أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر .. زوجة سجين – القسم الثالث














المزيد.....

خواطر .. زوجة سجين – القسم الثالث


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 921 - 2004 / 8 / 10 - 09:32
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كنت أسمع وأنا طفلة كلمة سجن وسجين وسجون .. وحبس وغيرها من التعابير المخيفة المجهولة ..
تعبير بدائي متخلف بكل ما تحمل هذه الكلمة من جهل وعقد أخلاقية وأدبية وقصور وفقر ثقافي وسياسي
وفكري وتربوي . كنت يومها أقرأهذه الكلمة في بعض الكتب المدرسية – وكنت أسمع عن المعتقلات في
كل بؤرة ثورية .., وفي كل بلد خاض ويخوض حركة تحرر وطني وإجتماعي أو سياسي , حينها كنت
أحزن وأتأثر وأتعاطف إنسانيا مع أي سجين أو موقوف في العالم , مهما كانت جنسيته , ولغته , وقوميته
ولونه , وانتماءاته الفكرية والحزبية .., وكانت تخرج كلمات من أفواهنا بشكل عفوي : يا حرام .. مسكين
كان الله في عونه وعون أهله , ألله يفك قيده الخ ...
لا شئ أغلى من الحرية ...
وحينما كبرنا ووعينا واجبنا الوطني – أخذت أشارك بالعرائض والوفود , والتظاهرات والوسائل الأخرى
للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين .. والوقوف الي جانبهم في قضاياهم العادلة سواء كان ذلك في
داخل الوطن .. أم للسجناء في كل أنحاء العالم قاطبة , لأن الحرية واحدة لا تتجزأ أينما كانت .

أما اليوم فالأمور تختلف .. فبعد أن اختبرت هذه الكلمة وعشتها بشكل مجسد وحي على أرض الواقع ,
تحقيقا وسجنا ومعاناة , أصبحت أثمن وأقدر وأحترم وأجل وأتألم حتى العظم .. مع كل من يجلس وراء
القضبان في سبيل قضية وطنية انسانية شريفة وعادلة –
أصبحت أدرك إدراكا جيدا ومحسوسا ما معنى كلمة ( سجن ) و ( سجين ) مامعنى تقييد الحرية ... ؟!
لأن ( من يذق طعم العصي ليس كمثل من يعدها ) كما يقول المثل الشعبي عندنا – وكذلك عرفت لماذا
يقال : ( الداخل الى السجن مفقود .. والخارج منه مولود ) .
حقا ذلك .. لقد عشت وأبنائي جميعا صغارا وكبارا أبعاد أبعاد هذه الكلمات والتجربة المرة والمؤلمة بشكل
يومي وشهري وسنوي , بكل ما تفرزه وتعطيه هذه التجربة من مرض واحتراق ونزف دائم ومتواصل .
ومن يتخرج من – ( مدرسة أو جامعة ) السجن بشرف , يستحق له ولعائلته أعلى الأوسمة والنياشين..
وأغلى أكاليل الغار والورود .. لأنه خرج من أتون الإحتراق , بعد أن اجتاز كل عتبات الإغراءات السافلة
الدونية الوضيعة من أساليب قهر وظلم وتفتيت وضياع وتمزق , وأساليب نفسية لا أخلاقية لتحطيم القلعة
الإجتماعية والعاطفية والأسرية والأخلاقية التي ينتمي لها هذا السجين أو ذاك .. وهي بالتالي سياجه و
محيطه النفسي – وقيمه العليا .
وأقولها عن تجربة حقا وحقيقة وعن خبرة شخصية .. بأنه لو لم يكن هذا السجين من معدن صلب..لما
بقي وصمد ( وراء الحديد ) ,,!! وهو بالأصل كتلة من لحم ودم ومشاعر وعواطف , وأحاسيس فياضة
رهيفة .. وبكل مايحمل من فلسفات وأفكار وروح وعقل وفن وموهبة .. فهذا لعمري هو قمة التضحيات..
وقمة العطاء .. وقمة الصبر في مواقع الحق والحقيقة . لأن الحقيقة غالية , ومن يتصدى في حملها والدفاع
عنها يكون مثلها غاليا وعاليا كنقطة الزيت فوق المياه .. فمهما غمرتها تحت المياه فلا بد لها من أن تأبى ..
وتجلس فوق .. وعلى السطح .

وبما أن الحياة هي الحياة , والحياة بلا الحقيقة والصدق ظلام دامس , فالحق والحقيقة هما الخير والجمال ..
والتضحيات والحرية والسلام والمحبة .. والعدل ,
وهي بالتالي الإنسان الذي هو أثمن وأغلى مخلوق حي يعيش فوق هذه الأرض الطيبة الغنية الخصبة المعطاء,
التي هي له بالأساس أعطيت له لكي يعيش عليها ويقدسها ويدافع عنها ويبني فيها وعليها قواعدا وصروحا
للعدل والإخاء .. والمساواة والمحبة لأخيه الإنسان .
كيف غير هذا .. وهي أوطاننا الجميلة التي لا يضاهيها جمال في العالم – هي إنتماؤنا .. وجذورنا .. هي أرض
أرض الأجداد والاّباء والشهداء .. والأبطال .. والتاريخ .. والحضارات .. أرض الخير والنماء ..؟ !1

لقد حصل خلل وخطأ في القسم الثاني من هذا الموضوع فليعذرني القارئ .. والصح هو :
كنا نحصل على أذونات الزيارة من المراكز الرسمية الحكومية التالية : مركز الشرطة العسكرية في البرامكة –
مركز شرطة القابون العسكرية – المحكمة العسكرية في المالكي – ثم محكمة أمن الدولة ,- وقد كانت التهمة
الموجهة اليه .. هي محاربة أهداف الثورة : الوحدة , الحرية , الإشتراكية ..؟؟؟!!! -
1 - سجن الشيخ حسن –سجن دار الشفاء – سجن الجسر الأبيض العفيف – سجن الحلبوني – سجن القلعة –
سجن المزة – سجن تدمر في البادية زرته مرتين في المرة الأولى لم يسمح لي بمقابلة زوجي , فاليتصور
المرء السفر من دمشق الساعة السابعة صباحا ويرجع الحادية عشر ليلا دون أن يرى السجين وعندما يعود
يسأل من قبل الأبناء عن صحته وأحواله فكان الجواب بالإيجاب وإخفاء الحقيقة المرة بابتسامة سجلتها
في أوابد تدمر ومسارحها دمعة وكلمة .. وصلاة ..!
- 2 – هناك كان خطأ في الإسم ناجي جميل الصحيح هو : هشام جميل .
مريم نجمه -- يتبع -



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر .. زوجة سجين – القسم الثاني
- خواطر .. زوجة سجين
- محاولة
- ..الكادحة
- مرثية ... للوطن
- رد على تخرصات أعداء الإشتراكية العلمية
- الكلمة ... 3
- الحشرات ... الحشرات !!
- .قراءة في كتاب ... الطريق العظيم
- يوم ... له تاريخ ..؟
- من ميسلون ... تطل يا وطني
- نوقد الكلمات
- المكان ... في أغنية الفنانة فيروز ...
- علامة الإمتحان ( .... )
- كلمتي ... رقم 19
- الى الإنتفاضة......
- حكمة الإحتراق...
- زنوبيا ... الرقم الصعب
- الدائرة
- نافذة في الجدار ..


المزيد.....




- وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن ...
- ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
- البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
- بريطانيا: سنتبع -الإجراءات الواجبة- بشأن مذكرة اعتقال نتنياه ...
- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر .. زوجة سجين – القسم الثالث