أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - سفاحون ومنافقون وسماسرة














المزيد.....

سفاحون ومنافقون وسماسرة


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 16:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لماذا لا نكتب عن جريمة إسرائيل البشعة ضد قافلة "أسطول الحرية" لكسر الحصار على غزة؟ ليس فقط لأنها لم تكن أول ولن تكون آخر الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، ولكن أيضا لأنها ليست ولن تكون أبشع جرائم هذا الكيان العنصري السرطاني الذي أقيم على الجريمة في منطقة الشرق الأوسط، ولأن الصحف إذا حاولت أن تلاحق جرائم الدولة الصهيونية لن تكفي لتغطيتها حتى وإن تخصصت فقط في الحديث عن تلك الجرائم.
إن الأخطر من ذلك هو المسكوت عنه في الحديث عن الجرائم التي ترتكب في حق أبطال يساندون قضية المحاصرين والمشردين الذين يتعرضون لجريمة إبادة جماعية أبشع وأكثر ضرواة تجري أحداثها الدامية كل يوم دون أن يلتفت إليهم من يزعمون أحقية الحديث عن ضمير البشرية وحقوق الإنسان.
أحداث الجريمة تجري يوميا منذ أن زرعت تلك العصابات من السفاحين الصهاينة على هذه الأرض لتحرس سيطرة ومصالح "العالم الحر" في هذه المنطقة الموبوءة بمشايخ النفط وعسكر المماليك. لا جريمة من جرائم الإبادة الجماعية، وقتل المدنيين العزل، وتجويع وحصار وتشريد الأطفال، بل قتل الرضع واستهدافهم بدماء باردة، وجرائم التطهير العرقي وترويع المسالمين والجرائم ضد الإنسانية وغيرها وغيرها لم ترتكبها إسرائيل علنا أمام عالم يحكمه السفاحون واللصوص والمنافقون في أطراف الأرض الأربعة.
لم تكن الجريمة الأخيرة في مهاجمة أبطال "أسطول الحرية"، أو حتى الجرائم التي سبقتها عندما قتلت جرافات إسرائيلية عمدا عددا من الأجانب الذين تضامنوا مع أبناء الشعب الفلسطيني المذبوح ضد هدم منازلهم، أبشع من جرائم الحصار وصب الدمار والأسلحة الكيميائية الفتاكة والمحرمة دوليا على قطاع غزة الذي يسكنه حوالي مليونين من البشر لهم نفس ملامحنا، ويشعرون كما نشعر بالخوف والألم وحب الحرية والحياة الكريمة الآمنة. جريمتهم أنهم يقاومون طغيانا وظلما بلغ ذروته في عالم يحكمه طغاة ظالمون.
هذه الجريمة الأفظع، يشارك فيها حكام العالم بالصمت والتواطؤ والتبرير ويشارك حكامنا بإحكام الحصار والأسوار، والتعاون مع القتلة والسفاحين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وتمييزهم على بني جلدتنا حتى في أرضنا ومواردنا. فهل نستطيع أن نصدق هؤلاء الحكام والكذب والنفاق يسيل من أفواههم وعيونهم مع نهر الدماء والدموع والآلام الذي يصبغ الحياة اليومية لسكان غزة؟
لا يعني ذلك تقليلا من المأساة ولا من شرف الأبطال من أحرار العالم الذين يشاركون بقلوبهم وعملهم في التضامن مع شعب معتقل يتعرض للإبادة سواء في غزة أو في القدس والضفة الغربية. إنما يعني فقط أن الجريمة الأساس أشد وطأة وخسة، وليس للمشاركين فيها من حكام العالم وأجهزة الإعلام الغربية أن يزايدوا بما يحدث على هامش الجريمة الأساسية من جرائم ليزعموا أنهم يحترمون شيئا يسير على قدمين، ويعمل ويفكر ويحلم إسمه الإنسان.
بهذه المذبحة الفظيعة أرادت إسرائيل أن تقضي على آخر ما تبقى من دعم لقضية عادلة هي قضية الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يواجه سفاحا مدججا بأشد أسلحة العالم فتكا. وقد تخلى عن هذا الشعب البطل وساهم في مأساته جميع الحكام والأنظمة، سواء في غرب يتشدق بالإنسانية وحقوق الإنسان، أو شرق يتشدق بالوطنية والحق الأصيل. ولم يبق لهذا الشعب المناضل إلا أنصار الحرية والإنسانية بين شعوب العالم لتدعمه وتساند قضيته وحقه في الحياة. أرادت إسرائيل أن ترهب تلك الشعوب، إرهابا منظما ومنهجيا لا تجرمه قوانين السفاحين ممن يحكمون العالم ويسيطرون عليه، حتى تعزل الشعب الفلسطيني نهائيا عن أي تضامن يدعمه في مواجهة القوة الغاشمة. فقد حاصره "الأشقاء" وولغ في دمه الأعداء وتآمر عليه أصحاب المصالح وسماسرة "السلام".



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة التغيير في مصر أكبر من غرور النخبة وأحلامها
- الضحايا المجرمون وسلطان الزمان
- وطن الدكتور نظيف
- مؤسسة الفساد: -كل ناسها بياعين-
- الطائفية بين رجال الدين ورجال الأمن
- لا أمان في أرض لم نحررها
- لا نسمع ولا نرى، نضرب ونعذب فقط
- أسئلة الأستاذ أسعد – محاولة للتفكير
- دستور يا دكتور!
- البشر قبل الأرباح
- من أجل العدالة والحرية في إيران
- زيارة أوباما ولي النعم
- عندما ترقص الأفيال
- نكبة 1948 ونكبة أوسلو
- صفقة القمح والجريمة الكاملة
- حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة
- إنها دعوة وأمل أو أمنية
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - سفاحون ومنافقون وسماسرة