ازهر مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 19:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشرت بعض الفضائيات خبرا مفاده ان إسرائيل عرضت على حماس صفقة تتمكن بموجبها إسرائيل من زيارة الجندي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط مرة شهريا مقابل موافقة الأولى على فتح بعض المعابر في قطاع غزة المحاصر لكن حماس رفضت هذا العرض من دون إضافة تعليق او تصريح آخر !!!!!
كلنا نعلم ان قطاع غزة محاصر من جميع الجهات ويعاني أهالي القطاع معاناة شديدة نعرفها جيدا لكن يبدو ان لهذا الأسير قيمة وقدسية خاصة تعلو على صوت معاناة أهالي القطاع لدى سلطة حماس وأننا يجب الا نتوقف عند هذا الخبر بل يجب ان نعود قليلا إلى الوراء والى مدة عام تحديدا عندما شنت إسرائيل حربها الضروس والدموية بحق أهالي القطاع وكان احتجاز الأسير شاليط من أهم الأسباب التي دفعت الكيان الى معاقبة أهالي القطاع وحماس بالنار والخراب لكننا فوجئنا ان حماية الأسير حينها كانت اهم ما يشغل بال الحركة التي كانت تعلن ان شاليط نقل الى مناطق آمنة وهو بخير من دون ان يرف جفن الحمساوين ألما او قلقا على الأبرياء الذين سقطوا جراء هذه المحاولة
وان كنا نتمتع بذاكرة أفضل سنتذكر ان إسرائيل عرضت قبل الحرب وبعدها إطلاق سراح العشرات من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح هذا الـ "جلعاد شاليط " ولم تتم الصفقة لان حماس اشترطت أيضا إطلاق سراح بعض الأسرى لدى الجانب الإسرائيلي والذين يعتبرهم هذا الكيان خطرا شديدا عليه.
ان كل هذه العروض – ونحن ندين إسرائيل في نفس الوقت – كل هذه العروض التي رفضتها حماس والحمساويين تبين بما لا يدع مجالا للشك ان جلعاد شاليط أهم من غزة وكذلك ان عشرات الأسرى الذين لم يطلق سراحهم بسبب رفض حماس لا يرتقون إلى مستوى قدسية هذا الأسير الذي يساوي أكثر من حرية وحياة العشرات من الأسرى الفلسطينيين وان تعجب فأعجب على إصرار الكيان على إنقاذ حياة جندي واحد – وظيفته الأساسية التعامل مع الموت – وتجاهل حماس وأخواتها لحرية وحياة وكرامة مليون ونصف المليون غزاوي ليسوا بقيمة أكثر من قيمة قميص عثمان كما يبدو.
من السخرية أيضا ان فشل الحكومة الإسرائيلية السابقة في تحرير هذا الأسير كان من احد أسباب هزيمتها في الانتخابات وتراجع شعبيتها لكن موت الأبرياء صار سببا لاستحكام قوة هنية ومشعل في عالمنا العرباني المتهاوي
#ازهر_مهدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟