|
تظاهرة دولية لكسر الحصار- الحمساوي - المفروض على غزة
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 17:03
المحور:
القضية الفلسطينية
كغيري من متابعي الاحداث السياسية على شاشات الفضائيات العربية والاجنبية حرصت ان لا يفوتني مشاهدة ردود الفعل الاسرائيلية وكيفية تصرفهم مع نشطاء اسطول الحرية حال اقترابه من شواطىء غزة . كانت تقديراتي قبل بدء عرض الحلقة الجديدة من مسلسل الاجرام الاسرائيلي ان يتصدى الجنود الاسرائليون للسفن المتقدمة وينجزوا عملية السيطرة عليها واعتقال ركابها باطلاق بضع رشقات من الرصاص من اسلحتهم الرشاشة ولكن الاحداث التي وقعت لاحقا جاء مخالفة تماما لتكهناتي فبدلا من ان تعود السفن ادراجها و يلوذ ركابها من المتطوعين العرب والاجانب بالفرار فقد اصروا ان يواصل الاسطول تقدمه باتجاه سواحل غزة غير ابهين بالرصاص الذي كان ينهمر بغزارة على الاسطول ولا بتحذيرات الاسرائليين بقتلهم واعتقالهم فاجأني مستوى الاصرار والشجاعة الذي تحلى به المتطوعون ربما لانني تعودت على مشاهدة جنودنا العرب في حلقات سابقة من المسلسل وهم يلوحون بالرايات البيضاء امام الدبابات الاسرائلية المتقدمة باتجاه عروس عروبتنا القدس وغبرها من العواصم العربية كما فاجأني تصديهم للبرابرة الاسرائيليين بالعصي والقضبان والسلاسل الحديدية دون ان نسمع احدا منهم يوجه نداء استغاثة الى اعضاء مجلس الامن والامم المتحدة لوقف اطلاق النار كتلك الاستغاتات المخزية التي كان يطلقها القادة في اعقاب حروبهم الفاشلة مع اسرائيل .. ولقد يقول قائل ولكن المواجهة انتهت يمقتل وجرح اكتر من ستين ناشطا واعتقال البقية منهم وبمنع اسطول الحرية من الوصول الى شواطىء لتفريغ حمولتة من المساعدات العينية وبالاستيلاء عليها , فما الفائدة من اطلاق هذة التظاهرات الدولية اذا كانت محصلتها موتا مجانيا لنشطائها واستمرارا للحصار على غزة ؟ مشكلتنا مع هؤلاء المشككين بجدوى التظاهرات الدولية انهم يركزون انظارهم على ثغراتها وسلبياتها ولا يريدون ان يلتفتوا الى ايجابياتها : فلا احد ينكر ان الاسرائيليين قد تمكنوا في هذه الحلقة من مسلسل اجرامهم من السيطرة على اسطول الحرية ولكن بالمقابل لاينبغي ان ننسى ان هؤلاء البرابرة فشلوا بدورهم من النيل من معنويات كافة المناهضين لقرصنتها و لنهجها العدواني تجاه الشعب الفلسطيني ولقهرها لهذا الشعب طوال السبعين عاما الماضية لا اقول هذا بدافع الحماس بل استنادا الى حقيقة رفض المعتقلين من النشطاء الاستجابة للشروط الاسرائلية لاطلاق سراحهم مثل رفضهم التوقيع على تعهد بنص على عدم المشاركة بأية تظاهرة بحرية لرفع الحصار عن غزة و تاكيدهم في نفس الوقت للاسرائيليون بانهم سيجددون محاولاتهم لايصال المساعدات مهما كلفهم ذلك من تضحيات . المسالة اذا لم تنتهي كما كانت تريد اسرائيل عند استيلائها على الاسطول ولا بقتلها لاعداد من المتضامنين بل انها ستظل تتفاعل وتتطورطالما اصر المناهضون لهمجية اسرائيل عل دفع المزيد من سفن الحرية الى قطاع غزة حتى لو توعد نتنياهو وقادة العدو الصهيوني بالتصدى من جديد وبالقوة المسلحة لاية محاولة دولية لفك الحصار عن غزة حيث استبعد في ظل عزلة اسرائيل الدولية ان يتصدى لها بنفس الدرجة من القرصنة والبربرية التى تعامل بها مع التظاهرة الدولية الاخيرة ولعله سيكتفي بالايعاز لجنوده بتفتيشها وبمصادرة السلع المحظور وصولها الى الاراضي الفلسطينة وفق الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية . وكما استخلص الاسرائيليون العبر من المواجهة الاخيرة مع اسطول الحرية وسيتصرفون في مواجهات قادمة على نحو لايغضب المجتمع الدولى او يزيد من عزلتهم فعلى النشطاء ايضا ان يستخلصوا العبر وتجاوز الثغرات والاخطاء كتلك التى حصلت عندما اندلعت المواجهة بين الجنود الاسرائليين وبين النشطاء حيث شاهد الملايين اصحاب اللحى من اعضاء جماعة الاخوان الملسمين وهم يرددون صيحتهم الممجوجة " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود ´ حتى لايتكرر هذا المشهد المنفر او تنطلق صيحاتهم المذهبية على هؤلاء النشطاء قبل ان يجهزوا اساطيلهم عليهم ان يدققوا جيدا في خلفيات وتوجهات اي متطوع يرغب في المشاركة في تظاهراتهم لاستبعاد العناصر الاخوانية فهؤلاء في رجعيتهم وكراهيتهم للاخر لا يختلفون عن تزمت و همجية المتعصبين اليهود تجاه الاخر. الم يكن احد الحجج التي استند اليها الناطق العسكري الاسرائلي لتبرير اطلاق النار على المتضامنين ان بعضهم كان يردد شعارات مذهبية مناوئة لليهود ؟ما ينبغي ان يدركه المتضامنون ان سفن الحرية ليس هو المكان الملائم حتى يندس فيها الاخوان المسلمين ولا هي المكان المناسب لاطلاق صيحاتهم ضد احفاد القردة والخنازير وجودهم فوقها لن يصب في خدمة الهدف الانساني الذي ينضل من اجل تحقيقه المجتمع الدولي لان مكانهم الطبيعىهو في كهوف تورا بورا في افغانستان حيث يختبئ اخوتهم في العقيدة والجهاد ضد الكفار الصليبيين مثل الشيخين ابن لادن والظواهري وفي الصومال حيث يمارس تنظيمهم الاخواني " شباب المجاهدين " ابشع اشكال القمع والتنكيل ضد كل من يخالف تعاليم الشريعة مثل قطع ارجل وايدي اللصوص والنشالين ورجم الزانيات وجلد المتبرجات وقطع رؤؤس الشيوعيين واليساريين وغيرهم من المعارضين لبرامجهم الاسلامية . في وقت من الاوقات كانت افضل وسيلة للعصابات الصهيونية لكسب الرأي العام الغربي والحصول على الدعم المادي والسياسي والعسكري من العالم الغربي هو تذكيرهم بانهم اقلية محاصرة باغلبية عربية كارهة لهم وتتحين الفرص لالقائهم في البحر ومع استفحال ظاهره الاسلام فوبيا في العالم الغربي لا اظن ان الاسرئيليين سيترددون في الترويج لمزاعم ان التنظيم الدولي لجماعة الاجوان المسلمين هو الجهة الممولة والمنظمة لرحلات بواخر كسر الحصار عن غزة و ما اسهل عندئذ ان ينقلب الرااي العام الكاره للتطرف الاسلامي من موقف متعاطف مع هذا النمط من التظاهرا ت الى موقف نقيض وداعم لتوجية ضربات اسرائلية لها . كان الاولى قبل ان يندس رموز واعضاء الاخوان المسلمين التظاهرة الدولية لسفن الحرية وقبل ان يذرفوا دموع التماسيح على الشعب الفلسطينى المحاصر في غزة كان الاولى بهم عدم الزج بانفسهم في هذة التظاهرة الانسانية والاختفاء عن الانظار لان الحصار الذي يعانى منه الغزاويون ليس حصارا اسرائيليا فحسب بل هو حصار مزدوج ويشارك فيه وبنفس المستوى من القسوة حركة حماس وفي ظل هذا الحصار يتناوب الطرفان على تجويع الفلسطينيين ومصادرة حرياتهم الشخصية : الاسرائليون يمارسون حصارهم بتقييد وصول الامدادات الغذائية والطبية زغيرها من مستلزمات المعيشة الاساسية وتمارس حماس حصارها بمصادرة الحريات الشخصية مثل تحجيب وتبرقع النساء ومنع الاختلاط بين الذكور والاناث وتقييد حركة المراة ومثل قطع رؤؤس الجواسيس وقطع ايدي اللصوص ومنع اقامة حفلات الاعراس واجبار الناس على اقامة الصلوات الخمس جماعة في المساجد وتسهيل مهمة الزعران في حرق الكنائس والمكتبات العامة مثل حرق مكتبة المركز الثقافي البريطاني التيى كانت تحوي على اكثر من 100 الف كتاب في العلوم والاقتصاد والاداب والسياسة وغير ذلك من السولوكيات الطالبانية ومثل الزج بالسجون باصحاب الراي المعارض واستباحة دماء السلفيين وهدم المساجد على رؤؤسهم وهدم بيوت المواطنين بالزعم انها بيوت مخالفة وبافقار المواطنين بفرض كافة اشكال الضرائب المباشرة وغير المباشرة عليهم دون مراعاة لظروفهم المعيشية المتردية . رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة سيظل هدفا يناضل من اجل تحقيقه ا الغزاويون وكافة المناضلون الامميون وهو هدف ليس بعيد المنال وسوف يتاكل وينتهي اجلا ام عاجلا . ان توق الغزاويين لانجاز هذا الهدف لايقل عن توقهم وتحفزهم للتخلص من العصابة الطالبانية الجاثمة على صدورهم منذ انقلابها الاسود في عام 2006 . فهل يقف المجتمع الدولى الى جانبهم للتحرر من سطوة حماس وقمعها مثلما هويقف الى جانبهم وهم يخوضون نضالهم ضد الحصار الاسرائيلى ؟ وهل يدرك المجتمع الدولى ان الغزاويين لن يتنفسوا الصعداء ولن يستعيدوا حريتهم ويستردوا نهجهم الحداثي الا بزوال الحصار الحمساوي الاسرائيلي المزدوج.
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراع الديكة في تنظيم الاخوان المسلمين الاردني
-
كبسولة ابوال البعير تتحدى كبسولة فنتر البكتيرية
-
الاخوان المسلمون يوفرون ازواجا لعوانس الاردن
-
دكتاتورية تتبنى الاشتراكية والعلمانية وديمقراطيون يرعون الغي
...
-
في مباراة الانتخابات العراقية الفريق الايراني يفوز على الفري
...
-
60 ضابطا اردنيا يعزفون على وتر الاقليمية البغيضة
-
بتفويض من حزب الشيطان حزب الله يتأهب لتحربر القدس
-
فضيحة بجلاجل :نصف ائمة مساجد الاردن اميون
-
تبويس اللحى لا يقود لمصالحة فلسطينية
-
انطلاقا من الحدود الاردنية
-
تفشي - الطالبانية - في فلسطين
-
اوباما يضغط على اسرائيل
-
الاردن يسجل رقما قياسيا في عدد المساجد
-
مسكنات لمعالجة العجز في الموازنة الاردنية !!
-
همام سعيد يعلن الجهاد - الحرب - ضد المصالح اليهودية في الدول
...
-
- اخوان - الاردن يطلقون حملة لاسقاط وزير التربية العلماني
-
مبروك لايران !
-
نتتنياهو يستنزف طاقات الشعب الفلسطيني في مواجهات دينية
-
الكتابة الموضوعية والكتابة بقصد التجريح الشخصي
-
هل يختفي العراق عن الخارطة السياسية ؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|