أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - ارادة الحياة اكبر من الموت














المزيد.....

ارادة الحياة اكبر من الموت


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 14:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سيارة مفخخة بكل شيء بالقنابل والبراغي والحقد والكراهية تستهدف مقهى شعبياً في الخالص المدينة التي مازالت تقدم الشهداء منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي, هذه السيارة حولت المقهى إلى ركام والرواد إلى أشلاء مضرجة بالدم وتطايرت شظايا لتصيب الآمنين في بيوتهم, وتحيل المكان الى خراب وهذه هي السيارة الثانية في شهرين تستهدف هذه المدينة المسالمة, يبدو الخبر عادياً حين نقول ثمة سيارة مفخخة انفجرت وأودت بحياة مجموعة من العراقيين, ولكن ما هو ليس بالعادي هو أن نلوم الضحية لجلوسه في المقهى أو ذهابه للتبضع أو تركه نافذة الغرفة مفتوحة لكي تعبر منها شظايا الإرهاب,نعم نترك القاتل يذهب ليستعد لجريمة أخرى ونظل نقرع ونلوم الضحية على فعلته ونستخدم كلمة التمني (لو) لو بقي في البيت لما قتل, لو جلب الصمون من ذلك الفرن لما مات وننسى أن نقول (لو) إن هذا الإرهابي فكر مليا واقتاد سيارته المحملة بالموت إلى الأجهزة الأمنية وسلمها لما حصل التفجير, وننسى إن الذي فخخ السيارة لو فكر قليلا لرفض هذا العمل الجبان والمهنة الدنيئة, وننسى إن المدارس الفكرية التي تدعم الارهاب وتغذيه (لو) فكرت مليا بما تلقنه لهؤلاء وما تغسل به أدمغتهم من تشوهات للمفاهيم الإسلامية والتي تجعلهم يكفرون هذه الملة ويستبيحون دماء الأخرى ويحرمون هذا ويحللون ذاك حسب ما تقتضيه مصالحهم الآنية ونزواتهم الشريرة, نقول لو فكر هؤلاء القائمون على تغذية الإرهاب بإعادة النظر بما يقوله لتغيرت صورة العالم, لكننا نظل نلوم الضحية لأنها ضحية!! ويظل الجلاد والمجرم طليقاً لا احد يذكره لا من قريب ولا من بعيد والغريب في الأمر حتى شهادات الوفاة لضحايا الإرهاب لاتذكر سبب الوفاة الحقيقي وإنما تلقي اللوم على الشرايين الممزقة والكدمات القوية والنزيف الداخلي ولا تذكر حتى عدد الشظايا التي اخترقت الجسد والغريب إن هذه الأسباب ذاتها تكتب لمن يفجر نفسه بحزام ناسف وقد يحسب (شهيداً) وينجز ذووه معاملتهم التقاعدية قبل الضحية فلا فرق هنا بين حامل الموت ومتلقيه!!. هذه التعليلات نسمعها دائما بعد كل عمل إرهابي يستهدفنا جميعا والصدفة وحدها تنجي بعضنا أو تؤجل موتهم بضعة أيام ليس إلا. والإرهاب يسعى دائما لأن تكون شوارعنا خالية من الناس وأسواقنا مغلقة ومطاعمنا لا رواد فيها, هذا ما يهدف له الارهاب يتلخص في إنهاء الحياة في هذا البلد ونحن نساعدهم في ذلك حين نلقي اللوم على الضحايا لأنهم ذهبوا لعملهم أو جلسوا يناقشون شأن ما, نعم نحن نزيد من آلالام الجرحى حين نوبخهم عن خروجهم من البيت وكأننا نطالبهم بالبقاء بين جدران غرفهم بينما ذلك الارهابي يتبضع وهو مطمئن بأن لا يستهدفه أحد من الناس لأنه يدرك جيدا بأن شعب العراق شعب مسالم طيب القلب يعرف تعاليم دينه ويلتزم بها لهذا فالإرهابي في مأمن, تولدت لدينا وعبر سنوات الارهاب هذه أفكار ما كانت موجودة ولا نريدها أن تظل تتداول في أوساطنا الشعبية والثقافية ويجب معالجتها بكل الطرق ومنها أن نحاسب الضحية عن عمل طبيعي يؤديه ونترك المجرم بلا لوم عن عمل غير طبيعي وليس من الإنسانية في شيء, بل وصل الحد في الكثير من مناطق العراق أن تقوم الأجهزة الأمنية بقتل إرهابي يزرع عبوة أو يقود سيارة مفخخة ولا يمتثل للسيطرات أو المفارز, وقتله ومنع وقوع الجريمة فيه إصلاح للمجتمع ونجاة من موت أكيد ولكن في الجانب الآخر منه فيه هلاك للمفرزة التي أدت عملها الوطني والمهني بشرف وإخلاص لأنها ستكون مضطرة للجلوس عشائريا كي (تفصل) هذا الارهابي بملايين الدنانير وقد تعاقب هذه المفرزة بالطرد والسجن أحيانا, ونعود ونلوم عناصر هذه المفرزة عن عمل من صميم واجباتها, وهذا العمل حمى مقهى أو معملاً أو مدرسة كان يستهدفها هذا الارهابي الجبان ولكن نظل ندور في اللوم للضحية متناسين المجرم. وهذا هو الأخطر فقد يلتزم الناس بيوتهم ولكن هل يصح أن يمتنع الجندي والشرطي عن ملاحقة المجرمين واعتقالهم وان اضطر لقتلهم, هل يصح هذا والإرهاب يستهدفنا جميعا أينما كنا, علينا أن لا نظلم الضحية ولا نضيق على الشهداء قبورهم ولا نزيد من ألم الجرحى وان نقول كلمة الحق التي يجب أن تقال بأن الارهاب لا دين له ولا عقيدة بل هو عمل يرتكبه أشخاص بعيدون جدا عن الإنسانية والإسلام وعلينا أن نقضي عليهم ولا نمنحهم فرصة تحقيق غاياتهم الشريرة وأن نشرع أو نفعل القوانين التي تحصن رجل الأمن من أية ملاحقة إذا ما أضطر لقتل إرهابي يزرع عبوة موت لشعبنا.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام وصياغة المفاهيم الجديدة
- تحديات كبيرة امام البرلمان القادم
- أسئلة الشعب العراقي
- من يصادق على نتائج الانتخابات
- الحقوق والحريات بين الدستور والتوجيهات
- نقابة المعلمين ما لها وما عليها
- معاول التهديم
- الحرب على البعوض
- آفاق تطوير العمل النقابي
- إيجابيات المعارضة
- القاعدة والعرب
- أدوات الاستبداد
- هل تنهي الفتاوي الإرهاب ؟؟
- الهند وسر نجاح التجربة الديمقراطية
- مسؤولية الأسرة
- سقوط الباطل
- من يدعم الارهاب
- قمة سرت والعراق
- الهوية الثقافية هل في خطر؟
- الحكومة الائتلافية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - ارادة الحياة اكبر من الموت