|
لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
قاسم السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 23:55
المحور:
القضية الفلسطينية
قبل ان يخطر على بالي ان اكتب مقالي { سيد اوردغان انت مزعج جدا } الذي نشر على موقع الحوار كنت قرأت مقال للكاتبة ناهد سلام بعنوان { ثمن الانسانيه } نشر على ذات الموقع وقد علقت عليه في حقل التعليقات الملحق في ذيل المقال حيث كتبت في تعليقي ما يلي { فعلا كان موقف العرب بائسا سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي لدرجة ان لسان حال الذين ضحوا بحياتهم يسأل هل كنا ساذجين الى هذه الدرجة من اننا اهدرنا دمائنا على اناس لايهتمون بقضيتهم ومصيرهم ثم اين تلك المواقف التي تدعم تلك التضحيات فأغلب البيانات الشاجبة تأتي شاحبه من هذه العاصمة او تلك ثم هذا الغياب الدراماتيكي للشارع العربي الذي كان حضوره في خمسينات وستينيات القرن الماضي يحسب حسابه الاعداء قبل الاصدقاء ويبدو ان الكل قد نفض يديه من قضية فلسطين واظنهم في سرهم الان يلعنون الاتراك واوردغان على مافتحوه عليهم من ابواب كانت قد اوصدت وصدأت اقفالها . الضحايا كما قلت ياسيدتي ليس الذين صرعوا على ظهر سفينة المتضامنين مرمرة لكن الضحايا هم الذين كانوا ينتظرون ما تحمله مرمرة على ظهرها اولئك الحالمون هم الضحايا الحقيقيون قبل حادثة مرمرة وسيبقون بعدها } اسوق هذه المقدمة لاصحاب التعليقات الذين طعنوا في مواطنتي كعربي واتهمني البعض منهم بأن قد قبضت ثمنا لما كتبت لاثبت لهم ان هويتي عكس ما استنتجوا من مقالي ولكن بنفس الوقت انا مسرور لكوني قد استفززتهم وغيرهم من خلال هذه السخرية المريرة واللاذعة لواقعنا العربي والذي لم تعد المقالات السياسية الاستاتيكية تؤثر فيه فلا بد من هذا الاستفزاز لأوقظ من لديه الرغبة في الاستيقاظ كتب بوشكين شاعر روسيا العظيم يصف ضعف الدولة العثمانية بقصيدة اسطنبول يقول فيها تخلت اسطنبول عن الرسول او حجب عنها الغرب الماكر حقيقة الشرف الازلية وتركت اسطنبول الصلاة والسيف في سعيها الى التسلية والترفيه ونسيت اسطنبول عرق القتال هذه اسطنبول التي يصف بوشكين ضعفها تعود اليوم متسلحة بسيف العصر لابسيف السلفيين وهي الان تتبنى قضايانا التي تركناها وركنا للتسكع في المتاهات المظلمة للبحث عن اللذات المحرمة وغرقننا في بحر من فساد الذمم وفساد الافكار وتفسخ الانظمة السياسية وانحطاط الفن والادب وتردي القيم ... لم يعد هناك شيء مجدي او نافع !! كيف يمكن الافلات من هذا النفق التاريخي المظلم . لابد من صرخة ليست تنطلق من الاعماق فقط بل صرخة تخرج معها العذابات والاوجاع التي عششت في النفس بسبب هذا الوضع الميئوس منه . في عام 1956 عندما حدث العدوان الثلاثي عقب تأميم قناة السويس لم تكن لمصر تلك القوة العسكرية المهمة التي تصمد امام قوة أي طرف من اطراف العدوان منفردة فما بالك بهذه القوة مجتمعه لكن كان لتصدي الجماهير واستبسالها في ساحات المقاومة اثره الحاسم الذي دفع كل من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة للعمل على ايقاف العدوان واجبار قواته على الانسحاب اضافة للدعم الجماهيري من كل الاقطار العربيه الذي ادى الى شلل كل النشاطات طيلة فترة العدوان وعندما شرعت مصر ببناء السد العالي عمل الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا على التضييق اقتصاديا على مصر بحيث قررت اميركا ايقاف تفريغ شحنات القطن المصري المورد لها فما كان من اتحاد العمال العرب الا ان يطلب من كل الاتحادات العمالية العربية المنضوية تحت تنظيمه ان تمتنع من تفريغ البضائع الامريكية في الموانيء العربيه مما اضطر الولايات المتحدة للعدول عن قرارها وهو امر نادر الحدوث ان تتراجع امريكا عن قرار اتخذته في عام 1958 عندما حدث انقلاب 14 تموز في العراق الذي انهى الملكية وادى الى اعلان الجمهورية كانت القوة المنفذه للانقلاب لاتتعدى لواء من الجيش وهو اقل حتى من القوة المدافعة عن القصر الملكي اضافة لبقية القطعات الاخرى الموالية للملكية والمنتشرة في اطراف العراق لكن خروج الجماهير للشارع مع اللحظات الاولى لاعلان بيان الانقلاب الاول اجهض أي محاولة للتصدي لقوى الانقلاب مما سهل على الانقلابين اتمام مهمتم بنجاح تطور النضال المسلح لقوى المقاومة الجزائرية ليتسع بفعل الدعم الجماهيري اللامحدود ليتحول الى حركة تحرير دعمتها الجماهير العربية من المحيط الى الخليج بحيث اصبح نشيد تحيا الجزائر الذي هو الان النشيد الوطني للجزائر اصبح هذا النشيد الزاميا ينشده كل الطلبه العرب اثناء طابور العرض الصباحي النشاط المقاوم لنضال شعب اليمن الجنوبي ضد الاحتلال البريطاني اسفر عن اندحار الاحتلال واعلان جمهورية اليمن الجنوبية كأول دولة عربية تؤسس على اساس اشتراكي علماني . هذا قليل من كثير لما كان الشارع العربي يحفل به اثناء خمسينات وستينات القرن الماضي لنعود الى ما آل اليه هذا الشارع في أيامنا هذه من خلال استعراض الحدث الابرز لحملة الحرية لكسر حصار غزة حادثة فجر الاثنين التي تعرضت لها قافلة المتضامنين مع غزة من قبل الجيش الاسرائيلي والخسائر التي دفعها هولاء المتضامنون وردات الفعل التي تلت هذه الحادثة قد اشرت الى امر خطير فبعد ان كانت فلسطين القضية المركزية الاولى للعرب وهذا على الاقل الشعار الذي كان مرفوعا من قبل النظام السياسي العربي الرسمي اصبحت قضية فلسطين اليوم لاتحضى بلقب حتى القضية الهامشية بل اصبحت القضية المنسية التي يهاجم النظام العربي كل من يحاول الاقتراب منها او يحاول ازاحة الغبار الذي كاد ان يطمرها و قضية حصار غزة ماكانت لتتم لولا سكوت ومباركة هذا النظام الذي كان يريد ان يطفيء الشعلة الوحيدة التي بقيت متقدة في ساحة النضال الفلسطيني لكي يفرغ من هذه القضية التي صدعته اكثر من ستين عاما ونتيجة هذا التخلي العربي عن القضية الفلسطينية ظهرت الان للساحة قوى اخرى اخذت على عاتقها مسؤولية تبني دعم نضال ماتبقى من فصائل مقاومة في الساحة الفلسطينه بل اعتبرت هذه القضية قضيتها من ضمن هذه الدول ايران لكن النظام السياسي العربي نجح بعض الشيء في تطويق اثار دعمها للقضية الفلسطينة وذلك بمشورة ومساعدة اميركية من خلال اثارة الملف الطائفي بأعتبار ايران شيعية واغلب الدول العربية سنية بما في ذلك الشعب الفلسطيني غير ان الامر لم يتوقف على ايران وحدها بل هناك من دول المنطقة الاخرى التي اخذ موقفها يؤثر في منطقة الشرق الاوسط والقضية الفلسيطنية خصوصا كدولة تركيا التي اصبح موقفها مؤثر جدا ومؤذي لكل من النظام العربي وبالتالي لاسرائيل والولايات المتحدة بأعتبار ان تركيا سنية وقريبة من المعسكر الغربي وبل عضو في حلف الناتو ومرشحة للدخول للاتحاد الاوربي مع وقف التنفيذ لعل مواقفها الاسلامية لها دخل في عرقلة دخولها لهذا الاتحاد وتركيا هذه هي قائدة حملة التضامن مع غزة واكثر الضحايا الذين سقطوا نتيجة العربدة الاسرائيلية هم من مواطنوها ورغم احتفاظ اسرائيل معها بعلاقات وثيقة بقيت مواقف تركيا العلنية داعمة ومساندة للقضية الفلسطينية وكان لحادثة مهاجمة قافلة الحرية للتضامن مع غزة اثره في اتخاذ تركيا العديد من المواقف عجز أي نظام عربي وخصوصا الدول العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ان تتخذ مواقف مماثلة لها فتركيا اتخذت مواقف كثيرة شملت التعاون العسكري اضافة الى بعض المواقف الدبلوماسية الدولية او على صعيد العلاقة بينها وبين اسرائيل كان اخرها سحب السفراء بين البلدين كما انها نجحت في دفع القضية الى مجلس الامن ولطالما فشل العرب كأضعف الايمان في ان يوصلوا ايا من قضايا العربدة الاسرائيلية في المنطقة الى مجلس الامن هذا وكخطوة نفاقية ولغرض الظهور بمظهر المناصر للقضية الفلسطينية سمح النظام المصري بفتح معبر رفح اما م الفلسطينين كخطوة استباقية لامتصاص موجة السخط العارمة المتوقع ان تنجح تركيا في تأجيجها لاعلى صعيد المنطقة والعالم الاسلامي فقط بل وعلى الصعيد العالمي وأنا متأكد ان كل الانظمة العربية تمنت مخلصة ان لاتنجح هذه الحملة لان في نجاحها ستفتح ابواب التساؤلات عن سبب التلكؤ والمماطلة في مهادنة اسرائيل ومشاركتها حصارها لغزة لقد تبادر هذا الخاطر الى ذهني وانا ارى تلك المظاهرات البائسة والمعدة لاغراض التصويروالتي خرجت في هذه الدولة العربية او تلك وصمت النظام العربي الرسمي الا من خلال بيانات خجلة تندد على طريقة ابراء الذمة وعلى قاعدة هذا الذي بالامكان عمله بينما ان اكثر التظاهرات حشدا واشدها استنكارا لم تخرج من أي دولة عربية واكثر المواقف الرسمية الشاجبة للتصرف الاسرائيلي لم يأتي أي منها من أي عاصمة عربية و يبدوان كل العواصم اجمعت على نفض ايديها من فلسطين وقضيتها ويبدو ان مواقف الجماهير العربية وقواها السياسية هي الاخرى اصيبت بالعقم والافلاس ليس تجاه القضية الفلسطينية وحدها وانما تجاه قضاياها الوطنية المحلية . فأذا كانت حملات الشجب والاستنكار على المستوى الجماهيري بهذا الحجم فأنها لاتتناسب ابدا لامع حجم الجريمة التي ارتكبت بدم بارد وداخل المياه الدولية ولامع عدد الضحايا الذين سقطوا وبالتالي علينا ان نتوقع ان الدعم العالمي لن يبقى بهذا الحجم وهو يرى عدم الاكتراث هذا لا على الصعيد الرسمي فقط بل وعلى الصعيد الشعبي ايضا ان العالم لايدعم من لم يكن اهلا لهذا الدعم واول اهلية لأستحقاق هذا الدعم هي الترحيب بمن يمد يديه مساندا لقضايانا لاان نقف موقف المتفرج ونرى دماء الاخرين تسفك من اجل مناصرتنا .
#قاسم_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
-
ياسرد ..... ياحسين عصرك
-
لالا...تقوليها
-
احلام يقظه
-
السعودية والديمقراطية العراقية
-
تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية
-
الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
-
في ذكرى سقوط برلين
-
عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
-
السعودية والمشروع النووي
-
عيد العمال العالمي في بلادي يأتي حزينا
-
نحن والحمير
-
مع كامل النجار وتأملاته في القرآن المكي
-
كلام في الحب والصداقة
-
هل في الطريق تفجير قبة اخرى
-
كلام رجاله
-
ماذا جرى ياهل ترى ؟؟؟؟
-
ماذا يعني قرار اعادة الفرز اليدوي في بغداد / هذا القرار له م
...
-
الهلكوست ... نموذج صارخ للارهاب الفكري
-
المليحة ذات الخمار الاسود والموبايل
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|