|
أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..
ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 00:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ترددت كثيرا في كتابة رأيي في مقالة الدكتور والمفكر الكبير د.طارق حجي ولكنني رأيت من الضروري أن أعبر عن وجهة نظري في ما جاء بمقاله من ظلم من المؤكد أنه لا يقصده، وأن أوصل له مشاعرنا وأحساسينا التي تدفعنا للأنتقاد الحاد والقاسي أحيانا . عندما قرأت مقال الدكتور طارق لم أغضب ولكنني تضايقت كثيرا بعكس ماشعرت به قبل مدة عندما أمتدح مقالتي ( أنا وأعدائي الوهابيين) في مقال مخصص لها . وشعرت ببعض الأحباط بعد التشجيع والحماس ، فأنا عندما أنتقدت الوهابيين لم أفرق بينهم وبين الأسلام بل على العكس انا أعتبرهم أصل وأساس الأسلام ومن أصدق المطبقين له كيف لأ وهم أبنائه الحقيقيين وورثته الشرعيين وهم أعرف وأدرى المسلمين به لأنهم منه وفيه وليسوا من الدول العربية الأخرى التي غزاها وأختلط بثقافاتها وأصبح أسلام مهجن فيها وليس أصيلا كما هو عند الوهابيين وفي أرضه التي نشأ فيها ، وكما قال أستاذي صلاح الدين محسن : الوهابية هي الأسلام الصحيح والصريح . وأنت يا أستاذي القدير د. طارق لقد شجعتني على أنتقادهم وطالبت باقي الكتاب بعمل ذات الشيء .
ونحن جميعنا _ أي اللادينيين _ نعتبر الوهابية هي أساس الأسلام ، فكيف ننتقد الوهابيين ونتحاشى أساس فكرهم ومنبعه الأصلي وهم في أعتقادنا أفضل المطبقين له ؟ هذا بالنسبة لوجهة نظري لما جاء في مقالك . والآن أريد أن أوصل لك بعض مانشعر ونتجرع من ظلم وقمع وكبت وحجر وسحق لأنسانيتنا يدفعنا للأنتحار كردة فعل بسيطة، ولكن لأننا عقلانيين ونقدر الحياة ونحبها لا نفعل هذا الفعل، ونكتفي بالثورة في الكتابة والنقد وكشف الحقائق وفضح الشر وتعرية القبيح لكل باحثة وباحث عن الحق ، فهل هذا كثير علينا ؟ وهل هذا دليل على أننا مرضى عقليين ؟ رغم أننا نقدس العقل . يا أستاذي الذي أحبه وأحترمه جدا وسأظل هكذا مهما كتبت عنا : أننا نشعر بالألم والحزن من الواقع المزري الذي نعيشه ، فنحن كعقلانيين وأنسانيين لا نستطيع السكوت عن مانراه من ظلم وقهر وعدم مساواة وقمع للحريات في مجتمعاتنا خاصة عندما نكون من ضمن ضحياه ، فأنا مثلا كأمرأة أعي جيدا أن حقوقي مسلوبة وأنسانيتي مهانة وكرامتي مهدورة وليس كغيري من النساء اللواتي يعتبرن أن هذه الأمور هي قدر إلهي عليهن وأنها عزة وكرامة لهن ، فهل تريدني بعد هذا أن أصمت أم أن أصرخ بأعلى صوتي : هذا ظلم وهذا أمتهان وهذا أعتداء على حقوقي ، حتى وأن قسونا في كتاباتنا فهي ردة فعل طبيعية لما نعايشه من قسوة في مجتمعاتنا الأسلامية وتعاليم الأسلام الظالمة . فمثلا دائما أقرأ للدكتور صلاح يوسف هذا المطلب في مقالاته وتعليقاته وهو : ألغاء مادة التربية الدينية من التعليم الألزامي وجعلها أمرا أختياريا . فهو لا يريد لأبنائه أن يجبروا على اقناعهم بشيء هو يعتبره دجل وخرافة ويريد أن يختاروا هم بأنفسهم ماتدلهم عليه عقولهم عندما يكبروا وينضجوا وليس أن يقتنعوا بدين عن طريق التلقين وألغاء العقل وهم أطفال ، وهذا من أبسط حقوقه كأنسان . لذالك أنا لا ألومه مهما كتب رغم أنه لم يكتب ألا الصدق والحق . مشكلتنا الوحيدة ياأستاذي العزيز أننا نحس ونعقل ولا نقبل بالتبعية والرضا بالموجود على حساب أختيارتنا . فاختيار الأنسان لنمط حياته وتطبيقه لقناعاته وأعتقاداته هو جوهر أنسانيته وهذا ليس متوفر في مجتمعاتنا لا للمرأة ولا حتى للرجل ، فماذا نفعل حيال هذا السحق الأنساني أبسط من المحاربة بسلاح ناعم لا يدمي ولا يزهق الأرواح مهما كان حادا وقاسيا وهو القلم . أن قلم دكتورتنا العزيرة وفاء سلطان حاد وقاسي في بعض كتاباتها ولكن حدته وقسوته لم تأتي من فراغ بل من قسوة ما تكتب عنه ، فمن يكتب عن اغتصاب طفلة لا يمكن أن يعبر عن هذه الجريمة بطريقة رومانسية . وهو دليل على صدق أحساسها ونقاوة سريرتها . أما قلم حبيب الكل الدكتور كامل النجار فهو قلم صادم بما يقدمه من حقائق لا يعلم بها معظم المسلمين لذالك لا يصدقوه ويرموه بالتهم ويتهموه بالتزوير بدلا من مراجعة دينهم وما يحتويه . فهل تريد منه أن يكتم هذه الحقائق عن الناس ويخفيها عنهم كي يظلوا سائرين في طريق الظلام الى أبد الآبدين ؟ هذا واجبه الأنساني كأنسان تجاه إخوانه في الأنسانية . أستاذي العزيز د.طارق حجي: أرجوك لا تفهمنا غلط نحن نحارب من إجل الحق والحرية والعدالة والكرامة لا من أجل المال والغنائم. وحتى لو كانت حربنا بلا جدوى فيكفي أننا نقاوم الشر ونحاول أنتشال الآخرين من الظلام بتعرية دينهم لا بتحقير مقدساتهم، فأذا كانت تعرية دينهم تعني تحقيره فماذا نفعل بهذه الحقيقة المره!!
أما بالنسبة للشامتين أمثال الكاتبة داليا علي التي كتبت مقالة بأسلوب ضعيف بحق الدكتور كامل النجار وهي اليوم من الشامتين بفضل مقالة الدكتور طارق حجي فأقول لها : تعلمي أولا أنت أسلوب الحوار والنقد البناء ثم بعد ذالك تفضلي علينا بشرحهم لنا فأنت آخر من يتحدث عن هذه الأمور . فما كتبتيه بحق أستاذنا لا يدل الا على أسلوب حوار شوارعي يذكرني بما يقال على المقاهي في الأفلام العربية .. وختاما أشكر أستاذي الكبير دكتور طارق حجي على سعة صدره وتقبله هذه المقالة التي هي مجرد توضيح أسباب ثورتنا ضد الظلام والأستبداد لكي لا يفهمنا غلط ويبقى يساندنا ويشجعنا لا أن يحبطنا ويصدمنا لأنه أكبر من أن يظلمنا .
ولك مني باقة ورد مع أجمل تحية ..
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقاب من عادة الى عبادة !!
-
إجابات على اسئلة القراء الكرام ..
-
يا منقبات فرنسا : رجال فرنسا ليسوا عرب الصحراء ..
-
أسباب تمادي رجال الدين في الأستخفاف بعقول الناس ..!!
-
لتعدد الزوجات حسنات يا لخسارة الغربيين والغربيات ..!
-
وأنقلب السحر على الساحر.. !!
-
انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة
-
الذكر دلوع الله ..
-
أواخر الشتا .. قصة قصيرة
-
أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)
-
أنا وأعدائي الوهابيين .. !
-
الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
-
الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل
...
-
مفهوم القوة في العالم العربي .
-
يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
-
السنة والشيعة ...
-
أبو عنتر ... نموذج للرجل العربي ؟
-
الفرق بين هيفاء المسلمة وأليسا المسيحية
-
ما الفرق بين تعدد الزوجات وتعدد الأزواج ..!!
-
العدل والله ...
المزيد.....
-
الأسد يصدر قانونا بإحداث جامعة -اللاهوت المسيحي والدراسات ال
...
-
الركن الأساسي في الإسلام .. كم يوم باقي على شهر رمضان 2025 “
...
-
نزل الآن التردد الجديد 2024 لقناة طيور الجنة بيبي على الأقما
...
-
الأزهر يصدر فتوى بشأن المراهنات على المباريات الرياضية
-
الزاوية اللؤلؤية.. قبلة المبعدين عن المسجد الأقصى
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|