أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جابر السوداني - مصادرة الحريات العامة سمة لكل الاحزاب الدينية














المزيد.....

مصادرة الحريات العامة سمة لكل الاحزاب الدينية


جابر السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 22:36
المحور: كتابات ساخرة
    


مصادرة الحريات سمة ٌ لكل الأحزاب الدينية
نادر ما نسمع عن أمر ما ، ضل محل اتفاق بين الأحزاب الدينية العراقية ولم يختلفوا فيه لدرجة الاحتراب والتكفير
وطبيعة هذه الأحزاب متشاكسة دائما ومصرة على الاختلاف فيما بينها ولانقسام في أرائها ومواقفها لا يجمع بينها رابط أبدا
( سوى قاسم مشترك واحد فقط سنأتي على ذكره لاحقا)
وتصل حدة الخلاف إلى درجة الاحتقان الشديد حينما يتعلق الأمر بالمواقف العقائدية للأحزاب الشيعية من جهة والأحزاب السنية من جهة أخرى،
وهذان الطرفان متشاكسان ومصران على الاختلاف كليا في تفسير النصوص والظواهر والوجود والماضي والحاضر والمستقبل ، فإذا مدح أو مجدَ حزبٌ من هذه الأحزاب رجلا كان قد مات قبل أكثر من ألف ألف عام ، لابد وأن تسارع أحزاب الطرف الآخر وتدين وتشتم هذا الرجل الميت وتختلق المبررات والحجج لهذا الشتائم والإدانة وتبثها بين الناس كعقيدة مذهبية راسخة
( ليس نكاية بالرجل الميت إنما نكاية بالحزب الذي مدحه )
هذا ناهيك عن اختلافهم الشديد في مجال الممارسات اليومية والمواقف السياسية ذات المساس الهام بحياة المواطن العراقي
أما القاسم المشترك الذي ضل يجمع هذا الشتات الغير متجانس ويجعله خندقا واحدا ، هو موقفهم المشترك والمتطابق في محاربة الحريات العامة وقمعها بشتى الوسائل والطرق ومنها القوة المسلحة والاستخدام الغاشم للسلطة والاحتيال في تطبيق القانون
وقد تجلت هذه الحقيقة سافرة للأعمى والبصير، بعد أن خلع هؤلاء الجبب والعمائم وغادروا المساجد والحسينيات والتكيات واستوطنوا مقرات الحكم ودوائر الدولة الرسمية في المنطقة الخضراء وأصبحوا صناع قرار يباشرون مسؤولياتهم الوظيفية بعقلية إمام الجامع المذهبية التي ضلت مستحكمة في نفوسهم لا يستطيعون منها فكاكا في دولة يفترض بها أن تكون دولة ديمقراطية كما نص على ذلك الدستور العراقي الجديد الذي كتبوه بأيديهم
( ثم اختلفوا في تفسيره أيضا )
إن التغيير الذي شهده العراق على يد القوات الأمريكية فتح الأفاق واسعة إمام رغبة العراقيين في التخلص من آثار الحملة الإيمانية التي صادر بها صدام حسين نصف الحريات العامة من أبناء الشعب العراقي ، وتطلع كثيرون جدا منهم إلى استرداد ما ضاع من حرياتهم واستكمال نصفها الآخر ، وكانوا واثقون من تحقيق ذلك الهدف لكون التغيير هذه المرة جاء على يد الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم
لكن قوى التغيير (وبدلا من إن تنصفهم وتسن القوانين الكفيلة بحماية حرياتهم وتطلعاتهم المشروعة ) صادرت النصف الثاني من حرياتهم الذي أبقته لهم حملة صدام حسين الإيمانية
وبصرف النظر عن ما يفعله صغار المتحزبين ومريدو الأحزاب الدينية من مضايقات واسعة النطاق في الاسوق والشوارع والمدارس والجامعات والدوائر الحكومية ودس قصاصات التهديد بالقتل ضد النساء والشباب وحتى كابر السن وتقنين ممارسات الناس اليومية والتدخل في شؤون حياتهم الخاصة ومظاهرهم وأشكالهم وملابسهم ومنعهم من لاحتفال والفرح في مناسباتهم العائلية مثل الإعراس والختان وغيرها ، وإحراق وتفجير المقاهي العامة والمحال التي تزاول مهن لا تنسجم مع توجهاتهم العقائدية مثل محال صناعة الآلات الموسيقية (العود) ومحال بيع المشروبات الروحية وصالات الألعاب البليارد وكرة المنضدة وصالونات حلاقة النساء خصوصا تلك التي تحمل على واجهاتها صور نساء غير محجبات
ويبقى كل هذا وغيره الكثير أيضا هينا قياسا بما يصدر من أفعال وتصريحات عن كبار المتحزبين الذين تسلقوا سلم المسؤولية وأصبحوا نواب ومحافظون يصدرون التشدد والتطرف من على منبر البرلمان ومن مقرات مجالس المحافظات وعبر وسائل الإعلام المتعددة
لقد تفنن هؤلاء النفر في صناعة التطرف فمنهم من اصدر قانون اللحى في البصرة ومنهم من دعا إلى استيفاء الجزية من أهل الذمة أو قتلهم إذا امتنعوا عن دفعها ومنهم من اشترط على مربي الماعز أكساء مؤخرات ماشيتهم بقماش اسود تجنبا للفتنة وهناك من أفتى بحرمة دخول المرأة إلى ألنت إلا ومعها محرم من أهلها
ومنهم أيضا السيد حمود محسن اليعقوبي رئيس هيئة السياحة العامة الذي استخدم السلطة الغاشمة لمنع تجديد وإصدار إجازات مزاولة المهنة لمحال بيع المشروبات الروحية كجزء من محاربة الحريات العامة وحين شعر إن سلطته وصلاحياته الوظيفية لا تكفي ستعان بمجلس محافظة بغداد الذي هب عن بكره أبيه متناسيا خلافات أعضائه الحزبية وخنادقهم الطائفية وصراعاتهم الانتخابية ووقف الجميع صفا واحدا مع رئيس هيئة السياحة العامة وخصصوا الأموال الكافية لإنجاح هذا المسعى الوطني؟!



#جابر_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة ٌ أخرى
- سلامٌ يا شال اديبة
- رسالة الى امرأة مجهولة
- مرثية لجان دمو
- توهمتُ إني إلتقيتكِ
- الرحيل
- ايران تدمر العراق اقتصاديا
- الموت النصفي
- يوميات عبد الامير الحصيري
- احداث برطلة وحكاية ام عباس
- الليل الاخير
- يا زاهد الخلد
- خمس قصائد لمرأة واحدة
- الادب النسوي في الصحافة الاكترونية
- وقفة مع كزار حنتوش
- سقطة
- طموحات المالكي والمسارت المستقبلية الحرجة
- الليلة
- محمود المشهداني يرمي نفسه بحجر
- وصية رشدي العامل


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جابر السوداني - مصادرة الحريات العامة سمة لكل الاحزاب الدينية