أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك















المزيد.....

حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 921 - 2004 / 8 / 10 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


لا تستغربي بأني أكتب كلماتي هذا اليوم وشهر شباط الماضي قد هرب دون أن يقول لي شيئا أقوله لك...
ولا تستغربي كتابتي هذه الكلمات قبل أن يأتي موعد المدعو عيد العشاق الذي يرتكب في ذات اللحظة ملايين الجرائم بحق قصة عشقنا....
أنا لست بحاجة ليوم يذكرني فيك, كما ليس الجلاد بحاجة لميعاد ليمنع الماء والكهرباء عن زنزانة ذلك الفدائي الذي اعتقلوه على إثر محاولة لم يكن لها موعد ولا ذكرى تاريخية كعيد العشاق لتنفيذ عمليته البطولية ....
المهم أنني أذكرك, وهذا يعد سببا كافيا لان أكتب لك في كل لحظة دون حاجة لعيد عشاق .... وسبب كافي لأقدم المدعو عيد العشاق لمحكمة التاريخ بتهمة حجز الحرية للعشاق وتحديد رحلة عشقهم... والاستنابة عنهم في تحديد موقف يقفون فيه في شهر شباط.
إنه يحاول إيقاف السنة والثواني والأيام في هذا الرابع عشر من شباط المجنون....
إني اكره عيد العشاق لأني في لحظات أتخيل نفسي فيه قطا يحتفل في هذا اليوم وهذا الشهر فقط .... وأنساك بقية السنة كمخبر يبحث عن جريمة أخرى يرتكبها بحق براءة الأشياء البسيطة....
أحس في كل لحظة أني اقترفك بكل عنفواني الصباحي والمسائي.... أقترفك عمدا بدون ميعاد أو استئذان...
أدمنتك كقهوتي التي ليس لها موعد محدد....
أحدد الأشياء في ركن وزاوية من وقت , ففيروز التي تصاحب الصباح دوما أحددها بالفجر وطلوع الشمس , أحيانا تعلن تمردها في الشتاء فترتبط مع ظهور قطرات المطر ....
أدمنك مثل القلم الذي يصاحبني في جيبي أينما أذهب حتى دون أن يكون أداة للكتابة... ربما يكون لي فيه مأرب أخرى...
أشير به على شروق الشمس .... وأستثير خصمي بالنقاش فيه ... وأخاطبه حين أكون وحيدا .... أملي عليه صباحاتي وانفعالاتي المجنونة حين لا أجد من ينفعل معي في ذاتية الأشياء التي لا يراها البعض معقولة وتستحق الانفعال .... وهل شيء يستحق الانفعال أكثر من أن أرى هذا الوطن على شاشة تلفاز !!!
وأوهم بعض الأحيان المحاضر أني أتابع ما يقول وأني اكتب ما قاله من إملاءات يمليها دوما وقلمي وقتها ليس إلا أداة أحاول رسم عيناك على الورق في وقت حدده المحاضر لاستمع له وأكتب إملاءاته.....
لا أريد أن تكوني محاضرة أو حصة مدرسية أحبك فيها في شهر شباط ....
فشباط القطط اكرهه والرابع عشر منه أراه موعدا لإنجاب القطة فقط .......
إن حبي ليس بحاجة لشباط كي أقّبلك وكي أقبلك حبيبة.... وامسك يدك.... وأطير معك في الحلم .....
لست بحاجة لشباط لاقول لك أحبك..... فالحب مثل القمح نحتاجه في كل لحظة لنتم به وجبتنا الغذائية التي نحيا بها .... وماء الأيام الذي يملأ العطش ... سوى عطشي الحرية فلا يرويهم كل أبار ماء الحياة التي شربها الناس والتي بقيت في جوف الأرض ... والتي تملأ أباريق الفخار....
والحب كالواجب اليومي لطفل يعده كي لا يلقى عقاب مدرّسه .... وإني أعشقك في ذات اللحظة كي لا ألقى عقاب الأيام على لحظة مرت دون أن تكونين فيها شريكة أفكاري وأحلامي التي أمارسها في النوم واليقظة....
إن إدمان البعض لعيد العشاق كي يهدي لمن يحبه وردة حمراء جعل منهم كمن يقدم التحية العسكرية للجندي المجهول في ذكرى الهزيمة ......
وأنا اكره الهزيمة.... واكره أن تلك الأيام المحسوبة في تاريخ , فاصل زمني , أو فاصل عشقي كي أحبك بلا كلمات وأقلام .....
حين تصبحين واجبي اليومي المسلط كالضوء الباهر في عشق الأشياء الراعفة التي اعجز أحيانا عن وصفها لكثرة ما بها من خواطر وحروف ذائبة.... أحس أني ابحث في عينيك في كل الشهور كالبحر الثمل من حرية الأسماك التي منحتها هذه الطبيعة الحرية كي تتجول في داخله ......
هكذا أحس حبي في داخلي سمكة لا تمهلني أي لحظة كي تستأذن لتسير بداخلي وتسبح .....
لا تؤمن بنظام الجماعات البيئية ...... ولا تثق بقدرة حماة الطبيعة من حمايتها من بقعة زيت نفطية تطفو كسحابة مليئة بالظلام فوق الماء خلفتها ناقلة نفط أمريكية تسرق من العراق ثمن ما أسمته حرية الشعب من الدكتاتور والإمبراطور والديناصور .......
ولا تصدق أن بإمكاننا أن نكون أحرارا إلا ببقع الزيت المتسرب من نفطنا وهو بطريقه إلى أمريكا التي تعرف كل شيء إلا الحب والإنسان .... ويأتي الرابع من حزيران وارى أمريكا تحتفل معكم فيه .... كيف استطيع السماح لك وللعشاق الاحتفال مع دبابة ... مع جندي يغتصب الحضارة فوق نهر الفرات ؟؟؟؟؟
لا شيء في هذا الكون سيمنع شعرك ونسماتك من أن يطير في ريح نيسان حين يأتي ريح الربيع العابق بنسمات تمتد من اليمين إلى البحرين... تعبر القارات تحمل نسمات من زهرة نرجس في فلسطين.... تهدأ حين تصل بحر الإسكندرية تلقي التحية ..... تركض وتحمل رملا من صحراء ليبيا وتلقيها فوق شجرة زيتون في تونس .... تركض حتى الجزائر لتقوم بمعاملة جواز سفر على الحدود مرورا بالمغرب لتصل الصحراء الغربية.... تسلم الأمانة لثوار البوليساريو .....
رحلة حبي لن تحمل اثنان وعشرين جواز سفر حتى تستطيع أن تجوب هذا الوطن العربي الكبير المقسم ....
ستدخل مصرا كجيوش الفاتحين وتشعل منارة الإسكندرية لترين نورها دون أن يسألها مسؤول مؤسسة الموانئ عن علم الدولة الذي تحمله السفينة التي تنتظريها.... تعبر الخليج العربي وتسير نحو بلاد فارس ... تبحث عن الزعيم الوطني الإيراني مصدق، الذي أمم النفط وسعى لتحرير بلاده من اسر الهيمنة الأميركية.
تحمل قلما صحفيا تدخل السودان ... تفتش عمن قتل الأطفال في دافور وتحيل القضية لمحكمة الإنسانية....
شعرك سيطير إلى فلسطين يحمل حجرا مع أطفالها ويقف به أمام دبابة في غزة ... يشعر أنه في الخامسة عشرة من عمره....
يسير باتجاه نابلس وجنين وبيت لحم كي يعلموها صنع القنبلة اليدوية ....
سنسقط عيد العشاق مرة أخرة .. ونسقط عيد الاستقلال فبلادي ليست بحاجة ليوم لتعلن فيه حريتها...
حريتنا ........
سوف تدخل بابل تهديدها آلهة بابل جناحين للملائكة تطير بها فوق العالم ...
مرة كاتبة صحفية ... مرة محققة بوليسية ... مرة عاشقة أندلسية .... مرة كاتبة جزائرية ... مرة طالبة جامعية مصرية ... مرة فلاحة فلسطينية ... مرة تتقمص كل الأدوار....
لا تحتاج لميعاد حتى تتقمص الدور فهي تكره مثلي حزيران الهزيمة وشباط القطط وعيد العشاق المتهم في قفص الاتهام......
فهي ربما تغدو في عيد العشاق نيسان كي يأتي الربيع وتمتلأ الدنيا ورودا حمراء....
سأقتل هذا العيد كي أستطيع أن اسمي كل أيامي معك أعياد ....
سأغتال المحتفلين فيه بكاتم صوت في لندن ....
وأملا في ذاك اليوم كل الصحف إعلانات نعي بالعام القديم كي أملي الحزن الأممي المتقد في صدري على المحتفلين .....
سأسرق كل كلمات الحب من الأسواق كي لا يرددها العشاق الصغار على موائد نسائهم الصغار......
سأغتال الإنذار والساعة الثانية عشرة التي تدق في منتصف الليل معلنة مجيء الرابع عشر من شباط....
أشي بكل من يحاول الاحتفال بهذا العيد للسلطات المختصة باختطاف الأفراح في الدول العربية...
فهذا العيد يبدو ذو نبرة ليبرالية بالنسبة لي فإن أجهزة الإعلام تحتاج إلى موضوعات جديدة تجذب بها القارئ، وكثرة الأعياد تعني للشركات والتجار فرصا أكثر للبيع، ولهذا فإن عيد العشاق، ليس مناسبة للمحبين فحسب بل عيد للإعلام والتجارة أيضا يحمل كل معاني الليبرالية التي أكرهها....احتفالهم
وسأبلغ سلطات الأمن في طهران التي أقفلت السنة الماضية كل المقاهي العامة ومحلات الزهور لتمنع الاحتفال بهذا العيد بتهمة الإساءة للإسلام....
سأعلن تضامني لاول مرة في التاريخ مع جهاز أمني يقتل فرحة الناس ليس تضامنا في قتل الفرح .....
إنما لان هذا العيد يسجن الفرح ويحصره بيوم واحد ..... وأنا أريد أن يستمر في صدورنا حتى وهم يقتلون العصافير في الجليل ......
وهم يغتالون الفنانين في لندن .....
وهم يعلنون منع نشر رواية قتل سقوط الإمام في مصر .....
وهم يمنعون الكاتب من كتابه كلماته من الخليج إلى المحيط ....
وهم يقتلون المحيط كي لا يصبح حدا لهذا الوطن الكبير .....
فهل أنت على استعداد للاحتفال معي في كل الذكريات التي تكون عيد عشقنا .....
في لحظة عرفتك فيها ......
وفي لحظة أحببتك فيها ......
وفي لحظة مررت كالفراشة في بالي .......
وفي لحظة لم تمري ......
وفي لحظة مرت أم الشهداء من أمامي .....
وفي لحظة مر الشهيد مشيا في خاطري .......
وفي لحظة استعديت فيها للامتحان .....
وفي لحظة قدمت فيها الامتحان .........
وفي لحظة غسلت جدي من أثام الناس .....
وفي لحظة غسلني المطر من جنوني ......
وفي لحظات كانت كل الأيام وكل الساعات ....
احبك فيها ..... أحبك فيها بلا أعياد .....
كانت أعيادي لاحبك فيها دون جواز سفر للعشاق ....
فهاتي خنجرك وأطعني الرابع عشر من شباط إذ لم يزل فيه نفسا أخيرا وهو في حالة احتضار بعدما أفرغت طلقات مسدسي فيه .... لأعلن ميلاد حرية العشاق

10/8/2004
الثلاثاء



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالات للإيجار
- سباق التسلح وسباق التشلح
- نظرات في المشروع الأمريكي لصياغة الإسلام الليبرالي
- جنود في خدمة امريكا
- القوات الأردنية تقتل ثلاثة مسلحين حاولوا دخول الأراضي الفلسط ...
- ترجمة قرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار العنصري الى العربية ...
- النص الكامل لوثيقة التحقيق الخاصة بالمجلس التشريعي الفلسطيني ...
- أنقذوا الشعب الفلسطيني ..نداء الى كل أنصار الإنسانية في العا ...
- المافيا الفلسطينية تعبث بارواح الناس/ مقالة كادت ان تودي بصا ...
- ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس
- لماذا قتلوا ناجي العلي
- تشي به الأشياء التي لم يعشها معها ... حتى الشمس
- صدام و أحد عشر لصا في ضيافة العراقيين
- شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثو ...
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الحرية والاشتراكية / الرفيق أبو علي مصطفى ... رجل تعلم ...
- الفساد الإداري والمالي في السلطة الفلسطينية
- رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك