جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 11:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف يستطيع الانسان ان يأمن بأن هناك حياة بعد الموت فقط من الايمان دون اية دلائل علمية هي في الحقيقة مسألة تثير الحيرة و الدهشة. لماذا نريد ان نرجع الى الحياة بعد الموت؟ ماهي الحكمة و العظمة في الحياة؟ لربما لان الحياة قصيرة عابرة زائلة و الموت هو تماما العكس. النفي يخلق المثبت و ينفيه. النفي هو احادية الثنائية اي مصدر نفسه و عكسه. اذا كان الموت هو النهاية هل يعتبر عدم الوجود كارثة لانه ينفي الوجود؟ هل الموت كارثة ام بركة؟ هل هو نفي جيد ام نفي سئ؟ ما معنى الخوف؟ هل نخاف فعلا من الموت المحقق او من فرضية الحياة بعد الموت؟
و لكن النفي هو الخلاص من ملل المثبت بعد خلقه. النفي هو الخلاص من عذاب المثبت و امراضه والمه و ضعفه. يقلق الانسان على المرضى و لكنه يتخلص بعد الموت من التوتر لانه ليس هناك شئ اشد وطأة من الموت. يرجع الموت كرامة الميت مهما كان سيئا في الحياة. حاول ان تتخيل موتك و كيف ستكون الحياة بعدك. لربما تفقد جميع الاشياء اهميتها او تقول: ليكون بعدي الطوفان. لماذا نوافق على وجود حياة قبلنا ولكن لا نستطيع ان نتقبل بانه سيكون هناك حياة بعدنا؟ ما هو الفرق بين القبل و البعد الزمني؟ هل انا في وسط الامام و الوراء على خط افقي ؟
احيانا تتحدى الحياة الموت و تصر على الوجود في اسوء الظروف. هناك كائنات تعيش في مياه بلغت درجة حرارتها الغليان. رغم تعرض الارض لكوارث كثيرة في تأريخها لكنها لم تستطع القضاء على الحياة. تتميز الحياة بالعناد و الاصرار حتى في البيئات العدائية والا لما نشأت الحياة في هذا الكون الرهيب. يستطيع العلم ان يستغل هذا الاصرار في ابحاثه. لايخلق الانسان الحياة و لكن الحياة تخلق الحياة. هذه الصفة المتميزة للمثبت في تحدي النفي كفيل بخلق الحياة مرارا وتكرارا في كل مكان في الكون عند توفر ادنى الشروط.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟