|
وصلات عاشقة عن قصائد مظفر النواب/الى علاء كعيد/الوصلة الثالثة
محمد نور الدين بن خديجة
الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 20:35
المحور:
الادب والفن
وصلات عاشقة مع قصائد مظفر النواب../ الوصلة الثالثة. اهداء الى الشاعر العراقي المغربي ..علاء حسب كعيد.
-كان أن حدثني صديقي ورفيقي الفنان لحسن الفرساوي في احدى تجلياته الفنية عن شابين فنانين ناشئين..وفي حديثه مغزى عن اكتشاف من اكتشافاته التي لا تعوزها خبرة ولا حدس.وكانت المناسبة ان أهداني ديوانا للشاعر السويسري" برونو ميرسيي" .يكشف فيه الشاعر عن بوحه الجريح اتجاه المآسي والويلات التي يتجرعها العراق الذبيح أو " العراق الجميلالذي دون المذبحة" حسب تعبير الشاعر الكبير "سعدي يوسف".فقد تضمن هذا الديوان- الذي جاء مترجما للعربيةمن طرف احد مشاغبي مراكش الاستاذ عبد الغفار السويرجي- لوحات تشكيلية لاحد هذين الشابين ..الفنان ضياء الفتيني. وكأيمناسبة كان حديثنا يدور حول الفن والفنان والمثقف عموما ودوره الأساسي في انارة سراديب الظلمة... هذا الدور الذي بدا يتراجع بشكل مذهل ومريع ليحل محله الفنان او المثقف الذي يتقوقع حول ذاته موليا ظهره لآلام الناس في مجتمعاتنا العربية التي لازالت تغوص في الامية والجهل ..والتي لازالت تعيش في كنف نظام الرعية والراعي.بل والادهى ان ينظر الفنانون والنقاد والمثقفون الى هذه الارتكاسة او الانتكاسة على انها اختراق حداثي وتجاوز موضوعي لكل المفاهيم والممارسات التي بلورها مثقفون وفنانون في ازهى وابهى مراحل العطاء الابداعي والثقافي العربي..والذي نترحم عليه الآن آسفين. وكانت هذه الصرعة تتماشى كموضا مع ما تبلورفي الغرب الراسمالي ايجابا وسلبا. بل اخطر ما في الامر هو أن يروج لهذا المعطى حتى على صفحات منابر كانت تعد حتى الأمس القريب محسوبة على الحس الثقافي التحرري الثنويري والملتزم. وبالتالي تهمش وتقصي وتنبذ الآراء والابداعات الأخرى التي لم تسقط في الكمين. -اقول ان أحاديثي ولقاءاتي لمتكن تخلو من هكذا نقاش من بدايات لقائي مع هذا الفنان الملتزم-لحسن الفرساوي-التزاما انسانيا عمقته رؤية شيوعية منفتحة جنبته السقوط فيكمائن اللهاث وراء شهرة مجانية..رغم ان معاناته ةآلامه كانت باهضة..وأرشيف الفقر والأمراض كان ثقيلا عليه وهو الفنان المرهف الحس والمثقف الموسوعة. اقول انه أتى على ذكر الفنان الّي اثت صفحات الديوان برسوماته الجميلة..وعلى ذكر صديقه العراقي الاصل المغربي النشأة والاصل كذلك" علاءحسب كعيد" في حديث لا يخلو من الاحساس بلذة هذا الاكتشاف والاعتزاز بشباب يحفر على صفحة الوجود قلقه بتؤدة وشرف. ثم تمر الايام لتثمر هذه العلاقة التي جمعت الشاعر السويسري والمترجم والتشكيلي ضياء الفتيني وعلا ء كعيد الذي ساكتشفه شاعرا مع ديوان آخر مشترك مع الشاعر السويسري "برونو"وبتاثيت فني للتشكيلي لحسن الفرساوي بعنوان " مستنقعات الجنوب" وهو عبارة عن صرخة وتناج مشترك عن شاعرفقد أباه وهويته في لجة الشتات العراقي الذي اضيف الى لائحة مآسينا وشاعر أوربي يصارع لوعة الفقدالاوربي للبعد الانسانيوالتنويري والتنويري لثقافته الحداثية زمن التنطع الراسمالي المتوحش. جاء هذا الديوان عبارة عن رسالة مشتركة للبحث عن المفتقد فينا.للبحث عن جدورنا الانسانية التي تقبر احيانا بارادتنا..وكانت بالاساس التفاتة عميقة من شاعر كبير وابن بيئة حداثية وعلمانية متقدمة نحو شاب ناشىء وشاعر يعيش الشعر وقلقه يوميا وهو بلا هوية..بلا ما يتبث انتماءه لوطن ما ارض ما.. علم ما...وكانتالالتفاتةاكبر من كونها دعما..بل رسالة مفتوحة للعموم للمساعدة في التقاء الشاعر بأبيه..بل درسا لمن لا يستوعب الدروس..درسا حول الابداع والالتزام الانساني حول الاعتراف بالآخر..وأي درس نحن الذين نعيشأوهامنا النرجسية..ونلوك أمراضنا الذاتية باسم الابداع باسم الحداثة وما بعدها وما فوقها او تحتها..ونقصيبعضنا البعض..تحت يافطة الشاعر الأكبر..أو المثقف الأبهر أو الناقد ألامهر أو المابعد حداثي المعجزة. وفي الأخير نكتشف أنه لا حداثة ولا هم يفرحون..بلنكتشف من تحت القناع والمساحيق المدهشة كم نحن محافضون وعشائريون..بل وأةصياء في أن نستلذ بقيم مجتمع الرعية والراعي والرعاع. -نعم كم جميل هذا العراق المأساة الّيدون المذبحة وهويعري أقنعة ممثلي الكوميديا السوداءمن مثقفين وأحزابا وأشباه مناضلين..وكم جميل شاعر العراق العظيم "مظفر النواب" حين تحدث في احد حواراته مع جريدة الزمان عن الحداثة التي تعنيه كشاعر هي في كونها لا تستقيم فيمجتمعات الاستبداد الا بالالتصاق بهموم الناس وآلامهم وتطلعاتهم..وأن حداثة شعرية لا تعنيها هذه الهموم لا تعنيه شخصيا. -أخير أشكر هذه الثلة التي اجتمعت حول هذا الديوان ولا انسى شكري البالغ للمترجم والناقد المغربي الاخ لعميم..والى قراء ومحبي ورفاق الشاعر الكبير اهدي هذه القصيدة الرائعة عن العراق.. فالكل الى زوال الديكتاتور والمحتل ويبقى الشعب والعراق الجميل شامخا بنصب الحرية ..وتبقى القصيدة والشاعر شامخا وشاهدا .كما اهديها لاحبتي ومن ضمنهم الشاعر العراقي المغربي العربي الانسان.." علاء حسب كعيد".
--يقطر منه العرق../ شعر ..مظفر النواب.
وأرجوحة بين نخيل العراق القمر أشتهي صغري لأنام بها.. في فمي نجمة من حليب ودجلة تجري كطعم النساء أبوح يدي عندهن وأذرف ريقي باحى السرر وأرمي اشتهائي شباكا مقطعة لاتصيد لأني متهم بالنهر* نذوب فتنهل منا الطيور أغاريد للصبح تغري النهار يبكر بالعاريات الى خصرهن يردن الجرار فسيقانهن الصباح وأفخادهن السحر كأني مراياه طورا يرى نفسه في خضمي وطورا يهدهدني في خضم عذوبته ويدلي النجوم على جبهتي وكأني مهد الخليقة منذ الصغر يخبئني بالنخيل وبالشرفات تبوح الى الله بالياسمين اذا فاجأت عرينا زقزقات المطر أذوق عطور نهود الصبايا وأفخادهن به في خشوع ويحكي خفاءا لهن بأني اشتهاء يذيب الحجر ومما ترقرقت روحي توهموا نهرا جديدا بأرض العراق -الزرازير والقبرات- وزقزقن حقا وشكا ودوخن بالزقزقات الشجر وينشر أحلى مظلاته الليل سترا على عاشقين وعريا بغمز النجوم فان بالغ العري غطى الظلام على نصف بحر القمر أرجحتني على الكون أمي كحلم النوارس فالتبس الله عندي بكل البشر.
للصبايا روين الجرار بدجلة أشياء لا ترتوي مثلما يعطش الليل أوذئبة جامعت نفسها بانتصاب العبق يضرب النهر ما بين أفخادهن ويأخذ أرثاغهن تموج الى الروح يشحنها بالغرق ربما استغفرت لي رعونةغطسي الطفولي أظهر من تحت أثوابهن أرى قبة الكون مقلوبة فاضعنا الشبق فوق مئدنتين من الطلع قد ضكتا فاشرأب الفلق آه لو أنني قد بقيت على الغطس يولد وجهي بتلك الخيام الصغيرة فوق المياه يرجرجني رجهن ويبعث في أنيس القلق عالم أخذته المياه وأطفأ شمعاته في هدوء مضى في ظلام السنين وما زلت أجري على ضفة النهر أتبعه قدماي ضباب وقد أوشك الفجر والتبس الله عندي بطيب الحبق كيف لا يولد الناس في الرافدين سكارى وكل الذي في العراق يقطر منه العرق.
* يقطر: بضم الياء وفتح القاف
-وما زلت أجري على ضفة النهر..هذا هو مظفر وهذا هو شعره فاستفسروا نابديه من أهل الحداثة الشعرية واستفسروا المتنطعين الذين يشككون في انتمائه للنهر العظيم نهر العراق الخالد.
انجاز: محمد نور الدين بن خديجة/ المغرب.
#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسطول الأرض والماء..والحرية/شعر
-
اكادير موناصير../ عن الشهيد العمالي عبد الله موناصير
-
ليلة اسراء على صليب سناء/عن الشهيدة سناءمبروك
-
مصابيح غزة
-
مقاوم.. وعلى طول خط الأرز/في ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية
...
-
راشيل لؤلؤة بيت المقدس
-
شارة زهور/ الى زهرة بوذكورمجددا../زجل
-
على باب سيدي هادي العلوي
-
وصلات عاشقة مع قصائد مظفر النواب /الوصلة الثانية.
-
عن خياميات العشق
-
الى زهرة بودكور ورفاقها/زجل
-
الى روح الشهيدة وفاء ادريس/عروس بفستان ناسف
-
محمد بوكرين /المقاوم المناضل..الشهيد...
-
وصلات عاشقة مع قصائد مظفر النواب/الوصلة الأولى.
-
على نخبك يا يوسف سلمان فهد
-
تعليقات على بوح العاصفة / قصائد
-
قصائد /توصيفات لحزن منسي
-
أنا العراقية/الى الفنانة التشكيلية نسرين
-
زجل/عين ميكة/عن فضيحة النجاة
-
زجل/تفاح زيان../عن انتفاضة نساء زيان
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|