علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 20:03
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تعرض مفهوم المواطنة في العراق الى هزة عنيفة في ظل الشرخ النفسي الهائل الذي احدثه النظام البعثي المتسلط منذ استلامه للسلطة والى حين انهياره في عام 2003 حين دفع الناس الى التساؤل عن جدوى التفكير بوطن يحكمه الجلاد؟وكان الاكثر من العراقيين قد صمدوا في وجه المحاولات الرامية الى فصلهم عن الانتماء الوطني والاحساس بالعراق انه تكوين غير منفصل عن الذات المؤمنة بالحياة الحرة ..مع مايتطلبه ذلك من تضحية بالارواح في سبيل اسقاط النظام الفاشستي وهو ما حصل بالفعل حين توجه العراقيون الى ساحة المواجهة مع النظام في مسعى لتقويضه وانهاء سلطته الغاشمة بدلا من الولاء له كما كان البعض من المحسوبين يروجون له في وسائل الاعلام او عن طريق المنظمات السرية والعلنية لحزب البعث المنحل..وبعد ان انهار النظام وتنسم العراقيون شذى الحرية واريج التآلف مع وطن جرحته المآسي وخدشت وجهه الجميل .جاءت رياح الارهاب لتفعل فعلها السئ بارواح الناس حين اندفعت قطعان الشر لتقتل الابرياء وتدمر سبل الحياة على اسس من البغض والعداوة ورفض التغيير ومحاولة العودة الى المربع الاول.وعاضدتها في ذلك محاولات عدة من جهات محسوبة على جهات اكبر منها جهدت في تقويض المشروع الوطني وإنهاء التجربة الجديدة من خلال تزييف الحقائق ودفع المواطنين الى التنصل عن التزامهم تجاه وطنهم الجريح وسحب البعض سحبا الى هذه الدائرة بينما بقي الغالب من ابناء الشعب متمسكا بتلك الروح التي تعودها رغم عقود القهر والاذلال والاستباحة العقائدية والفكرية .وقد يحاول البعض الاشارة الى المواطنة بوصفها مفهوما معوما يمكن القفز عليه لتحقيق مآرب سياسية ضيقة او ان يستخدم بصورة مشوهة غير ذات قيمة واعتبار الوطن مكانا غير ملائم للحياة الكريمة وبالتالي اما الهجرة عنه او النكوص به الى الوراء وتدمير تجربته واليأس من مستقبله.لكن المؤكد في ذلك كله ان العراق بلد تعود ان ينتج فكرا وروحا وعطاءا غير محدود لايموت بعواصف الحقد ومحاولات الشموليين الذين جرعوا شعبه المرار وتوهموا انه يمكن ان يتحول الى دائرة بعيدة في حين اختار الشعب ان يكون شعوره الحقيقي بالمواطنة جزءا من رفضه للدكتاتورية والطغيان..وهاهو العراق ينسج حكاية المستقبل المشرق مقدما التضحية مثابرا عليها يرى شهداءه يتساقطون غدرا ويحملهم على نعوش الغيظ المكظوم دون يأس ولا إستسلام مؤمنا بغده مهما كان الثمن الذي يتوجب دفعه ..
#علي_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟