جمهورية خريطستان الافتراضيه

سرمد علي الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 00:47
المحور: كتابات ساخرة
    

بعيدا عن القضاة والمحامين, والساسه المعقّلين والمسدّرين, والمقاومين المعمّمين او الملثّمين, ولكي لا تقع علينا غرامه او جزيه وغيرنا يقبض الخمس والزكاة صافية دون ضريبة او خراج. لذلك آثرنا اللجوء الى دولة خريطستان الافتراضيه, لنكتب عنها وعن عجائبها وهموم اهلها واحوالهم.
يقولون ان خريطستان دولة غنيه, وهذا اعظم خريط يمكن ان تسمعه, لأن المال هو ماتنفقه وليس ما في باطن الارض او في كرش الحاكم. فمازال اهلها لقرون يولدون مع الفقر ويرحلون والفقر باق. فأين الغنى ؟
دولة خريطستان يحكمها حاليا احزاب توصف بأنها دينيه, وبما أني لا اعرف شيئا عن حلالهم وحرامهم, رأيت ان اراقب سلوكهم فهو المرآة الحقيقية لعقائد الناس. فإذا بي ارى العجب العجاب. فقد ظهر ان السرقة عماد دينهم, والكذب والرشوه والفساد من اركانه. وقيام الليل رقصا مع الكاوليّه من مستحبّاتهم. فالحرامي في هذه الدوله من الاشراف, والامين من الاجلاف. والقاتل المجرم يرتدي زي العبادة والتقوى, والمواطن البرئ عليه ان ياكل تبن ويصبر على البلوى. لذلك ترى مسؤولي هذه الدوله يتدافعون بالمناكب للحصول على الاجر والثواب حسب دينهم, فتقاسموا وزارات البلد كأنهن سبايا داحس والغبراء.
عندما يتحدث مسؤول في خريطستان عليك ان لا تحسن الظن بسرعه, لأنهم اساتذة في الدجل وعباقره في النصب والاحتيال. ففي بداية العام الحالي ظهر تقرير اقتصادي كتبه بطران غافي قال فيه إن الحصه التموينيه عبئ كبير على الميزانيه!! وهنا انبرى احد مستشاري وزير التجاره (لشؤون الكاوليه) كالأسد الهصور دفاعا عن الفقراء وكيف ان اكثر من ثلثي الخريطستانيين لا يستطيعون العيش بدون الحصه, وعرّج كالعاده على نظام قرقوش البائد وكيف كان يوزع الطحين مخلوطا بالخشب والشاي بالحديد, ولذلك فإنهم وابتداءا من الحصه القادمه سيوزعون الأسمنت المقاوم والرمل والحصى مع العدس ليتم صب الأسس في الكليه والمثانه والقولون فتنسد جميع المنافذ والمخارج وبذلك لن يجوع بعدها خريطستاني.
لايف فروم خريطستان

#سرمد_علي_الجراح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات