|
مقدمة للحركة النسوية في القرن 20
ذاكر آل حبيل
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 05:26
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مقدمة للحركة النسوية في القرن 20 ترجمة: ذاكر آل حبيل الحركة النسوية في الولايات المتحدة وفي خارجها كانت حركة اجتماعية وسياسية سعت إلى تحقيق المساواة للمرأة. وقد بدلت الحركة الكثير من حياة المرأة الفردية وقدمت مجهوداً كي تؤثر بشكل عميق على المجتمع الأميركي خلال القرن العشرين. فخلال العقدين الأولين من القرن، عملت الجماعات النسائية في الولايات المتحدة معاً من أجل الفوز بحق المرأة في الاقتراع، وبلغت ذروتها في التصديق على التعديل الدستوري في عام 1920 على أن تضمن للنساء الحق في التصويت. وفي وقت لاحق من القرن العشرين، شكلت المجموعات النسائية فريقاً موحداً للعمل على الدعوة لصياغة تعديل الحقوق المتساوية. وعلى الرغم من هذا التعديل الدستوري المقترح، إلا أنه فشل في نهاية المطاف للحصول على موافقة في أواخر 1970م، وأصبحت تلك الدعوة نقطة لتجمع المجموعات النسائية المتنوعة ولفت الانتباه الوطني للقضية النسوية. وشهدت الفترة بين 1917م وأوائل 1960م والتي حدثت خلالها حربين عالميتين وطفرة اقتصادية لاحقة جلبت الكثير من النساء الأميركيات إلى مكان العمل، في البداية لتوفير اليد العاملة خلال الحرب، ومن ثم للمساعدة في التحقيق والحفاظ على مستوى أعلى جديد للمعيشة التي يتمتع بها العديد من الأسر من الطبقة المتوسطة. ولكن بعد انضمام النساء للقوى العاملة أصبحن على وعي متزايد من عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية. فالنساء اللواتي كن ربات البيوت، ومع بعض من التعليم الجامعي، بدأن في التعبير على افتقارهن إلى تحقيق الذات – وقد كان لـ " بيتي فريدان" تأثيرا كبيرًا في الوعي بذلك من خلال كتابها " الغموض النسوي ، المشكلة التي ليست لها اسم " 1963م. ساهمت أحداث أخرى في الولايات المتحدة، ولا سيما حركة الحقوق المدنية ، على صعود الحركة النسائية. ففي وقت مبكر من عام 1960م ، برزت حركة الحقوق المدنية كقوى دافعة ساعدت على تشريع جديد لمكافحة العنصرية، وتوصلت إلى هدفها الرئيس في عام 1964م مع صدور قانون الحقوق المدنية. وقد أعطى صدور هذا القانون الحق للعديد من أقطاب الحركة النسوية على أن يفسرن الحظر المفروض على التمييز العنصري، المنشأ بموجب قانون الحقوق المدنية، ويعملن على تطبيقه على التمييز بين الجنسين أيضا. وكانت الحركة الطلابية في ذروتها أيضا في 1960م ، مما أدى إلى حمل المواطنين الشباب على السؤال عن القيم الاجتماعية التقليدية وكذلك احتجاجهم على التدخل العسكري الأميركي في فيتنام. وأتبعت المجموعات النسوية نفس الأساليب التي وضعتها هذه الحركات، باعتماد أساليب زيادة الوعي، والاحتجاجات والمظاهرات، والضغط السياسي من أجل مواصلة أجندتهم الخاصة. تأسست المنظمة الوطنية للنساء (الآن) في عام 1966 الذي شهد تشكيل فريق رسمي لتمثيل حملة هموم المرأة. وضغط زعماء سياسيون مثل فريدان، بيلا أبزوغ، شيرلي تشيشولم ، وغلوريا ستاينم، على العمل على إدراك اهتمامات المرأة والعمل على التشريعات التي من شأنها تحسين نوعية حياتها. وفي الوقت نفسه، ظهرت العديد من المنظمات الأخرى للتعامل مع الأسباب النسوية، بما في ذلك الحقوق الوطنية للإجهاض، ورابطة الحقوق الإنجابية ، وإتحاد العمل الوطني والمهجرين وربات البيوت ، وحركة النساء يتعرضن للضرب، وإتحاد مساواة المرأة في العمل، والمنظمة النسائية للتوظيف، والنساء العامللات في المكتب. وفي أوائل 1970م عملت القائدات النسويات على أنشاء مقترح لبرنامج مفصل للإصلاحات السياسية والقانونية، وفي عام 1975 قدمن جدول الأعمال الوطني للمرأة إلى الرئيس جيرالد فورد، وجميع حكام الولايات، وجميع أعضاء الكونغرس. وفي عام 1977 ، نظمت الحركة النسائية المؤتمر الوطني للمرأة في هيوستن، حيث أعدت خطة عمل تضمن 26 قرارا وزعت في وقت لاحق على المسئولين الحكوميين لتذكيرهم بمسؤوليتهم عن النساء المنتخبات. وحديثاً نظمت المنظمة الوطنية للنساء (الآن) تجمع يعمل على التأثير على السياسيين والمشرعين في الوقت الذي واصلت جهودها للحفاظ على قضايا المرأة بارزةً في وسائل الإعلام. خلال 1980م، كان المجتمع الأمريكي قد تلون بالمناخ السياسي المحافظ على نحو متزايد، وشهدت الحركة النسائية رد فعل عنيف داخل صفوفها من قبل المناهضين للنسوية. وكانت النسوية منتقدة لكونها ذات غالبية بيضاء، وحركة للطبقة العليا، ولفشلها في فهم كاف وتمثل هموم الفقراء، والأميركيين الأفارقة، والنساء، وذوي الأصول الإسبانية. وكانت الحركة النسوية قد انشقت بالفعل في 1970م على غرار الحركات النسوية الليبرالية، التي ركزت على الحقوق الفردية للمرأة؛ والنسوية الجذرية التي حذت حذو الجماعات الثورية، وعرضت المرأة كفئة من المواطنين المحرومين ، والمثليات ، الذي كن إلى حد كبير جزء من الحركة النسوية في وقت مبكر، لكنهن وجدن الآن قواسم مشتركة مع حركة تحرير مثليي الجنس. أن المكاسب التشريعية التي تحققت في الكونغرس عام 1970م ، ولا سيما في تمرير تعديل الحقوق المتساوية والقرارات القضائية الرئيسية، وأهمها قضية رو ضد وايد، الذي ضمن حقوق المرأة الإنجابية، مما جعلهن يتعرضن لهجوم من قبل الائتلافات المناهضة للإجهاض، المحافظة والدينية، وجهود التحالفات المنتظمة ضد العصرية برئاسة فيليس شلافلي. إلا أن بعض المجالس التشريعية في الولايات تراجعت تحت الضغط، وقد تم قلب أو تمييع القرارات القضائية التي صدرت في العقد الماضي. الرئيس رونالد ريغان جعل من معارضته لمناقصة الجمهور، نتيجة لمزيج من العوامل السياسية والاجتماعية ، وفشل تمرير التعديل في الولايات المنفردة. وبالإضافة إلى ذلك ، فأن بعض النساء ممن سبق لهن الالتزام بمبادئ الحركة النسوية وأعربن الآن عن استيائهن بتحولهن سلباً كضد للذكورة وأعربن عن أسفهن لفقدان الأمن الشخصي وعرض تلك الأدوار التقليدية للمرأة. وترددت تلك المخاوف في كتابات المحافظين الجدد من المؤلفين مثل نعومي وولف ، سوزان فالودي، و كميل باجيلا. وبالرغم من تلك الضغوطات على الحركات النسائية، إلا أنها حافظت على الضغط باتجاه المشرعين لمعالجة قضايا المرأة مثل الحقوق الإنجابية، والمساواة في الأجور، والعمل الإيجابي، والتحرش الجنسي، والتعامل مع ضحايا الاغتصاب في المحاكم. وفي وقت لاحق، تم الاصطلاح على تسمية "الموجة الأولى" للحركة النسائية مع بداية 1960م. وعلى نشيطات 1970م و 1980م مسمى "الموجة الثانية". وفي 1990م ظهرت "الموجة ثالثة" من رائدات الحركة النسائية، والتي لا تزال مهمومة بالعديد من المشاكل نفسها التي كانت عند الناشطات السابقات، ولكنهن يرغبن الآن في العمل من داخل المؤسسات السياسية والقانونية بدلا من انتقادهن لها من الخارج. وأن معظم هذا الجيل الجديد من ناشطات الحركة النسائية يؤكدن أيضا على ضرورة توسيع نطاق الحركة النسائية، مع التركيز على الشبكات العالمية، وحقوق الإنسان ، والعدالة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم ، والقضايا المتصلة بالعرق ، والجنس ، والطبقة. العنوان الأصلي والموقع: The Feminist Movement in the 20th Century – Introduction http://www.enotes.com/feminism-literature/feminist-movement-20th-century
#ذاكر_آل_حبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية على حقوق الإنسان ومستقبل الإنسان العربي..*
المزيد.....
-
بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال
...
-
رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج
...
-
ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
-
استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20
...
-
قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع
...
-
فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه
...
-
المتمردون المدعومون من رواندا يتقدمون في شرق الكونغو وسط تقا
...
-
اللبنانيات الجنوبيات في مواجهة -الميركافا- من مسافة الصفر
-
عفو ترامب عنها ذهب هباء.. السجن 10 سنوات مجددا لامرأة شاركت
...
-
مبادرة “لاها” وأهمية الحديث عن الصحة الجنسية والإنجابية للنس
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|