أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من تركيا الحرية لفلسطين














المزيد.....


من تركيا الحرية لفلسطين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تصاعد الدور التركي الديمقراطي الإسلامي العلماني في المنطقة العربية.إن تركيا لعبت دوراً تاريخياً في تشكيل العالم الإسلامي (السني خاصة)، ولم تستطعْ العلاقاتُ التقليدية للسلاطين والباشوات أن تلاحقَ عصرَ التحولات الديمقراطية الغربية، وراحتْ تركيا تنفضُ الأرديةَ التقليديةَ للنظامِ السابق المتخلفِ خاصةً في احتضارهِ الأخير الذي قُدم كوجبةٍ سياسيةٍ شهية للغرب الاستعماري وقتذاك.ولكن العلاقة بالغرب الديمقراطي لعبتْ دوراً كبيراً في تطور تركيا المستقلة بعد ذلك، فقد حمتها علاقاتُ التبعية هذه من الشموليات الشرقية، ومن الأنظمة الدكتاتورية المتغلغلة في كل مجالات الاقتصاد والوعي ومن الملكيات العامة الشمولية.ولم يكن لهذه التناقضات دور كبير في عالم الصراع بين ما كان يُسمى المعسكر الاشتراكي وما يُسمى المعسكر الرأسمالي، فتركيا كانت مجردُ حجرٍ صغير في دولاب الغرب، وحين سقطت القيود على التطورات الديمقراطية في الاتحاد السوفيتي، ولم يعد ثمة قيمة خطيرة كونية معرقلة لحلف شمال الأطلسي، لم يعد ثمة قيمة للجنرالات الاتراك العلمانيين المتسلطين المتغربين عن تاريخ المنطقة وتراثها الديني وقيمها النضالية، وهم الذين كونوا طبقة الفساد الضعيفة في المجتمع التركي، فجاءتْ أحزابُ الطبقة الوسطى من التضافر بين الحداثة والإسلام ووجدت في العالم الإسلامي سوقها الحقيقية الواسعة، في حين قدم الغرب مصانعَ لعمالها المهاجرين فقط.واستثمرتْ القيادةُ التركية هذه الأوضاعَ، وقدمتْ نفسَها كبطلٍ جديد في حياة المنطقة، في حين عجزتْ الدول العربية كافة عن دور البطولة هذه!هذه المفارقةُ المذهلةُ ليست نتاجَ زعامةٍ مجردة، بل إن الزعامةَ السياسية التركية التحديثية استفادتْ من وجود حريات اقتصادية وسياسية طويلة وفرها النظامُ الديمقراطي العلماني!ولولا وجود طبقة وسطى حرة أنبتها وزرعها ورعاها الغربُ ما كان للنضاليةِ الديمقراطية الإسلامية والإنسانية أن توجد وتترعرع، ويكون لها دورٌ مغايرٌ عن دور الطبقات الحاكمة المتبلدة في العالم العربي العائشة على القطاعات العامة الفاسدة!هذ الجبر الحسابي السياسي يغدو غير مفهوم للجماعات الدينية الجامدة المحافظة، ولكن الحراك التركي التحديثي راح يؤثر في بعض التوجهات الدينية السياسية، ويفتح آفاقاً جديدة لها، ولعل ذلك يقود لبعض الفهم والتفتح والتأثير في المنطقة وفي قضية فلسطين الموضوعة في الثلاجة الإسرائيلية بل المقبرة.فمسألة الصواريخ المضرة استعيض عنها بسفنِ سلامٍ وفكِ حصار وأغذية، وهو شكلٌ إنساني مؤثر، ينتشرُ على مسرح البحر الأبيض المتوسط الواسع قلب العالم، ويجبر مختلف الأمم على الرؤية والتأثر، وكشف من هو المتجبر والظالم.ورغم الضحايا فإن الخسائر المعنوية والسياسية الكبيرة لإسرائيل وعزلة وهزيمة الدولة العبرية كانت كبيرة، وهذا التحول الكوني ضد هذه الأساليب الوحشية التي غدت ملازمة لإسرائيل، غيرت تماماً تاريخاً طويلاً من ادعاء صورة الحمل الوديع.وبدلاً من العمليات الانتحارية والصواريخ التي لا تفرق بين جندي وطفل، راحت سفن السلام تمزق وجه إسرائيل الفاشي، الذي تفتت أمام العالم بشكل لم يسبق له مثيل.لعل اللغة التركية السلمية المصعدة لكفاح متحضر قد هزمت عدة لغات فوضوية وعنفية حادة في المنطقة، وخاصةً هي تعملُ لكي تكون مؤثرة قوية في العالم العربي، المبهور والمرحب بعودة السلاطين من آل عثمان وهم تجار ديمقراطيون وجمهوريون يجمعون بين الحداثة والإسلام.إن هذا الأسلوب هو جزءٌ من التراكم الديمقراطي التركي خلال العقود الماضية، لكنه ينتقل الآن إلى المنطقة ككل، ويجذب بعض القوى العربية والعالمية السلمية الديمقراطية في نضال مشترك، ويُحاصرُ فيه الجنرالات الإسرائيليون مثل الجنرالات الأتراك العلمانيين المتغربين، لكي يُدرك جنرالات إسرائيل خطورة علمانيتهم المتغربة غير الإنسانية، وغير المتفهمة لتاريخ المنطقة ودور الإسلام المحوري فيها، وليتكشفوا نوعية ديمقراطيتهم الشمولية الساحقة للشعب الفلسطيني وللعمال الإسرائيليين معاً.وضعت الحكومةُ التركية عبر أدوات التحديث والنشاط السلمي القمعَ الإسرائيلي في زاويةٍ ضيقة، لم تُطلقْ طلقةُ واحدة، ولم تُهدد بصواريخ ولم ترفع شعارات سحق إسرائيل، بل استخدمتْ أبسطَ الأدوات السلمية، وهذه اللغة لها تأثيرٌ كبيرٌ، في عزلة التطرف الإسرائيلي وهزيمته القادمة المتصاعدة، وفي نمو النضال الفلسطيني الموحد، وإنفصال القوى الديمقراطية الإسرائيلية عن الدكتاتورية الحاكمة.وإذا استخدم التطرفُ في الجهة العربية الأساليب الإسرائيلية القمعية نفسها تحدث الخسارة مجدداً، ولا يحدث التراكم وهزيمة التطرف الصهيوني.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم جديد يتشكل
- أزمةُ كتلٍ رأسماليةٍ مختلفة
- العلمانية الإسلامية والتضحية
- النظامُ البرلماني البريطاني المبكر
- التجار والسياسة
- التعددية الدينية الغيبية والعقلانية
- مصر تتحرك!
- البرجوازية الصغيرة الشرقية العالمية
- جدلية التراكم الديمقراطي
- الأفكار والتحولات في العالم الثالث
- سيناريو العودة للوراء
- سيد قطب (1-3)
- خيار الزوال
- محاصصات طائفية وليست ديمقراطية
- هزيمة اليسار في الانتخابات العراقية
- الحداثة مشروعان فقط
- بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ
- انتخابات العراق والاستقطاب
- توريط مجتمعنا في انهيارات كلية
- في الوعي النهضوي الأولي (3 - 3)


المزيد.....




- مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات ...
- من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة ...
- ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق ...
- سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو ...
- تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم ...
- تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في ...
- مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
- أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط ...
- شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - من تركيا الحرية لفلسطين