أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى المغربي - فتاة المطر














المزيد.....

فتاة المطر


المصطفى المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 15:47
المحور: الادب والفن
    




1
سقط المطر اليوم على مدينتي،،،
مطر ساخن
بسخونة شقائق النعمان
تطاير الغبار
و شممت رائحة أرض مغتربة
و رايت غمامة تهديني نهدا
و أقحوانا
رأيت مساء يزحف باتجاه
الأجساد المتعبة
رأيت ،،و رأيت،،
و لم أكن أعلم
أن فتاة سيئة جدا
ستزورني الليلة
اجلدي العجوز بلا رحمة
بح صوته
لم يعد صالحا للغناء
2
يمامة حطت الليلةعلى نبتة الصبار
فهل تدري أنها زهرة الصبار
تنمو في الصيف
و هي جاءت في الربيع تهديني أنوار
شعرت بالهدوء،،بالسلام
شعرت قلب الأب يستكين أخيرا
بعد الحيرة بعد الانشطار
نامي ابنتي فلك في صحرائي
موطن و أشعار

3
لكم تحلو المساءات
حين ترتبها العذارى
على قناديل من الانبهار
لكم تحلو المساءات
حين تذكرني بالذي كان
وتعيد زراعتي شقائق نعمان
هيهات،هيهات،،
الذي كان توارى
و الآتي لانعرف له عنوان
ارحميني يا فتاة المطر
قد بلغ مني الحزن مرمى
فالشوق محرقة
و الأوطان أكفان
لكم يعذبني أن يكون الكلام
عابرا للقارات
و القلوب حقول سنابل
و موطن غيمات
ولا نجد مكانا للإحتفال بالربيع
لكم يقتلني أن تزهر القصائد
ولا تجد خمرا على الموائد
لإشعال فتنة الروح
يا فتاتي المشتعلة كنيسان
ارحمي عجوزا
غدر به الزمان،،،،
4
ها مساء آخر ممطرو ساخن
ها روحي تتهيئ للاغتسال
من خطاياك
أيتها المالحة كالمطر
ها شبان القبيلة يسخرون من الشيوخ
ها عذاراها تقهقه في الشوارع
و تعبث بالجسد المشروخ
طال مقامي أكثر من اللازم
كل الأماكن ظلام
كل العواطف مسوخ
لم يبق لي غير الذكرى
غير ماض أعيد صياغته
ليدفن أحلامي
يحيلها آثار صروح
برب عشتار يا فتاة المطر
أهناك فرح في الديار؟
أهناك ورد يتفتح؟
أهناك تزهر الأشجار؟
ارحميني يا شقية
يا فتاة القهر
يا غياب الأمصار
يا غدي ،،
يا حبي الذي ضاع
بين المماليك
و الرعاع،،،
معك لا تنتهي القصيدة أبدا
فأنت الظلام و الشعاع
أنت شيء ما
أتلفوه،،أضاعوه
حين داهمهم الضياع
5
يمامة حطت الليلةعلى نبتة الصبار
فهل تدري أنها زهرة الصبار
تنمو في الصيف
و هي جاءت في الربيع تهديني أنوار
شعرت بالهدوء،،بالسلام
شعرت قلب الأب يستكين أخيرا
بعد الحيرة بعد الانشطار
نامي ابنتي فلك في صحرائي
موطن و أشعار

6

تعالي أيتها الأقلام المتصلبة
لتنصتي لصدى ضربات سوطها،
ألم يصلكم أنيني
أيتها العقول المتورمة
ها أميرتكم التي لم يبايعها أحد
تحمي الديار باقتدار
و تهدم ما بقي لكم
من صروح الرمل
اجلديني يا مرشدتي في الصحراء
اقتلي نخوتي
فهي لم تفدني في شيء
سوى بعثرة أجزائي في كل القارات
أعيدي تركيب أجزائي
و احذفي ما طاب لك منها
فأنت أدرى بحقيقة الخلق
و حقيقة الانبعاث
يا عشتار ما أقساك
و ما أبهى بلاياك
لحكايتك ستون ألف سور
من الصمت و الخيانات
فابدئي بسوري فهو الأقصر
لا ترحميني
فقد تعبت من جماع أحلام
ما عادت عذارى
و احترفت القتل بلا معركة حقيقية
ليتوقف الرجال عن الجماع
فهم لا يلدون سوى أشباههم
و لينتظروا عذراء أخرى
تجامع الريح و المطر
وتلذ نبيا جديدا بالمؤنث،،،
و ليشحذوا شفاههم للتقبيل
و تذوق ملوحة المطر
و تناول الوطن المغموس
في دموع النساء
سأحرق كل أوراقي الليلة
و أسخر من كل الآلهة الصماء
و من وجودي على هامش القدر
و سأكون سيئا جدا،،جدا،،
كي أزرع أسرارك في جسدي
أشجارا و أشعارا و مطر
ليصادروا كل الأشياء
لن يصادروا روحي المنكسرة
هي لك أهديها يا فتاة المطر
خبئيها لهبا للخطيئة القادمة
بعد الستين بلاء

7

و أنا يا فتاة المطر
من يجمع أشلائي
من يسكن أوجاعي
لا تخدعك قساوة حروفي
فأنا ضعيف جدا
تنزل دموعي فقط لأجل تعبير مرهف
من طفل من أطفالي
فكيف إذا أحطتني بكل هذا التوتر الحاد
الذي يفتت كل خلاياي
فتسري في جسدي حرارة غريبة
وتفضحني عيناي
أحقا هو زهو الأب؟؟
أم شيء ما زلزل القلب؟؟
لن أستطيع الهرب
فانا متورط حتى آخر آه
8
مهلا يا فتاة المطر
فالهزيمة تلبسني كالحب
و الحب يلبسني كالهزيمة
فأيهما يعطيني شكل الرجل
أيهما يبح للآلهة أن تسرق الأمل
و تعلقه في السماء مشانق
و تطرحه في الأرض وحل
أيهما يسكن بيتي و يضيئه
عيناك أم كبرياء الرجل
و حدك امتلكت قتلي و إحيائي
كجحيم من القبل،،،،،،،،،،،،
حين يموت كل شيء
ويلمع قبس من حياة
بين الشفاه و الأنفاس و المقل

9
أتذكرك دائما،،،،
حين أتذكرك
أجد الأشياء الضائعة مني
الأشياء نفسها التي تحبين،،،
حقولا شاسعة من الفرح
أغاني الحصادين
فواكه الصيف
أفراح البلدة
طلوع القمر
سقوط المطر
و أغاني العشاق في البساتين
وطن مكتمل البهاء أنت
و أغنية الأزمنة القادمة
و عبق الحنين
عندما تحضرين
يكتمل شكل الحلم
و تنهار أمام عيني
كل الأسوار
لأرى العالم في العينين الصحراويتين
فسيحا جدا ،،،
و كله اخضرار،،
بذرة الحياة الأخرى أنت
بذرة مرمية في الصحراء
سقطت من قافلة تائهة
نسوك هناك
صنعت بالأظافر واحتك
و عندما
أردت النخل دائما أخضرا
و النهر يتجدد دائما
أغاروا عليك
و أنت عزلاء
سوى من قلب عليل
يكابد أكثر
كي يحبهم أكثر
10
أحبك كقشعريرة المطر
حين يعطي البلل لجسدي شكله
و أشتاق مرغما لأضمك
أيتها الدافئة كصيف ممطر
كوطن بابتسمات العذارى
يتدثر و يتعطر



#المصطفى_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتسقط السماء من ذاكرة الأشجار
- إلى سمحة-ابنتي التي لم ألدها-
- ريش
- خوف الفئران
- مشانق و مناجل
- قرارات حاسمة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى المغربي - فتاة المطر