أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين















المزيد.....


أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يفترض هذا السؤال وجود تناقض بين الحزبين كما هي حال الأحزاب الأيديولوجية لأن الحزبين هما من أبرز دعاة البراغماتية الذي قد تلخصه عبارة ( لا يصح إلا الصحيح).
بالتفسير المتفق عليه فإن الفكر البراغماتي يحكم على الأعمال من خلال النتائج, فإن كانت النتيجة جيدة يكون العمل صحيحا, وبالتالي فهو يفترض وجود إمكانات للخطأ مرافقة لإمكانات الصواب, وعليه فهو يؤكد على مبادئ المراجعة والتراجع عن الأخطاء ويوفر آليات وأدوات ومناهج هذه المراجعة كجزء لا يتجزأ عن بنيته. إن تفكيرا من هذا النوع لا يقبل بالمنطق التبريري والذي يتقنه العقل الأيديولوجي بامتياز, بدوره لا يقبل هذا الأخير ما يمكن أن ينال من الفكرة ذاتها وإنما هو يندفع لإلقاء اللوم على أي شيء خارجها, وإذا ما كان هناك ثمة خطأ على صعيد تحقيق تلك الفكرة فإن الخطأ قد يكون في أي شيء إلا في الفكرة ذاتها. الأيديولوجية بهذا هي فكر المقدسات حتى ولو كانت تبدأ من خلال رفض المقدس الديني فهي بالنتيجة تنتهي إلى خلق المقدس الأرضي: أفكارا وأشخاص.
الحزبان إذن لا علاقة لهم بالفكر الثوري أو الأيديولوجي أو الانقلابي, وإنما هما يتعاملان مع وقائع لتعديلها أو تطويرها, أما اختلافهما فهو يقتصر على تنوع البرامج وصولا إلى ذات الفكرة. إن الاختلاف بينهما قد يكون على صعيد برامج التأمين الصحي لكن ليس على صعيد الإيمان بالديمقراطية أو الاقتصاد الحر. إن هذا التوافق منشأه إن الحزبين هما نتاج مجتمع أنجز أكثر مكونات بنائه وأمة أنهت معظم أشكال تكونها بحيث لم يعد هناك لزوم للفكر الثوري الأيديولوجي التبديلي وإنما هناك حاجة فقط للفكر التعديلي الذي يجعل الحزبين معا مسئولين عن ذات الأهداف, وإن اقتضت الحال وجود إختلاف في البرامج والمناهج التي تؤدي إليها, ولهذا يجري تصنيف الحزبين من وقت لآخر بأشكال متفاوتة, فيوضع الجمهوري في خانة المحافظين في حين يوضع الديمقراطي في خانة اللبراليين, وهذا التصنيف هو لغاية توصيف الإختلاف على البرامج وليس على المبادئ والأهداف العامة, وحينما يستخدم المستوى الأخير لأغراض التصنيف فإن كلا الحزبين هما رأسماليان في الاقتصاد وفدراليان في تعريف البناء السياسي للأمة.
إن جانب من المشكلة التي تتعلق بالقدرة على إصدار أحكام مقنعة بشان نظرتنا كعرب وكعراقيين إلى هذين الحزبين ناتج من طبيعة موروثنا المتأسس بدء على تعريفنا لأفكار وسياقات العمل السياسي في مجتمعاتنا, فلقد سبق للفكر الأيديولوجي أن احتل المكانة الأبرز في تاريخنا السياسي المعاصر, وحتى إن موروثنا التاريخي كأمة إسلامية أو قومية فإنه كان يقوم على الأفكار الأيديولوجية ذاتها بحيث إن أحكامنا على مبررات نشوء الأحزاب لا تعطي للفروق في البرامج ولا للاختلاف على الأساليب أية أهمية تسمح لنشوء أحزاب متفرقة, ولفترة طويلة فإن الساحة السياسية العربية والوطنية كانت قد تقاسمتها أحزاب أيديولوجية قومية أو ماركسية أو دينية: فإن تكون سياسيا معناه أن تكون شيوعيا أو بعثيا أو إسلاميا, وإذا حدث وإن اختلفت مجموعة داخل حزب من هذه الأحزاب على طريقة أو منهج, رغم البقاء على المبادئ والأهداف الواحدة, فإن الاختلاف سرعان ما يوضع في خانة الردة أو الانحراف أو حتى الخيانة.
والآن كيف نفهم تأثير هذا الأمر على طبيعة تكوين واتجاهات القرار الأمريكي. إن الأمر بالنسبة لنا, نحن الشعوب والأمم التي تتأثر بهذه القرارات, هو على مستوى كبير من الأهمية. ولكي يضيق هامش الخطأ يجب أن لا نراهن على إمكانية أن يكون هناك تفارق واختلاف إستراتيجي بين الحزبين على صعيد قضايانا المصيرية ذات الأثر الإستراتيجي على أمنهم السياسي والاقتصادي, وإن كان هناك اختلاف بصيغ التعبير عن ذلك الأمن.
إن القرار الأمريكي لايتشكل مطلقا خارج جدلية التكون التاريخي للأمة من حيث مصالحها المنسجمه ومن حيث وحدة العقل التي أنتجها. والحزبان, الديمقراطي والجمهوري, هما نتاج هذه الوحدة الجدلية , ولهذا لا يمكن أن يكون لأحدهما تصوره النقيض وقراره النقيض فيما يتعلق بالمصالح الإستراتجية.
ولنحاول الاقتراب من الأمر بصورة أكثر واقعيه , إن قرار غزو العراق كان قرارا ديمقراطيا جمهوريا مشتركا فهو لم يتخذ في جلسة سرية كان عقدها المكتب السياسي لأحد الحزبين بل تم بناءه تدريجيا داخل أروقة صنع القرار السياسي والإعلامي للدولة الأمريكية وعبر ثقافتها السياسية العامة وتمت الموافقة عليه من قبل هيئات ديمقراطية مشتركة , كان هناك من إتخذ القرار وكان هناك من آزره وكان التصويت بالموافقة عليه قد أتخذ بأغلبية كبيرة لم تنحصر بجمهور حزب واحد, ولقد بدأت الحرب الفيتنامية في عهد كندي الديمقراطي, وقبله فإن أيزنهاور الديمقراطي لم يكن أقل من خلفه أيمانا بتصعيد القتال ضد الشيوعية سواء في فيتنام أو في كوريا قبلها, وبعد كندي فان وريثه الديمقراطي جونسون لم يتردد مطلقا في قصف هانوي بالطائرات العملاقة. ومن الأكيد أن الجمهوريين بقيادة نيكسون – كيسنجر هم الذين مهدوا للانسحاب الأمريكي من فيتنام ليس لاعتقادات متناقضة وإنما لحسابات فنية أوجبت ذلك الانسحاب , ولو توفر لأمريكا آنذاك رئيسا ديمقراطيا لما تردد أيضا باتخاذ نفس قرار الانسحاب.
وليس هناك من سبيل لإغفال وجود كتل واتجاهات متباينة الآراء داخل الفصيل الواحد. وحتى في أكثر المجتمعات وحدة وانسجام هناك يمين ويسار وهناك محافظين ومتحررين , غير أن الأمر لا يمكن أن يصل إلى حدود الاختلاف على المبادئ , وإن من الطبيعي أن تكون الحرب ضد العدو الخارجي هي في مقدمة تلك المبادئ, وحتى لو حدث العكس فان الديمقراطية التى تضمن حرية بناء القرار ستكون كفيلة بحسم الخلاف, ولقد قيل الكثير عن تأثير المحافظين الجدد على قرار الحرب ضد العراق, وفي بعض الأحيان, انبرى البعض إلى اعتبار هذه الحرب نتاجا لفكر أولئك المحافظين, وسوف يكون بإمكاننا أن نصدق حديث هؤلاء فيما إذا نسينا أن أميركا خاضت مسلسلا من الحروب الخارجية المتلاحقة قبل أن يتأسس هذا الفكر, ففي كل جولاتها العسكرية الخارجية السابقة ما كان لهولاء أي أثر. ولن ننسى أيضا أن نشير إلى أن الحرب ضد العراق, وان كان قد أعلنها رئيسا جمهوريا, فان الذي شرعها كان رئيسا ديمقراطيا, ولنتذكر أيضا إن قانون (تحرير العراق) كان قد قدمه الرئيس كلينتون وأن الكونغرس بشقيه هو الذي وافق عليه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين
- من الذي يتدخل في شؤون الآخر... العراق أم جيرانه ؟!
- ثقافة اليشماغ... حول رسالة معد فياض إلى مام جلال..
- الديمقراطية وأخطار المثقفين
- الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ
- لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة ...
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ
- التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس ا ...
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة


المزيد.....




- ترامب يوقع مرسوما بفرض عقوبات على الجنائية الدولية
- بيسكوف: لم تناقش روسيا والولايات المتحدة تنظيم لقاء بين بوتي ...
- وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروس ...
- سياسي عراقي: انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قد يتأخر
- -الغارديان- : ترامب سيضطر إلى مراعاة مصالح روسيا والصين
- الخارجية الأمريكية: نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة سيكون مؤقتا ...
- خلافات بشأن حكومة لبنان: اجتماع لعون وسلام وبري ينتهي بلا تص ...
- الطيران الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان وشرقه رغم اتفاق ...
- دعوة للانتباه.. مسار ضم وتهجير الضفة بدأ
- جوا وبحرا.. كاتس يدرس السماح لسكان غزة بالسفر عبر إسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين