|
صفحات مشرقة من تاريخ الأسر ....الأسيرة دعاء الجيوسي / تدخل عامها الاعتقالي التاسع ..
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 14:52
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
.....لا فرق بين سجن وسجن فكلها سجون متلاصقة سجان يمسك سجان،ما دام الاستهداف واحد والمعاملة واحدة،لا حصانة لأحد من الاعتقال الطفل والشيخ والشاب والفتاة والمرأة والعجوز،فكل من يقاوم الاحتلال مستهدف،ونساء شعبنا الفلسطيني من بداية الاحتلال ناضلن جنباُ الى جنب مع أبناء شعبهن الرجال،وعدد اللواتي دخلن السجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية من بنات ونساء شعبنا الفلسطيني منذ تلك البداية وحتى اللحظة الراهنة يزيد قليلاً عن (10000)،أما مجموع ما دخلن سجون الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى /أيلول 2000 فهو (800 ) فتاة وامرأة والقائمة لم تنتهي بعد ولا أفق قريب لنهايتها إلا بكنس الاحتلال وزواله. ورحلة القيد والأسر والتعذيب للأسيرات الفلسطينيات،هي نفس رحلة القيد والأسر والتعذيب لكل أبناء شعبنا الأسرى،ولا تختلف عنها في أي من مراحلها أو أساليبها فهي واحدة ومتشابهة،حيث أساليب التحقيق والتعذيب النفسية والجسدية،والعزل في زنازين وأقسام خاصة،بل والزج بالأسيرات المناضلات في أقسام السجينات الجنائيات اليهوديات من صاحبات الأحكام الجنائية الخطيرة،وكذلك الحرمان من أبسط الحقوق ومقومات الحياة الإنسانية في سجون وصفها قادة ووزراء الاحتلال بأنها "فنادق خمسة نجوم"،حيث الغرف الضيقة جداً رديئة التهوية والإضاءة وتعشعش في جدرانها الرطوبة وتستخدم كغرف نوم وأكل وحمام،ومنع إدخال الكتب والأغراض الخاصة من خلال الأهل والحرمان من زيارة الأهل ولفترات طويلة أو مقابلة المحامين أو ممثلي الصليب الأحمر،ناهيك عن القمع الدائم والتفتيشات المذلة والمهينة والعارية والمنتهكة للخصوصيات،،مضافاً إليها عمليات الدهم الليلية من قبل وحدات قمع السجون المسماة بوحدة"النحشون" والعقوبات لأتفه الأسباب من خلال الزج بالأسيرات في الزنازين وأقسام العزل والترحيل القسري من سجن لآخر،من أجل إبقاء الأسيرات في حالة عدم استقرار دائم أو خلق بنية تنظيمية واعتقالية،تمكن من وضع برامج ورسم خطط من أجل التصدي ومواجهة إجراءات وممارسات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسيرات الفلسطينيات،والتي وصلت حد لا يطاق،من خلال الاعتداء على خصوصيات الأسيرات بفتح وقراءة ما يردهن من رسائل خاصة من الأهل على مسامع جميع الأسيرات. والأسيرة دعاء الجيوسي من طولكرم والمعتقلة من 7/6/2002 ،وصاحبة الحكم الأعلى بين 37 أسيرة فلسطينية،والمحكومة بالسجن ثلاثة مؤبدات واثنان وثلاثين عاماً،بسبب إيصالها لأحد الإستشهادين من رفاق الجبهة الشعبية إلى مدينة نتانيا،تلك الطالبة المتميزة والمتفوقة في علم الاجتماع في جامعة النجاح،كانت طالبة ناشطة في مجال العمل الاجتماعي والجماهيري،وضمن الكتلة الطلابية التابعة للجبهة الشعبية (جبهة العمل الطلابي)،هالها ما قام به وارتكبه الاحتلال من جرائم وقتل وتدمير بحق شعبنا الفلسطيني،حيث قامت دبابات شارون بعملية اقتحام شاملة للضفة الغربية، وهذا حتم عليها بحكم انتماءها الوطني وشعورها العالي بالمسؤولية،أن تشارك في الأنشطة والفعاليات الانتفاضية،إلى أن جاءت ليلة السابع من حزيران/ 2002،حيث اقتحمت بيتهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال ورجال مخابراته،والذي حاولوا الاعتداء عليها وكالوا لها الشتائم والسباب،ليجري بعد ذلك اعتقالها ورحلة طويلة وقاسية من التعذيب بمختلف أشكاله وأنواعه في معتقل الجلمة في الشمال الفلسطيني لمدة شهرين،لم يسمح لها خلالها بالاستحمام أو حتى تغير ملابسها،وكانت فترات التحقيق تستمر معها لساعات طويلة تمتد لأكثر من اثنتي عشرة ساعة يومياً،يتناوب فيها على التحقيق معها مجموعة من المحققين،ويمارسون عليها طقوسهم السادية والوحشية في فن التعذيب،ومن بعد ذلك نقلت إلى غرف السجن والذي لم تكن ظروف غرفه بأحسن حال من ظروف الزنازين،ومن ثم جرى نقلها الى معتقل الرملة،ودعاء المصابة بفقر الدم تتعمد إدارة السجن عدم تقديم العلاج لها وهي محرومة من زيارات الأهل منذ فترة طويلة. وفي السجن تدرك دعاء أن مرحلة نضالية جديدة في حياتها قد بدأت،فقد رتبت أمورها على أساس عدم إضاعة الوقت،بل الاستفادة منه في تثقيف نفسها والارتقاء بمستوى وعيها وخبراتها وتجاربها،والعمل على بناء وخلق بنية تنظيمية لحزبها،والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الاعتقالية والوطنية،بحيث أضحت واحدة من الرموز الاعتقالية النسوية،وأكثر من مرة عزلت وقمعت في الزنازين وأقسام العزل والترحيل من سجن لآخر على هذه الخلفية. ودعاء من أسرة نووية لها شقيق يصغرها بعدة أعوام،وهو طالب أصيب برصاص جيش الاحتلال في المناشطات،ووالدها يعمل في وظيفة حكومية ووالدتها ربة بيت، وتصف والدة دعاء "أم جميل" مشاعرها تجاه بنتها المعتقلة بالقول"بأن دموعها لم تجف وما زالت تنهمر منذ تسع سنوات ،عندما اعتقلت قوات الاحتلال ابنتها،وتضيف أم جميل"أن العمى يكاد يصيب عينيها من شدة البكاء على فراق دعاء" كما أن الفرح لم يعرف إلى قلبها طريق،فهي تقول بأنها"نسيت المعمول الذي لم تصنعه منذ اعتقال دعاء،وتصف بنتها بأنها"فتاة رائعة ولا أحد يشبها في أخلاقها ومرحها،فقد تركت فراغاً لا يمكن أن يشغله أحد،كانت تضفي على المنزل أجواء مرحة حتى أنها كانت تفتح شهيتها على الطعام،كما أن " أم جميل " تعد الأيام والساعات والدقائق،وتتابع كل الأخبار المتعلقة بصفقة التبادل،وقد أصيبت بانهيار عصبي أكثر من مرة وعدة إمراض هي وزوجها وهما يترقبان الأنباء المتضاربة حول صفقة التبادل،هل ابنتها مشمولة بصفقة التبادل أم لا؟،و"أم جميل" تتمنى على الفصائل الآسرة "لشاليط" أن تستمر على ثوابتها وشروطها،وبأن تشمل صفقة التبادل كل الأسيرات من أبناء شعبنا،وخصوصاً أن خمسة منهن محكومات بالسجن مؤبد فما فوق ( آمنه منى وأحلام التميمي وقاهرة السعدي وسناء شحادة ودعاء الجيوسي)،وتشدد أيضاً على شمول الصفقة كأولية المتزوجات من الأسيرات,وكل أبناء حركتنا الأسيرة من ذوي الأحكام العالية وخصوصاً القدماء منهم والذين تجاوز عدد الذين قضوا منهم عشرين عام فما فوق (117 ) أسيراً،كما وتناشد وتطالب آسري "شاليط" أن تكسر الصفقة المعايير والشروط الإسرائيلية وخصوصاً ما يتعلق بأسرى الداخل الفلسطيني والقدس. وختاماً تبقى المناضلة الأسيرة دعاء الجيوسي وكل أسيرات وأسرى شعبنا منارات في الظلام ومشاعل ترسم لنا طريق الحرية والتحرر والعيش في الوطن الحر والمستقل،وبانتظار بزوغ ذلك الفجر علينا أن نكثف ونوحد جهودنا وطاقاتنا وفعلنا سلطة وأحزاب وفصائل ومؤسسات وأفراد من أجل أن ينال أسرانا حريتهم بعزة وكرامة.
القدس- فلسطين 10/6/2010 0524533879
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على اسرائيل أن تدرك الخارطة الإقليمية للمنطقة تغيرت ..
-
حنين الزعبي والكلاب المسعورة ..
-
شكراً لأمريكا ..؟؟
-
اقتحام اسطول التضامن / جريمة حرب بامتياز ..
-
قوانين عنصرية بالجملة ..
-
لماذا كل هذا التحريض وكل هذه الجرائم ..
-
ويبقى الأسير المناضل جمال أبوجمل شامخاً.....
-
غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..
-
أخر ما حرر ...
-
نتنياهو متصالح مع ذاته ..
-
أضحكوا على الشعب تسعة وتسعون مره وصارحوه بالحقيقة مره ..
-
النكبة متواصلة ومستمرة ...
-
حرب على الأسرى .....حرب على قيادات الداخل الفلسطيني...
-
اسرائيل والترجمة الفورية لإستئناف المفاوضات ..
-
عندما لا يتحدث البعض من فمه
-
في ذكرى عيد العمال العالمي/ واقع الطبقة العاملة الفلسطينية
-
سعدات عزل مستمر ومتواصل ..
-
صارحوا الشعب بالحقيقة ..
-
يوم استقلالهم .....يوم نكبتنا ...
-
أزمة الصواريخ السورية / والتعديل في ميزان القوى ..
المزيد.....
-
مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا
...
-
تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك
...
-
تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق
...
-
زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف
...
-
بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل
...
-
الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا
...
-
دراسة: الاقتصاد الألماني يواجه آثارا سلبية بإعادة اللاجئين ا
...
-
الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
-
دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
-
إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|