مرزوق الحلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 00:51
المحور:
الادب والفن
هذا الفتى المغربي،
كيف لا أشتري منه برج آيفل المضيء؟
فمن يلوي على الحانة آخر الليل
يخلع فيها غربته ويقرأ رسائل الأهل
من سيطلب من النادلة كأسا ثلثة
تضيء قلبه البارد؟
الجسور ضيقة
تعجّ بأناس خرجوا من مصائرهم مهزومين
آثار الأماكن في وجوههم
يرمون في النهر الحمل الزائد من الذاكرة
لعلهم يخفون،
لعلهم يسبقون الوقت إلى منفى
أقلّ وطأة من قبضة الوطن!
في المترو عازفان بارعان
يعزفان خلفية مثلى لعاشقين
يتكئان على فائض حبهما
وعجوز مدّت لهما باقة ورد
وأمطرت العازفين بالقبلات
حتى توقف المترو
أشجار الكستناء في حدائق باريس
أعلى من نجمة صبح
تركتها ظلالها سائرة نحو رذاذ النافورة
والماء سرمدي يمحو أثر السنين عن الوجوه
ويُنطق التماثيل
حالة مثلى يتساوى فيها المشردون مع السياح
أمام عدسة المصور
في مقاهي باريس رتبوا الطاولات بعناية
فلا يكون ظهرك للشارع
ستشرب هناك ما أدمن عليه قلبك
تتفرّس كلام المارة وأفكارهم
لعلّك تعثر على شبيهك أو نقيضك
وقلما تُخفق!
في باريس أمكنك أن تختار ما شئت من وقت وموقع
لكن لا مفرّ من التاريخ
منها، خرج الجائعون من جوعهم
والملوك إلى عار انتصاراتهم
حيثما ذهبت انتظرتك حكمة الفيلسوف
وصادفك عرس الفن على الجدران
باريس في لحظة وجد تمنحك السر،
هي نقطة المبتدى وهي سدرة المنتهى،
باريس!
أكتوبر 2009
#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟