أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل














المزيد.....

رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 02:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كالثمل نكون أحياناً ونحن نكرر مصطلحات تجافي العقل والانسانية من دون أن نعيها. فكم يتكرر مصطلح "جريمة شرف" والتي أسميها جريمة قرف ، إذ يستنكر العقل أن يكون للجريمة شرف . ولأن الحديث عن "جرائم القرف" جمّ ومتعدد، فإني هنا أتخيل من باب إيقاظ الضمير ، أنّ فتاة عذراء عفيفة قتلها أبوها ، أو أخوها، غدْراً لظنه في ارتكابها "فاحشة" ، فيؤكد الطب الشرعي أنها عذراء وما كان الظن إلا من نزغ الشيطان ، فقررت الموؤودة أن تخاطب أباها من لحْدها ،فماذا عساها قائلة له......
أبي..وأقول أبي مكرَهةً لا لمعناها، بل كأداة مخاطبة لا أكثر. فقد انسلخ معنى الأبوّة عنكَ حين تلطختْ كفكَ بدم ابنتك العفيفة المصون،وروّيت من دمي ظمأ القبور لمجرد أن وسوس الشيطان في صدرك فحرّضك ضد فلذة كبدك ، فكانت سَوْرة غضبك أسرع إلى السكين حين قبضت عليه لتقطع به وريدي، وكنت أحسب أني أقرب إلى قلبك من حبل الوريد. لقد نزغ لك الشيطان وأغرى، فارتكبت جريمة ظننتَها ،يا من كنت أبي، فضيلة وكان همّك أن تحمي نفسك من ألْسن الناس، فلم تحمِها من غضب الله عليك ولعنته .
لقد ظننتَ ، وبعض الظن إثم، أني خنتُ العهد الذي أردتَني عليه ، فلم تتريثْ حين سقط إفك الناس وبهتانهم على أذنيك فكان ظنك حُكماً جائراً لا ترضاه السماء ولا الأرض. واتخذتَ قرارك في أن تجعل مسكني قبراً بدلاً من أن تجعل لي مقعدا في جامعة . ذبحتَني ولم تشفع لي عندك صرخات من يفصلها عن الموت سوى لحظات بينما تكاد السموات يتفطرن من صرخاتي وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا.قتلتَني وأنا أودّعك قائلة :..بربي ما دنستُ العفةَ والشفةَ الطهرى...أو قال فمي يوماً عُهرا.. . لكنك لم تأبه لصرخات ابنتك المذبوحة على يديك فاتخذت من سكينك نيشاناً على صدرك ورجعتَ بأصابعك حُمْراً ، تتمارى كما لو كنتَ تعبد اللات والعزى والشِعرى ، وليس الله، وهو القائل "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" .
الآن وقد رجعتَ إلى بيتك ولم تقلْ لي قرّي عيناً في مثواك الضيق ، فهل ستبعثُ من روح الموت وشاح الموت يلاحق ابنتك الأخرى!.هل هي ستقعد أمنةً ..هل ستغفو ساكنة ً.. أم أنها ستوصي بائع أقمشة ليفصل ثوب الموت لها في انتظار أن تلحق بابنتك المغدورة نَحراً. أما أنت، في أسوأ الحالات، قد تدخل السجن لأشهر أو لسنة أو سنتين فقط لأنك "مجرم شرف". فهل أدرك قضاؤكم الجائر أني ذُبحتُ جوراً وغدراً !.
أبي...ماذا ستقول إذا سألتْ صوري؟...ما عادت ترغب في الصور. ماذا ستقول لها ؟. هربتْ .. رحلتْ .. ماتت قدَراً.. أم ستقول لها قُتلتْ بِكراً !..قل ما شئتَ يا أبي..لكنْ قل بِِكرا..والوعد بأن أدفن بين الأموات السر ولا أفشي لهم أن أبي هو قاتلي غدراً .
ماذا ستقول لأشيائي ..ولمشطٍ عانق مرآتي ...لثيبابٍ تنتظر العيد الآتي ....ودفاترَ قد دونتُ عليها كلماتي .....وحكاياتٍ نسجتْها أمّي ساعة ميلادي .....أكملْها الآن وسجلْ تاريخ مماتي .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل