|
موت ياحمار.. حتى تنجز كهرباء كريم وخطط صابر الاستراتيجية
فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 14:11
المحور:
كتابات ساخرة
ابتلينا منذ سقوط النظام عام 2003 وحتى اليوم بخطاب جديد يمارسه الكل .. العالم والجاهل المسؤول والمخذول الغني والفقير ، فالكل يتحدثون وعبر هذا الكم الهائل من الفضائيات والإذاعات والصحف ومواقع الانترنت عن الخطط الإستراتيجية والحكومة الالكترونية والتجربة الديمقراطية والصحافة التعددية ولكن كل ذلك وكما يقول المثل ( بالمشمش ) . ولعل أكثر الناس حديثا عن هذه الخطط ومنذ عدة سنوات هو صابر العيساوي أمين العاصمة وهو صابر دائما وهادئ وبعيد عن الانفعالات ، ويتنافس معه بالتصريحات والتنظيرات في رسم صورة مشرقة ومزدهرة للعراق الجديد هو كريم وحيد وزير الكهرباء ، ولكن للأسف انه ( كريم بس بالاسم ) ولان هذه الكلمات تذكرنا بأغنية عراقية اسمها ( عزيز بس بالاسم ) نحن نتعهد له عندما يصبح كريما بتوزيع الكهرباء سوف نغني له هذه الأغنية على مدى الدهر ونقول له أنت فعلا كريما وعزيزا ولكن لست وحيدا لان العراقيين جميعهم معك ، ولكن نقول سلفا موت يا حمار لمن تجيك كهرباء كريم وينجزلك صابر خططه الإستراتيجية . فالأول حول بغداد بعصا العيساوي السحرية إلى واحة مثل دبي ومونت كارلو وباريس ينطلق فيها قطار المترو على مدى 24 ساعة وتتزاحم أسراب البلابل والعصافير على حدائق العاصمة الغناء الممتدة من حي التنك إلى مدينة الصدر إلى إطراف أم المعالف ، وتبتلع المعامل الالكترونية ملايين الأطنان من النفايات في الحبيبية والعبيدي وحي طارق فتحولها إلى منتوجات تصدر ليس للهند وباكستان فقط وإنما إلى اليابان وإمارة طيطان وجميعها من الصناعات التكنولوجية الحديثة . وقد تمكن من خلال تطبيق بعض فقرات الخطط الإستراتيجية من تحطيم الحدود الجغرافية وجعل الكلاب السلوكية تسرح وتمرح ليس في مدينة الصدر والحبيبية وحي الكمالية وإنما في الجادرية والمنصور واليرموك وزيونة والسعدون وأصبحت ونتيجة التغيير الديمقراطي وزوال النظام الدكتاتوري إن تدخل فندق الشيراتون وتتسلق سلالمه وتدخل في أورقته بعد إن حرمت منه أيام النظام السابق ، وكذلك فقد دخلت هذه الكلاب إلى المنطقة الخضراء لتتعرف على الكلاب الأمريكية والنوم معها وممارسة الحب سوية تحت ظلال أشجارها والتنقل بين حدائقها ، لقد تكاثرت هذه الكلاب بشكل كبير مسجلة رقما قياسيا بإعدادها في ظل العصر العيساوي ومحطمة سقف الاعتداءات على البشر حتى دخل العراقيين موسوعة غينس في عدد المصابين بداء الكلب وداء المسعورين من الفاسدين والمفسدين . وفي الخطط الإستراتيجية التي أنجزها العيساوي المجاري الأفلاطونية التي تستطيع إن تبتلع بحيرات المياه الآسنة التي تغطي سطح بغداد وأزقتها ، وقد صممت هذه المجاري وفق تصاميم مجاري أمريكا وألمانيا وفرنسا التي رأينا شبيهتها في مسلسل ( فنسنت ) الذي عرضه تلفزيون بغداد سابقا ، ولا بأس إن تكون مأوى للفقراء والمشردين الذين لا يملكون سكننا ينامون فيه ، ومن المنجزات الأخرى شبكات المياه الصافية للشرب التي تعوضنا عن المياه المعدنية المعبأة بالأوزون وتمتاز برائحتها الهادئة وطعمها المثير ولونها الأخضر العجاجي . وصار البغداديون اليوم يجلسون شامخين إمام بيوتهم في الغدير والبلديات وبغداد الجديدة والصدر يستنشقون بهدوء الهواء المشبع بروث الجاموس المنطلق من مملكة الفضيلية لإنتاج أقذر أنواع القيمر في التاريخ ، ومع هذه العطور الحيوانية لشم نسيم هواء المجاري برائحته ( الخرائية ) ، والحق يقال إن الأمانة مشكورة استطاعت إن تستكمل المشهد الجمالي بنشر النفايات على أوسع نطاق وبعلو جميل وشاهق ارتفع كجبال الهملايا حيث أرادوا بذلك على البغداديين إن لا يشدوا الرحيل إلى كردستان فالجبال هنا في بغداد مشابهة ولكن من ( الزبل ) الكثيف المعطر ، إما الشوارع فلا نعرف لها حدودا أو أرصفة لان سياسة ( النبش) ) مستمرة تنشيطا للعقود الشيطانية . وفي ظل هذا الخراب أصبحت أمانة بغداد أكاديمية متخصصة بتخريج المختلسين وفي مقدمتهم مدراء الوحدات البلدية الذين كانوا يستجدون ( قطف الجكارة ) وأصبحوا الآن ينامون على تلال من الدولارات هي ثمن المشاريع الوهمية والشبحية التي تم انجازها على الورق فقط . ومن خريجات هذه الأكاديمية البطلة الحلوة الدلوعة زينة التي اختلست المليارات وتم طمطمة القضية ، وبين هذا وذاك مازال الأمين يطبق سياسة الحنان على المختلسين أو المتجاوزين على أملاك الدولة ولا يتجرا إن يقول لعضو برلماني( سطى) على مساحة كبيرة من ارض الحكومة وشيد عليها قصرا منيفا في منطقة الكريعات لأنه تابع ( لفلان أو علان ) ، أو حاسب آخر اغتصب دار تراثية كبيرة ولم يصدر بحقه شكوى أو إنذارا بتخلية الدار لان تطبيق بند المنسوبية والمحسوبية واجب ومطلوب للمصالح الذاتية . إذن إن الأمانة ساهمت بتشجيع سياسة التجاوز على القانون بسبب إرهاب رموز حكومية وبرلمانية وحزبية وحتى السكوت عن ( الحوسمجية ) الصغار اندرج في إطار اللعبة الانتخابية الماضية وإرضاء أصحاب الشأن الذين يستخدمون الفقراء وقودا لحروبهم اليومية ولعل لسان حال الفاسدين يقول ليذهب الجميع إلى الجحيم ما دمنا نقدر على إن نخرج من هذا المولد ليس بالحمص بل العشرات من المليارات والدولارات وكل ذلك من اجل بغداد أجمل وأنظف ، ومن لم يصدق ليطلع على حجم الميزانية التي أنفقت على هذه المدينة ومازالت خربة وبدون خدمات ولا شوارع ولا أرصفة ولا شبكة مجاري معتبرة أو ماء صالح للشرب ولا منهول واحد يجلس في مكانه الصحيح من شرق المدينة إلى غربها وان وجدتموه سجلوه وابعثوا صورته إلى مجموعة غينس للأرقام الخيالية ، وأصبحت بغداد اليوم مدينة المتجاوزين على أملاك الدولة وأصبحت قطع الأراضي المتروكة أو الملاصقة للبيوت تباع بالملايين وانشات على هذه الأراضي قطاعات كاملة وكأننا في كوكب آخر لم يعرف القوانين ، والعجيب في الأمر لو إن ربع هذه المبالغ التي دفعت لأمانة بغداد لأي بلد في العالم يتمتع 1% من النزاهة لاستطاعوا إن يبنوا مدنا تشابه مدن الأحلام والأساطير . والآن كارثة الكهرباء ووزيرها كريم وحيد والذي مازال يلعب معنا لعبة القط والفار ( توم وجيري ) ، ففي الشتاء يقول ابشروا أيها العراقيون إن الصيف القادم سيكون باردا لان التيار الكهربائي سيكون مستمرا بدون انقطاعات لأننا أنجزنا وأصلحنا الكثير من مواقع إنتاج الطاقة وعندما يأتي الصيف يقول ابشروا في الشتاء القادم ستتمتعون بالتدفئة والماء الساخن وان الكيزرات ستعمل ليلا ونهارا ، وفي حقيقة الأمر لم نرى الكهرباء الوطنية التي لم تعد وطنية وحالنا يقول مثل أغنية فيروز ( حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا .. نطرتك بالصيف نطرتك بالشتا ) . والحقيقة الكارثية ليس في انقطاع الكهرباء بل لحجم الأموال التي دفعت وصرفت ورصدت لهذا القطاع ، حيث كانوا في عام 2003 يتحدثون عن 5 مليارات $ وخمس سنوات لإصلاح الكهرباء ، ولكن اليوم وبعد 7 سنوات يتحدثون عن 27 مليار $ وأكثر ويطالبون بخمس سنوات إضافية ومليارات خرافية . في الوقت الذي نرى إن الأردن تبرم عقود بأربعة مليارات لتوليد الطاقة الكهربائية تزيد على حاجة العراق وبربع المبلغ الذي ضيعناه ، وكذلك أبرمت دولة الإمارات العربية أربع مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية تزيد على حاجة العراق لمرتين أو ثلاثة ولا ندري أين تذهب المليارات فهل هناك ( طنطل ) في خزينة الكهرباء يسرق الأموال أو ( سعلوة ) تخترق هذه الوزارة دون علم الوزير . أيها الإخوة والأخوات كم هي حاجتنا الفعلية إلى الكهرباء بل إن السؤال الذي يحمل أكثر أهمية هو متى نغلق هذا الملف الذي استنزف أموالنا ووقتنا وراحتنا وتصبح لدينا طاقة كهربائية مثل باقي البشر ونخلص من سموم مئات الآلاف من المولدات الصغيرة والكبيرة وما تهدره من وقود وما تسببه من تلوث للبيئة وضجيج ينزعج منه حتى الموتى ، فهل تستطيعون إن تقنعونا بان أمريكا التي احتلت العالم عاجزة إن تعيد الكهرباء والمجاري إلى العراق . وأخيرا ياسيد كريم شحيح الكهرباء ويا سيد صابر هذا الزمان الجميل نقول لكم خذوا تنظيراتكم الخيالية و خططكم الإستراتيجية وأعطونا جزا بسيطا من حقوقنا من ماء نظيف وشارع نحيف ومجاري خفيفة وبيئة شبه لطيفة وكهرباء منتظمة تهدئ من روع الإنسان وتخفف عليه وطأة الصراعات السياسية ونتائجها من المتغيرات والمفخخات الإرهابية .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منصب رئيس الوزراء .. وورقة التوت
-
عزيز الرسام يكشف المستور
-
فساد مكاتب اعلام الوزارات
-
هموم الصحفيين في فروع مصرف الرافدين
-
عراق بلا قيادة
-
مكرمات حكومة المعاصصة الوطنية
-
شقاق ونفاق سمة ساسة العراق
-
منظمات للدفاع عن حقوق العراقيين
-
القزافي ومؤتمر سرت للقمامة العربية
-
نقابة الصحفيين العراقيين وميثاق الشرف المهني
-
انتشار انفلونزا الخنازير في وزارة الثقافة
-
بين الزعيم وصدام والفاسدين ضاعت مدينة الثورة
-
الفضائيات اخطر سلاح في الازمات
-
عرس واوية العراق
-
الاعلام المستقل والسقوط في الفخ ..!
-
دور الحكومة في فساد شركات الموبايل
-
انتخابات شياطين العراق
-
رحلة ذكريات ممتعة وحزينة مع حجي راضي وعبوسي
-
ثورة الصحفيين اتية لدق معاقل الدجل
-
لواحيك .. لواحيك
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|