هذه العائلة منذ 20 عاما يشاهدون شروق شمس بلادكم على حبهم المنحوت في قلوبهم بكلمة واحدة : عمّان .
أنا واثق ، يا جلالة الملك ، أنكم ستهبون إلى المواطن العراقي علي السوداني نغما من أنغام الحرية الأردنية .
لكم فائق التقدير والاحترام
جاسم محمد المطير
صحفي عراقي مقيم في مدينة لاهاي
10 – 6 - 2010
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟