أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام














المزيد.....

عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 07:39
المحور: كتابات ساخرة
    


رحم الله كاتب سيناريو الفيلم المصري المشهور"قاضي الغرام" والذي شاهدته امي اكثر من 50 مرة وظلت تحكي قصته لكل الجيران وفي كل مرة كانت تقص عليهم احداث الفيلم بشكل مختلف، فاذا كانت رائقة المزاح ذات يوم تقول لجارتها " وشنو يعني خلي الرجال يتزوج اكثر من وحدة قابل الدنيا راح تنكلب " اما اذا عكر مزاجها قلة مصروف البيت وهي عادة مستديمة فكانت تقول" والله ثم والله ،اذا تزوج علي اراوي نجوم الظهر وياويله اذا راد يلعب بذيله".
ولو كان كاتب سيناريو حيا الان لشكوته وقع المأزق الذي اوقعني اياه الحوار المتمدن قبل ساعات، فقد اعتقدت احدى الشابات السعوديات – والله اعلم – اني حلال المشاكل المستعصية ولكنها لاتدري اني ما اعرف"احل" رجل دجاجة.
المهم قالت لي معرفة بنفسها بانها من المواظبين على قراءة مواضيعي وتثق بصدقي(...) وتدعوني الى فتح الماسنجر الان وحالا وبدون تأخير لانها تريد ان تطرح موضوعا يتعلق بالحياة او الموت وتريد مشورتي فيه. لم افرح لهذا المنصب فكوني مستشارا يعني ساكون برغي في ماكينة السلطة، هذا يحدث في دول كثيرة اما في دول الخليج فالمستشار في الحكومة معناه مستقيل مع وقف التنفيذ.
تعوذت بالله من هذه الدعوة ولكني تخيلت نفسي جالسا على كرسي القضاة وعلى رأسي باروكة بيضاء كتلك التي يلبسها اجدادنا البريطانيون ايام زمان وامسك المطرقة الخشبية مخافة ان يحدث بعض الشغب في القاعة.
كتبت- واسمها عبير كما قلت - في مربع الماسنجر الملون مايلي: عليك اولا ان تصدقني اذ لاداعي لان اكذب عليك انا شابة عمري 24 سنة بالتمام والكمال ، سعودية واسمي عبير.. ابي من اشهر القضاة في السعودية ويعرف عنه الجميع – الا انا وامي – الاستقامة والشرف وحب الاخرين.. ابي هذا ترك امي بدون طلاق مخافة الفضيحة امام الناس ومراجعي دائرة القضاء السعودي وتزوج بالتدريج 3 نساء يعشن الان بمعيته، ولهذا لم نكن نراه الا لماما ولاني لم اشعر به يوما ما فقد اتجهت الى الدراسة واخترت الادب الانكليزي وحصلت على شهادة التخرج والتعيين في احدى المدارس الحكومية ولكني تركتها بعد شهرين لاساعد امي في غسل الصحون نهارا وتصفح مكتبتي ليلا. عذرا ايها (الكاتب) - القوسان من عندي – لا اريد ان اثقل عليك ولكني وجدتك خير معين لي على سماع قصتي. بدأت المشكلة الحقيقية والتي بدأت افكر فيها جديا بالانتحار في تصرفات ابي الغريبة والقاسية مع امي فقد عهدناه هادئا رزينا كما هو في دار القضاء، صامت الا حين يجيب على اسئلتنا ولكن زياراته الاخيرة كشفت لنا عن معدنه الاخر، وكانت الطامة الكبرى في يوم زارنا فيه ليقول لامي :انت طالق وقد جهزت الاوراق كاملة وما عليك الا ان توقعي" صعقت انا قبل امي فليس هناك من سبب يدعوه الى ذلك خصوصا وان امي كانت راضية بقدرها ولا تعارضه في اي شيء.
وتنكشف خيوط اللعبة تدريجيا .. اراد ابي ان يتزوج مرة اخرى ولان الشرع والقانون السعودي الاسلامي البحت لا يسمح له الا باربعة حريم فقد تفتق ذهنه عن فكرة التخلص من امي وتطليقها ليكون عنده ثلاثة "حرمات" والجديدة تحتل المركز الرابع وبهذا يرضي الشرع والدستور والقانون الاسلامي العالمي.
وهذا ليس موضوع المشكلة.. عرفت بعد ايام من امر الطلاق قصة المرأة التي تزوجها ابي ، فقد جاءت اليه شاكية من ظلم زوجها وضربه لها مرتين في اليوم، صباحا ومساء حتى ضاق صدر ولداي ، وهما شابان ، بتصرفاته فاقدما على الانتحار، وعرفت انها توسلت اليه ان يوافق على الطلاق متنازلة عن كافة حقوقها.
ولان الحكم بالطلاق في مملكتنا شديد الصعوبة فالمحافظة على الترابط الاسري وعدم تفتيت" لحمة" العائلة هو من صميم شرعتنا هنا،ويبدو ان ابي طلب منها التريث وحدد لها موعدا مقبلا ولكن المرأة لم ترض بذلك وهددت بالانتحار عند باب القضاء اذا لم يوافق الان على طلبها، ووافق ابي على الحكم بطلاقها وطلب منها ان تحضر الى مكتبه بعد انتهاء الجلسة.
حانت لي فرصة لازور زوجة ابي الجديدة، كانت في الخمسين من عمرها في وجهها مسحة جمال هده التعب وارهاق السنين ولم تكن تلك الزوجة الا المطلقة اياها التي استحلاها ابي في قاعة المحكمة وخاف ان يستولي عليها غيره وهو القاضي المشهور بين ناس مدينته بالشرف والاستقامة ومساعدة الاخرين. والان اريد مشورتك فيما انوي القيام به.
لعنت الماسنجر واصحابه فقد احترقت اللحمة التي اعددتها وغمستها بالتوابل الهندية والنعناع الاخضر والدارسين .
كتبت لها: ابوك هذا سيطلق هذه المرأة بعد حين.. حين تاتيه امراة اخرى طالبة الطلاق من زوجها وما ان يرى فيها ما تشتهي نفسه حتى يوافق على طلبها ويطلب منها ان تأتي الى مكتبه بعد الجلسة.
ابوك هذا يجب ان يدخر حيامنه الى يوم يبعثون فهناك الحوريات من كل حدب وصوب ولاداعي للانكباب على ملذات الدنيا فالاخرة اولى واخلد. قولي لابيك انك استشرت قاضي الغرام وقال لك يجب ان تستقيل من عملك وتتفرغ الى تنفيذ طلبات النسوان الاربعة لانك اذا لم تعدل فربك لك بالمرصاد يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
كلمة اخيرة ارجوك الا تفكري بالانتحار انت الاخرى فالحياة ليست الزواج والطلاق والتفخيخ من اجل ملكات الجمال هناك وانما هي اقدس من ذلك وستعرفين حقيقة هذا القول بعد حين فما زلت في اول الطريق وعسى ان يكون اسمك عبير كما ذكرت.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح الآذان في حوار الطرشان
- جوامع 5 نجوم
- تعازينا الى الكفار في سينما اطلس البصرية
- فتوى من اجل هدر دم نانسي عجرم
- والله انا اغبى رجل في الاقتصاد
- سياسة جديدة للحرس القومي في السعودية
- طبخة مام جلال طلعت بدون ملح
- الطباخات لسن معزومات في وليمة مام جلال
- أمنا المرأة.. ابونا الشرطي
- انقذوني سأنقلب الى امرأة
- الجنة ليست تحت اقدام العاقرات
- طاش ماطاش
- ربهم لايحب كرة القدم
- الاخ يشتغل في بورصة الرب
- امريكا ليست امبريالية ياسادة
- الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
- رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عبيرة الخبيرة وقاضي الغرام