أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف حافظ - هل أصبح الشر هو الطريق الوحيد للخير؟














المزيد.....


هل أصبح الشر هو الطريق الوحيد للخير؟


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قال أحد الفلاسفة قديماً، إن "كل شئ يكبر مع الزمن، إلا الألم، فانه يقل مع الوقت". إن الشر من ضمن تلك الأشياء التي تكبر مع الزمن، بعكس الألم. إلا أن عدم التألم مع نمو الشر، يدل على تعمقه وترسخه في هذا المكان، الذي لا يشعر فيه الناس به، ليصير أمر عادي. فالشر يمكن تعريف بكونه ألم الخير! ولا يخفى على أحد، أننا نحيا في زمن رديئ، وقد قال الشاعر، "نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا و نهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا"، وهو الأصدق في التعبير مني وأنا هنا أعيب الزمان!
فالعيب فينا! فمنا، جاء المسئولين فكانوا مثلنا، كما يقول الحديث:"كما كنتم ولي عليكم"، ولن يأتي منا ملائكة تحكم ونحن الشياطين! لقد حدث إنقلاب "يوليو 1952"، فألبسناه أثواب أخرى، وأسماه الناس ثورة، رغم أنه لم يكن كذلك، حتى أن الضباط الأحرار أنفسهم، أطلقوا عليه في بيانهم الأول، "حركة"! وجاءت الحركة، فألغت الأحزاب السياسية في 17 يناير 1953، وأصبح العسكر هم الخصم والحكم! وأصبحت أيديهم تتحكم باشارة واحدة، في مصائرنا، لأن "أهل الثقة، أصبح لهم اليد العليا، فوق أهل الخبرة"! وكانت هزيمة يونيو 1967، أبلغ تعبير عن تلك القاعدة "اللولبية" المعكوسة، حتى أنني أرى مقولة غاندي، بأن الشر هو "الخير أو الحقيقة، في غير مكانهما"، دالة في هذه الدراما، التي تخطت الدراما الأغريقية!
كيف يسمح أهل الثقة، بأن يترقى عبر السلم الوظيفي، شخص، أفضل منهم فتظهر عيوبهم؟ كيف يمكنهم أن يجعلوا شخص "نظيف" يصعد هذا السلم، كي ينافسهم! يجب أن يوصم ببقعة كبيرة سوداء، حتى يصبح شئ يذكر، وحتى لا يكشف أخطاء غيره! أليس ضميره متسخ؟ كيف إذا يمكنه أن يشير إلى الفساد ويدينه، وهو فاسد؟ وبالتالي، كانت القدوة: لن تصبح شئ مهم، طالما أنت إنسان نظيف! أصبح العادي، هو أن نكون فاسدين، منحرفين، فاسقين... وأصبحنا نتميز باللدادة في الخصومة، بحيث يمسك أحدنا للآخر بملفات، فان "أفاق" شخص، من غفلتنا جميعاً، خرج عليه البعض، ببعضٍ من فضائحه، الأخلاقية أو الجنسية أو الوظيفية! فلقد أضحى كثير منا يكره "المشي العدل" وبالتالي، لم يحتار فيه أعداءه، الفاسدين أيضاً!!
لا أقول أن المجتمع كله سئ، والعياذ بالله، ولكني أقول أن الكثير منه، الممثلين للقدوة بالأساس، كذلك! وهو حكم مبني على ما يسود بيننا من سلوكيات، وحتى من أمثال، أصبح لها اليد العليا. حتى أن هناك مميزات، كنا نتمتع بها، أصبحنا نخاف من أن نؤديها، حتى لا ندفع ثمن الخير شر! لقد أصبح الكثير من الناس يخافون مثلاً، من إنقاذ شخص تصدمه سيارة طائشة وهاربة في ظلمات الليل، لأن ما سيعقب ذلك هو السؤال، والإتهام ثم الإدانة، لأن العدل في نومٍ عميق! أصبح الناس يبعدون عن من يتعرض عند السؤال عن حقه للوم والتوبيخ، ويقولون: "هو جاب الكلام لنفسه"! لم يعد الفساد و"الطرمخة" عليه، من صفات المسئول الذي يريد الحفاظ على كرسيه، ولكنها أصبحت فيروس، أُصابنا الأغلبية!
والغريب، أن بعض الشر، يحدث بأسم الدين أيضاً! فالقضاء على السؤال والإستفسار والحرية في التعبير، يحدثوا جميعاً باسم الفضيلة، وكأن الفضيلة تساهم في القمع، مع الحاكم! ولكن، تلك ليست فضيلة، وقد قرأنا حول يوم تراشق فيه فلاسفة مسلمين على سبيل المثال، بحجم أبن رشد وأبو حامد الغزالي، ووصل معهما الناس إلى عمق المعاني في الحياة!
إن ما نحياه، ملخصه فيما قاله "علي أدهم" نقلاً عن فلسفة العدميين في كتاب الجمعيات السرية، بأن "أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هي الأوقات التي يؤمن فيها الإنسان أن الشر هو الطريق الوحيد للخير" وعلينا أن نزرع الخير في قلوبنا، وأن نصلح من أنقسنا، قبل أن نصلح من غيرنا! وأن نتصف بالتسامح في الخير، وبالحكمة في القضاء على الشر، وألا ننهر ونزجر، ولكن نحتضن المخطئ ونريه الطريق، كي نخلق القدوة ونقضي على آلامنا ونرى النور في آخر النفق، دون نسيان أهمية الثواب والعقاب من أجل سيادة الحق والعدل!



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون بين هوية القاتل والمقتول
- عزازيل وسعى المحتار فى ليل الأسرار
- متى تبلغ الدول العربية سلام وستفاليا؟
- العلمانية ليست ضد الدين
- كيف تدافع عن الإسلام؟
- لماذا تجديد الخطاب الدينى؟
- بين دولة طالبان وحماس والإخوان المسلمين
- العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد (2)
- العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد
- ما بين عشوائية القومية العربية وعلمية الصهيونية
- حروب الفتاوى من أجل الجدار؟!
- أحنا الخونة
- عصا التحليل الانتقائية حرام يا دكتور قرضاوى!
- حل عملى لإزالة الألغام من مصر
- ثقافة تنمية الإنسان المصرى
- فرشوط: معاداة الإنسانية والدين والدولة
- اللعبة الإيرانية فى الجزائر
- أؤ أم الإنهيار
- سقوط الحوائط في الشرق الأوسط
- دولة مصرية قوية


المزيد.....




- مايوت: إمكانيات في مستوى التحديات؟
- تفاؤل وزخم دبلوماسي.. صفقة محتملة لوقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- -جدران السجن لن توقفني أبدًا-.. الناشطة الإيرانية نرجس محمدي ...
- مصر: وزارة الصحة ترد على ما أثير حول -متحور كورونا-.. وهذه ن ...
- السودان.. مقتل مدنيين في قصف الدعم السريع على مدينة الفاشر
- الكويت.. إخلاء سبيل برلماني سابق بكفالة وإعادة فتح باب المرا ...
- كيلوغ: اغتيال كيريلوف خطوة غير معقولة من جانب سلطات كييف
- الكرملين: نرى تدخلا سافرا في شؤون جورجيا من قبل الاتحاد الأو ...
- الداخلية اللبنانية: علي مملوك غير موجود بلبنان وزوجة ماهر ال ...
- الإدارة الذاتية الكردية تحذر من فرار آلاف الدواعش بسبب هجمات ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف حافظ - هل أصبح الشر هو الطريق الوحيد للخير؟