أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال سعيد يادكار - الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي















المزيد.....

الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 14:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعتبر الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي من أقدم الصراعات وأطولها في تاريخ البشرية فقد بدأت قبل أكثر من 3000 سنة والى وقتنا الحالي ومازال مستمرا. وسقط خلالها مئات الالاف من البشر من الجانبين , كلٌ يدعي الحق في (الارض المقدسة) !! وأدى هذا الصراع الى عدم الاستقرار في المنطقة وتحولت الى بؤرة من العنف والكراهية والتهجير والقتل والتدمير. فمَن هو أحق بــ ( الارض المقدسة) الفلسطينيون أم الاسرائيليون؟؟ ومَن سبق مَن على هذه الارض؟؟ ولمن أعطى الله الحق في دخولها واستيطانها؟؟
يخبرنا التاريخ بأن الكنعانيون والآموريون وهم من القبائل العربية السامية قد هاجرت الى بلاد الشام منذ الالف الرابع قبل الميلاد واستوطنوا أرض فلسطين لذلك سميت بأرض كنعان. وقد اشتهرت بلاد الكنعانيين وخاصة الذين استوطنوا سواحل لبنان الحالية بالصبغ الارجواني الذي كان يستخرج من احدى انواع المحار. وكانوا يصدرونه الى بلاد اليونان فاطلق عليهم اسم (فينيقي ( Phoenix أي الاحمر الارجواني . إضافة الى الفينيقيين هناك اليبوسيون وهم ايضا من القبائل الكنعانية الذين استوطنوا ( فلسطين) وبنوا مدينــة يبوس (القدس)3000 ق م (1). ثم جـاء أقـوام ( الفلست ) المهاجرة من أطراف بحر إيجة ومن جزيرة ( كريت ) وكانت هجرتهم بسبب ضغط القبائل الهندو-اوروبية عليهم حوالي سنة 1225 ق.م واستوطنوا الاجزاء الجنوبية والساحلية من أرض كنعان وانصهروا مع أهلها وأثروا فيهم فحملت أرض كنعان اسمهم وسميت ( فلسطين) . وكان هيرودوت أول من اطلق اسم ( فلسطين) على أرض كنعان.(2)
ثم جاء الى أرض كنعان العبرانيون( الاسرائيليون) بقيادة موسى والذي لم يستطع ان يدخلها من الجنوب لأن بني اسرائيل رفضوا أن يقاتلوا وبعد ان توفى موسى تولى قيادة بني اسرائيل يوشع بن نون والذي استطاع ان يقودهم عبر الاردن وأن يدخل أرض كنعان من الشمال الشرقي ( أريحا) بالقوة ويستبيح أرضها وأهلها لكي يستمر هـذا الصراع منذ ذلك الوقت حـوالي( 1000 ق. م )الـى الوقـت الحاضـر( 2010 م ) أي أكثر من 3000 سنة . ومنذ ذلك التأريخ قُتل مئات الالاف من البشرعلى هذه الارض ويُقتلون الان يومياً ولا يبدو ان لهذا الصراع نهاية لأن كل طرف يدعي بأن له الحق الالهي في ملكية الارض وأن حربه مقدسة ضد الطرف الاخر. صحيح أن أقوام ( الفلست ) أو الفلسطينيون قد سبقوا العبرانيين ( الاسرائيليين) في استيطان ارض كنعان , لكن الاسرائيليون يدعون بأن الله قد وعدهم هذه الارض ومنحها لهم عندما جاء ابراهيم مع ابن اخيه لوط من أور الكلدانيين ( العراق) الى ارض كنعان حوالي 2000 ق.م وحسب كتابهم المقدس ( التوراة) " فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ". (3). وإذا قيل لهم أن كتابهم محرف قالوا ان الله وعدنا وكتب لنا هذه الارض في (القرآن) , وحسب الايات التالية والتي تقص علينا كيف أن الله قد وعد الاسرائيليين هذه الارض ووقف الى جانبهم ونصرهم على (أعدائهم ) أصحاب الارض !! فهل هذا صحيح ؟؟ لنقرأ هذه الايات:
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ.(4)
المتكلم هنا موسى والمخاطب بني اسرائيل ( اليهود) يطلب منهم ان يدخلوا الى الارض المقدسة ( فلسطين ) لأن الله قد كتبها لهم !!
" الارض المقدسة " المطهرة أو المباركة , قال ابن عباس هي أريحا , وقال الزجاج هي دمشق وفلسطين وبعض الاردن , وقال قتادة هي كل هذا. (5)
" التي كتب الله لكم" أي التي وعدكموها الله على لسان أبيكم اسرائيل(6) . " كتب الله لكم" أي فرض دخولها عليكم ووعدكم دخولها وسكناها, لما خرجت بنو اسرائيل من مصر أمرهم الله بجهاد أهل أريحا من بلاد فلسطين(7) . أليس هذا نص الهي وتقرير الهي وصك الهي بتوقيع ( قرآني ) يهب فيها أرض فلسطين لبني إسرائيل؟؟ أليس من حق الاسرائيليين أن يقولوا أن أرض فلسطين من حقنا ؟ أليس من حقهم أن يقيموا دولتهم على أرض فلسطين لأننا أعطيناهم الصك الالهي الذي يثبت أن الله أعطاهم هذه الارض وأنها ملك لهم منذ أكثر من 1000 سنة قبل الميلاد؟؟ وبما أن الله قد كتبها لهم فانه من حقهم ان يستعملوا القوة لكي يـدخلوها لأن أهلــها ( الفلسطينيون) سوف يقاتلون دفاعا عن أرضهم ولكن الاسرائيليون لم يقاتلوا ربما لعدم التكافؤ العسكري أو لأنهم كانوا منهكين بعد خروجهم من مصر أو لأن فيها قوما جبارين: قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ .(8)
ولم يستطع موسى ان يقنعهم بالقتال: قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ.(9)
وعقابا لهم حرم الله عليهم دخولها أربعين سنة : قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ.(10)
أي ممنوعون من دخولها وهو تحريم منع لاتحريم شرع , وكما يجوز أن يكون تحريم تعبد. قال ابن عباس دخلها أولادهم ولم يبق من بني إسرائيل إلا يوشع بن نون وكالب فخرج بهم وبمن بقي منهم بعد الاربعين سنة الى تلك المدينة وفتحوها.(11)
كان وفاة هارون في التيه ثم بعده بثلاث سنين توفى موسى وأقام الله فيه يوشع بن نون نبيا وخليفة لموسى ومات أكثر بني اسرائيل هناك في تلك المدة ويقال انه لم يبق منهم أحد سوى يوشع بن نون وكالب. فلما انقضت المدة خرج بهم يوشع بن نون وقصد بهم بيت المقدس فحاصرها وكان فتحها يوم الجمعة بعد العصر فلما أوشكت الشمس على الغروب وخشي دخول السبت عليهم قال ( للشمس) : إنكِ مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها عليَ. فحبسها الله حتى فتحها.(12)
وجاء في الحديث الصحيح رواه ابو هريرة: أن الشمس لم تحبس لبشر إلا لنبي الله يوشع بن نون ليالي سار الى بيت المقدس.(13)
وهكذا يستطيع يوشع بن نون أن يقود بني اسرائيل عبر الاردن لكي يدخل فلسطين عبر نهر الاردن وينجح في الاستيلاء على ( أريحا) وتتحدث التوراة عما فعله بنو اسرائيل فيها من قتل وحرق وتدمير (وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا) (14) وكان دخولهم أريحا حوالي سنة 1190 ق.م . وبعد قتال ومناوشات استمرت سنين ولم يستطع يوشع ان يحتل كل الاراضي الكنعانية وخاصة مدينة يبوس (القدس) الى ان جاء الملك طالوت حيث تم القضاء على البطل الفلسطيني ( جالوت) من قبل داود : وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ...(15) .
وهذا ما يتوافق مع ما جاء قي الكتاب المقدس:
فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا (16). ومرة اخرى نجد أن الله يقف مع الاسرائيليين ضد أصحاب الارض الذين كانوا يدافعون عن أرضهم ضد المحتلين ( فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت) مَن هَزم مَن ؟ العبرانيون (اليهود) أو (الاسرائيليون) هَزموا أصحاب الارض ( الفلسطينيين) وقَتل داود العبراني ( الاسرائيلي) جالوت أو (جليات) فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ(17) البطل الفلسطيني(باذن الله)!! وبعد ذلك دخل داود المدينة المقدسة وجعلها عاصمة له سنة 997 ق.م , بعد أن فشل بنو اسرائيل من دخولها طوال الفترة السابقة التي زادت على القرنين من الزمان.(18)
بعد كل هذا أليس من حق اليهود أن يتمسكوا بأرض فلسطين ويقاتلوا ويدافعوا عنها؟؟ ألم ينصرهم الله على أصحاب الارض في السابق( فهزموهم باذن الله ) ؟؟ ما المانع أن لا ينصرهم الله الان أو في المستقبل؟؟ ألم ينتصروا في أغلب حروبهم على العرب؟؟ أليس النصر من عند الله ...وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.... (19)
المراجع
1. ابراهيم الشريفي : أرض كنعان.
2. فيليب حتي: تاريخ سوريا ج1.
3. الكتاب المقدس : سفر التكوين : 18
4. القرآن :المائدة : الاية 21.
5. تفسير القرطبي : ج2.
6. تفسير ابن كثير : ج2.
7. تفسير القرطبي : ج2.
8. القرآن : المائدة: الاية 22.
9. القرآن : المائدة: الاية 24.
10.القرآن : المائدة : الاية : 26 .
11. تفسير القرطبي: ج2.
12. تفسير ابن كثير : ج2 .
13.فتح الباري في شرح صحيح البخاري :فرض الخمس: 2426 .
14. الكتاب المقدس : سفر يشوع : 6 /25.
15. القرآن : البقرة : 250 – 251.
16. الكتاب المقدس :سفر صموئيل الاول:17/ 50-51 .
17. الكتاب المقدس: سفر صموئيل الاول:17/4.
18 . الحنبلي : الأنس الجليل : ج1.
19 . القرآن : آل عمران: 126 .


















#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال سعيد يادكار - الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي