بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 23:06
المحور:
الادب والفن
في بداية التكوين كان الرجل على قدم المساواة مع المرأة .
ثمّ تشكلت الجمهوريّات النسائية في عديد من جغرافيات العالم قبل اكتشاف المقاطع والأحرف الكتابية ، وكانت خلالها الأنثى السيّد ألآمر والرجل التابع ، لأنّها امتلكت صناعة الأبناء وإنتاجهم . وعندما صنع الرجال الآلة الحجرية / المعدنية للزراعة والقتال والإنتاج انهارت جمهوريات النساء في العالم تباعاً ، وتشكلت جمهوريات الرجال . ولا يمكن إعادة المساواة بين الجمهوريتين الذكرية والأنثوية إلاّ عبر مساهمة الأنثى في صناعة السلعة / الآلة / المعلومة ،وجمع المال على قدم المساواة مع الرجل . تقول أحلام مستغانمي : ((نضال الرجل من أجل الفوز بقلب امرأة ، والحفاظ عليها مدى العمر ، هما أكبر قضايا الرجل وأجملها على الإطلاق ، وعليها يتنافس المتنافسون . أمّا الأنثى فهي كالشعوب العربية تتآمر على قضيتها ، وتخون بنات جنسها ، ولاء منها لوليّ قلبها ، الرجل لذا كانت كلّ مكاسب المرأة عبر التاريخ بفضل فرسان منفذين ، نبّهوها إلى خدعة الذكورة ، والحل هو النسيان الذي يقلب صفحة من العمر)) أي نسيان البارحة وتذكّر اللحظة التي تعطي وعياً تاريخيّاً وفعلاّ يوميّاً متقدّمين . أحلام مستغانمي والحبّ والشرف عندما هاجمت القبائل الجرمانية الإمبراطورية الرومانية وكادت روما تسقط بأيدي الغزاة كان شعار رجال الكهنوت ،حافظوا على بكارة الأنثى ، وفي النهاية انهارت بكارة الأنثى وبكارة الوطن " الإمبراطورية " 410 م في لحظة تاريخية واحدة . وإنّ حصار الشرف والحبّ في عضوٍ تناسليّ لكائن بشريّ ، وبعيد عن الإنتاج المادّي والفكريّ يعبّرعن عجز إنسان الشرف والحبّ عن مواكبة الهاي تكنولوجيا السلعية والمعلوماتية . تقول أحلام مستغانمي (( سنندم كثيراّ لأننا أخذنا الحبّ مأخذ الجدّ ، فلا أحد قال لنا : الحبّ في الواقع أجمل أوهامنا وأكثرها وجعاً ، لسبب بسيط هو أنّ قدر الحبّ ، الخيبة ، لأنّه يولد بأحلام شاهقة أكبر من أصحابها ، ذلك أنه يحتاج أن يتجاوزهم ليكون حبّاً . الكتّاب عبر التاريخ عملوا مرشدين عاطفيين للتائهين من العشّاق في الأزقة والشوارع الجانبية للحبّ . ليس لي هذا الإدعاء . أنا أحلام مستغانمي أملك إسعافات أولية لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق . أريدكنّ أن تضحكْنَ . لا شيء يستحقّ الأسى . في النهاية ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر ، لكن ما دمتَ لا تستطيع اقتلاعها ، ستظلّ تعثر عليها بين كلّ فصل من فصول حياتك )) .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟