كامل عبد الرحيم السعداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 22:33
المحور:
الادب والفن
االفصل الاول
جال حامد ببصره من خلال فتحة صغيرة عبر الستائر الى الشوارع الخالية تشويها شمس لاهبة كانت اكوام النفايات تتجمع هنا وهناك واكدا س الرمل المتخذة كمتاريس تبدو شاخصة على مفترقات الطرق وريح سموم تعبث باوراق مبعثرة واكياس فارغة كانها ارواح شاردة , ثمة سيارة بلون غامق مرت بسرعة من نهاية الزقاق بعدها مضى مسرعا مسلح ملثم يرتدى زيا أفغانيا كالحا ألى مكان غير معلوم .
اسدل الستارة وتاكد من مغاليق النوافذ وابدل ملابسه بشورت رياضى ونزل الى الاسفل حيث كان شاكر وهيفاء وفاتن منهمكين بتقليب الحاجيات التى جاء بها حامد للتو , شاكر يقلب الكتب والصحف وبعض المجلات هيفاء قامت بوضع قنانى البيرة فى البراد وعبوات الويسكى فى البار الصغير ومضت فاتن الى المطبخ حاملة الفاكهة والطعام الى المطبخ لاعداد بعضها
وفتح حامدالباب الخشبيةالكبيرة وخرج الى الفناء حيث مولدة الكهرباء الكبيرة قام بتزويدها بالكاز ثم تأكدمن اقفال الباب ألحديدى الرئيسى بالسلاسل والاقفال وبعد ان تلفت يمينا ويسارا دخل الى الداخل مرة ثانية حيث واجهته دفقات هواء المبردة فانعشته ثم اغلق الباب الخشبى وتوجه بالحديث الى شاكر
لقد قتلوا سيد لطيف صاحب الاسواق والافران هو و ابنه حسين وفجروا داره والاسواق والفرن
اجابه شاكر دون ان يعدل من جلسته
اوه كان هذا متوقعا الى رحمة الله
شوف الايميل مالك وسام اتصل واخبرنى بان تاشيرات دخول تونس ارسلها لك
اوكى بعدين , هيفاء وين اللابتوب
اجابت هيفاء الخارجة توا من الحمام وهى تنفض شعرها الاسود الفاحم فتطير هنا وهناك رذاذات من الماء البارد برائحة الشامبو كانت لاترتدى الا لباسا داخليا اسودا موشى بالدانتيل
عند فاتن فوق فى غرفة النوم
ثم القت بجسدها العارى على الاريكة مرتمية بين حامد وشاكر سحبها حامدبرفق وقبلها قبلة طويلة ثم مالت نحو شاكر وقبلته قبلة سريعة ,قالت بملل متى ننتقل من هنا الوضع اصبح خطيرا المنطقة سقطت بيد المسلحين واصبحنا لانستطيع الخروج الا ونحن محجبات اغلب الجيران اما انتقلوا الى مناطق اخرى او سافروا . أجابها شاكر
لانستطيع ان ننتقل قبل تصفية وبيع محل الكهربائيات وتصفية بقية مصالحنا لقد وجد حامدبيتا مؤثثا وبايجار مناسب فى شارع الاميرات فى منطقة المنصور ودفعنا عربونا علينا الصبر قليلا سيما اذا ما انتقلنا فسوف لن نحمل معنا سوى متاعا بسيطا بعض الملابس والحاجيات والاوراق المهمة .
دوى صوت انفجار تداعت له جدران المنزل فهبطت مسرعة فاتن وهى عارية تماما كانت فاتن اكبر من هيفاء بسنوات معدودة وبشعر يميل الى الشقرة وجسد ابيض واكثر امتلاءا بعض الشىء .
بادرها شاكر تعالى حبيبتى لاعليك
ذهب حامد الى المطبخ وبدأباحضار كوؤس الشراب ووعاء مكعبات الثلج التحقت به فاتن وهي ما زالت على عريها
عد الى مكانك انا سأعد كل شىء فقط خذ الكأس الأول معك لكنك تبالغ بالثقة بنفسك هذه المرة كثيرا.
التفت اليها بعينين متعبتين وبالمتبقي من جسد المصارع القديم احتضنها فبكت امتدت يده دون رغبة الى فرجها فارتجفت.
حامد نستطيع ان نحيا حياة افضل رغم خساراتنا فلدينا ما يكفينا لكي نبدأ من جديد في الشام اوعمان اوتونس او قبرص
اوحتى هنا في الكرادة أو غيرها .
يوشك حامد ان يتم عامه الخامس والخمسين بعد أسابيع بقامة متوسطة وأكتاف رياضية وبشرة بيضاء لوحتها الشمس وبشكل عام فأن منظره يوحي بموفور ألصحة وألأقبال على ألحياة عيناه غائمتان أما شفتاه فهي تغالب بسمة توشك أن تتحول ألى ضحكة داعرة ثمة شىء شيطاني في ألجزء ألأسفل من وجهه ولكن بجاذبية غامضة أما تأثيره ألبسيط على عدد محدودمن ألنساء فيكمن في عينيه بتأ ويلاتها ألمتعددة وكذلك في صوته ألذي يتحول على ألهاتف الى ماكينة جنسية , تنقل ومنذباكورة شبابه بين ألعديد من ألتنظيمات أليسارية وشارك في ألأحداث ألتي ألتهبت في ألمنطقة كأحداث أيلول في ألأردن وألثورة ألمسلحة في ظفار وألحرب ألأهلية في لبنان وعاش ودرس وعمل في ألقاهرة وعدن وألدار ألبيضاء وألكويت وكذلك باريس وروما وبلغراد وصوفيا وأستنبول ولارنكاوحصل على ليسانس ألآداب من بيروت وألى جانب كل ذلك فكان يمتلك حسا تجاريالا بأس به فراكم ثروة بسيطة من بيع أللوحات ألفنية ألنادرةوتسويق بعض ألتحف وألأنتيكات بين ألعواصم.
وكان مكتبه ألتجا ري ألفخم في بغداد بمعرضه ألكبير في ألأسفل مزدحما دائما بالزبائن وألأصدقاء وشركاء صفقاته ولم يحصل أن أغلقه يوما من ألأيام فرغم أنغماسه في ألنشاطات ألسياسية ألمحظورة , فقد أخفى كل ذلك وراء واجهة بقية أعماله ,كما أحتفظ لنفسه بشبكه واسعة من ألصداقات وألعلاقات أشتملت على ضباط جيش ورجال مخابرات وشعراء وفنانين ومطربين وعلماء وهامشيين مع صداقات من مختلف ألأعمار وألطبقات وألقوميات ,لم يكن ثريا يوما من ألأيام, رغم أن ذلك هو ألأنطباع ألسائد عنه في محيطه ولكنه لم يكن معدما كذلك , كان دائما يمتلك ما يغطي ولعه وكرمه وبذخه .
نهض حامد مبكرا كالعادة بسبب الرغبة بالتبول,كان شاكر ينام بشخير منخفض يليق بملك,امافاتن وهيفاء فكن مستغرقات بنوم عميق والشرشف الرقيق أنحسربعيدا فتكورن على رغبة مبهمةوقفا كل واحدة يحاور ألآخر باكتفاء ,تبول ثم أغتسل وحدق في ألمرآة ,هاله ألزحف ألمتقدم للشيخوخة ,لكن بريقا في عينيه وألتماعا على خديه جعله يقول في نفسه
لا زال ألوقت مبكرا.
أعد ألشاي وحمص ألصمون وسلق ألبيضات ألسبعة,وأعد ألسلاطة وصحن ألعسل وبعض حبات ألزيتون وجهز ألقهوة لشاكروأشعل سيكارة ثم أطفئها بسرعة ,كان لا يستذوق ألدخان ألا مع هيفاء .
في ألثمانينات من ألقرن ألماضي حملت هيفاء,ألطالبة في كلية آلآداب رسالة أليه في (مكتبه ألأسطوري) من أخيها,ألذي قتل لاحقا في جبال كردستان ,كانت ألرسالة عبارة عن تحية وتوصية ,لم يهتم بها في ألبداية واوصاها بعدم تكرار ألزيارة أعطاها بعض ألمال رفضت ثم رضخت ,كانت تبدو مثل ولد مصاب بالسل أوكلب مبلل ولكن بريقا في عينيها وتوثبا واعدا في نهديها ,بألأضافة ألى حاسة ألشم ألذكورية ألأستباقية ,كل ذلك جعله ينظر أليها بعيار أثقل من ألمعتاد .
تكررت لقائاتهما لأسباب عديدة وثم أصبح أللقاء بدون سبب وبعدما تقاسما ألحزن لمقتل أخيها حازم في كردستان ,أصبح عدم أللقاء هو ألذي يحتاج ألى سبب .
كانت واعدة وطموحة وتلهث كي تلحق بعالمه ,مدن ألرمال وألسراب وألهزائم ألمتوالية بعد نجاحات مدوية ,دخلت عالمه ,كان يضيق بها أحيانا كثيرة لأنها تلتصق به بناءا على وصية ( أو وشاية كما يسميها مناكدا لها ) أخيها وماكان يقلقه أو يزعجه سطحية ألعلاقة مع حازم (أخيها ) فهما شركاء محطة فحسب فحامد بالنسبة ألى حازم رمز للنقاء ألثوري أما هو فكان يقول عن حازم , أنه يحيا منذ زمن بعيد كشهيد .
من شباك صغير في ألمطبخ أطل ألى ألخارج كانت ألشمس قوية ودخلت عنوة ألى كل مكان في ألبيت .
يقع دارهما في حي ألعامرية غربي بغداد وقد أشتراه حامد وشاكر أواسط ألتسعينات من ضابط مخابرات في أجهزة نظام صدام حسين ,وكانا يحاولان أن يبتعدا بعض ألشيءمن سكنهما ألسابق في منطقة ألحارثية ,بعد ورود معلومات تفيد أنهما ربما يكونان مراقبين ,سهل لهما ضابط ألمخابرات أجراءات
ألبيع وألأنتقال وألمعاملات وألتزكيات وألموافقات ألأمنية ,بعدها كان من ألممكن لهما أن يعاودا نشاطاتهما ,حيث أصبح هذا ألبيت مكانا ملائما ليحيوا بحرية بعيدا عن ألمراقبة وكالعادة أصبح ضابط ألمخابرات صديقا لهما ,صداقة من ألنوع ألذي يجيد حامد أدارتها ,لقاءات متباعدة مع ألحرص على تكرارها ,جو من ألثقة يشيع ببطء ومسافة معقولة تفصل عوالمهم ,قبل ألأحتلال عام 2003 بأسبوع أو أكثر جائهم ضابط ألمخابرات (وعلى كل حال فأن كنيته أبو مصعب ) أنفرد بحامد كان يرتدي زيا عربيا تقليديا وأبدى مخاوفه من قادم ألأيام وأئتمنه على مبلغ 200 ألف دولار وودعه ومضى.
على رؤوس أصابعه أنتقل ألى ألطابق ألأعلى وفي غرفة ألنوم وألتي كانت أشبه بفرن بسبب عدم تشغيل مبردة ألهواء لأنقطاع ألكهرباء ,شغل جهاز أللابتوب وبعد أنتظار لبطىء ألشبكة فتح بريده ألشخصي ( ألأيميل ) كانت لديه رسائل عديدة لم يقرؤها ,تأكد من صلاحية تأ شيرات ألدخول ألى تونس , كانت تأشيرات لهم جميعا ,لكنها بحاجة ألى تأكيد من ألسفارة ألتونسية في عمان .كانت فكرة ألذهاب ألى تونس تثقل عليه وتراكم من همومه فهو يعلم جيدا نوعية ألمحاكمات وألمماكحات ألتي ستواجهه من قبل (ألمنظمة ألثورية ألدولية ) (م.ث.د ) بعدما ذهب بعيدا في ألتعاون وألتمويل لبعض ألخلايا ألمسلحة ,ألتي قامت ببعض
أ لعمليات ألعسكرية ضد قوات ألأحتلال ,ثم تبين أنها من واجهات حزب ألبعث , لقد أثقل كاهله عدم معرفته الى أين توجهت فوهات ألبنادق أو ألعبوات ألناسفة ألتي ساهم في تمويلها وتجهيزها .
أنتبه ألى وقع خطوات تصعد ألسلم , كانت هيفاء عارية كالعادة .
هلو راح أبول
ذهبت للتبول ثم خرجت وجلست قربه
ماهي ألاخبار؟
أبتسم وترك أصابعه تداعب نهديها أقتربت أكثر قبلها أستجابت .
بعد طول مران ودربة أصبحا يدركان جيدا أن للجنس جرسا غامضا وينبغي أن يتقنا فن سماعه وتلبية ندائه ,وأفلحا كالعادة .
يجب أن نوقظ شاكر .
كان شاكر ابنا لعائلة أرستقراطية متعددة ألأصول عربية ,كردية وحتى مسيحية ,والده وأجداده يمتلكون قرية في أعالي جبال كردستان أمتازت بمياهها ألنقية وألتي تتفجر من أماكن عديدة في ألقرية ((أنه ألمكان ألأجمل في ألعالم,حيث لا تعلم من أين تسقط وتجري هذه ألشلالات ألفضية من ألمياه أألمضمخة بأنفاس ألآلهة )) ,وقد أنشىء أبوه ومن ثم أخوته معملا لأنتاج ألمياه ألمعدنية وألمشروبات في تلك ألقرية وبعلامة ومواصفات مميزة ولكنه نشىء في بغداد وفي (منطقة العيواضية) بالذات حيث ان للعائلة دارا كبيرةيقع على شاطىء دجلة وتمتد حول هذا الدار في منطقة العيواضية أحزمة بؤ س وأحياء عشوائية,وفي مدارسها ومن ثم في ألأعدادية ألمركزية في منطقة ألميدان تعرف على ألكثير من ألناس ألفقراء في ألأحياء ألبائسة وألتي تتوزع حول مدرسته أو بيتهم ومنذ ألطفولة أبدى ميلا للتضامن مع هموم هؤلاء ألفقراء ,هذا ألتضامن (وقد أحس بذلك بعد فترات متقدمة) ليس عطفا أو تفهما ,أنما ويا للغرابة أنبهارا ,فعالم ألغنى وألأكتفاء هو عالم مسطح زجاجي لايحتمل ألمفاجئات وقصص ألنجاح كلها متشابهة ومملة وحتى صادمة أما عالم ألفقر , ألعالم ألسفلي حيث ألبرد وألفاقة وألعاهات وألجنون وألأعتداد ألصخري بالذات ألمعدمة ,في كل زاوية من زواياه ألمعتمة تتفتح ألف ليلة وليلة تتوالد وتتناسل مثل صراخ في واد لا قرار له ,هل أحب ألفقر هل كان صوفيا أوشاذا ,فهو على ألرغم من نظافته ألبدنية ,نظافة ألمياه ألمتساقطة من أللامكان كان ينزلق بيسر ألى ألعفونة وألجدران ألرطبة مثل رئة مصابة بالسل ومياه ألسواقي ألاسنة ,كل هذا وغيره أضافة ألى تعارفه ألقدري بحامد جعله ذخيرة ثورية مموهة تنفجر في ألوقت ألمناسب .
مازال شاكر يتذكر كل تفاصيل أللقاء ألأول له بحامد في ألمقهى ألمقابل لسينما سمير أميس أوائل ألسبعينات وألمجاور لمطعم متنقل يقدم ألمشويات كالتكة وألكباب وألمعلاك ,كان صاحب ألمطعم شيوعيا في أواسط ألخمسينيات من عمره ويدعي أنه عمل مع (فهد ) وكان يجلس معهم في ألمقهى بعض ألأحيان ويتحدث عن ذكرياته ,كان ألمقهى واسعا ومضيئا وبواجهات زجاجية كبيرة ولازال يتذكر ألزاوية ألخاصة لمجموعة من ألصم وألبكم وكيف يتحلقون حول بعضهم وبأعداد تزيدعلى ألخمسة عشر (أخرسا) وحواراتهم ونقاشاتهم عن طريق ألأيدي بل وخلافاتهم وألتعابير ألمنفعلة لوجوههم ,كان يلتقي مع مجموعة أصدقاء تتراوح بين سبعة وتسعة أشخاص بينهم حامد وفي أحدى أللقاءات لم يحضر أحد سوى حامد فكانت ألمرة ألأولى ألتي توسع فيها حامد بعرض أفكاره فأنشد أليه أنشدادا قويا ومايزال يفعل .
قال له حامد
نحن نمارس ألعمل ألسياسي لكي نجعل ألعالم أكثر أحتمالا كي يكون أكثر أمنا وسلاما وأقل فقرا ومرضا ,وأذا أردت أن تعمل في ألسياسة فيجب أن تكون ماركسيا فأن تكن ماركسيا فهذا يعني أن تكون حرا ,حر في كسر ألأطر ألتقليدية وهذا يعني أن تنظر نظرة مغايرة ألى كل شىء ألصداقة ألنجاح , ألمال والجنس كما أنها تعني حب ألحياة أن ألشيوعيين هم ألصوفيون ألدنيويون ,هل رأيت صوفيا بمنزلة جيفارا وهو ينتقل من ثورة ألى ثورة كأنماهويدور على تكايا ألعشق تكية أثر تكية ,أن ألماركسية تعني حرية ألأنقلاب ألذاتي على ألنفس وأنا أتكلم عن ألماركسيين ألحقيقيين (ولازال ألقول لحامد ) وليس عن ضباط ألصف ألشيوعيين حماة ألأنظمة ألمتخلفة ,أن تكون ماركسيا فأن هذا يعني أن تتكلم بنكهة ألتأريخ وتتحرك بسرعة ألضوء .
أستيقظ شاكر بمهابة ليس مثل ألآخرين , ألذين يستيقظون هلعين خائفين مذعورين كان دائما يستيقظ على (محفة )من ريش النعام مثلما يقول حامد,مكتفيا وبنصف أبتسامة وبقسمات وسيمة ربما ستتعكر لاحقا ولكن ليس ألان ,ألتفت هنا وهناك بالنصف ألمتبقي من أندهاشه ورضاه ,لم يجد أحدا , لحظات دخلت فاتن وهي تحمل (صينية )ألفطور ,كانت عارية وبدا فرجها منتفخا كأن أرقا أصابه قالت
ألجماعة فوق لاأدري ماذا يفعلون
أشرق وجهه هل نفعل ما يفعلون
لا عيني بعده يوجعني دعنا نأكل ثم صاحت
هيفاء نفطر لو ننتظركم
أجتمع ألأربعةعلى مائدة ألفطور هيفاء أكثرهم شهية للأ كل بسبب ألنفحة ألجنسية أرتدت بعد نزولها روب حريري زهري أللون زنرته من ألوسط ولكنه بقى مفتوحا من ألأسفل فبانت أفخاذها ألبرونزية ألممتلئة قالت لها فاتن بتهكم
ها عيني شو تحجبتي
ضحكوا وأقبلوا على ألطعام.
منذ أكثر من عشرين عاما وهم يعيشون معا لم يفترقوا ألابسبب أعتقال حامد مرتين وشاكر مرة واحدة وهي فترات لم تكن طويلة على أية حال و ( ألنظام ألداخلي ) لعلاقتهم ألمتشابكة سرى بعفوية ومن غير تدبير ,لاحدود للصداقة لاحدود للحب ,من ألخارج كانوا يشبعون فضول ألأخرين وأسئلتهم بألمصالح ألتجارية ألمشتركة ,حامد شريك شاكر وهذا واضح ,أمافاتن وهيفاء فأن ملكيتهما وأدارتهمالمحل متخصص ببيع ملابس ألأطفال حديثي ألولادة ومستلزماتهم في منطقة ألكرادة,كان كافيالأخراس أسئلة وتطاولات وفي نفس ألوقت تنفيسا لأمومة غامضة ومضطربة لن تحصل أبدا .
وعلى ألعموم كانوا يحيون بترف وبذخ بسبب أزدهار أعمالهم أغلب ألأوقات ,وهذا بحد ذاته يبني سورا عاليا لطالما أحتموا به وفي نفس ألوقت فأن تماسكهم ألذي يزداد متانة مع ألأيام وشراسة ألتحديات جعلهم يقبلون ككتلة دون تعريف في حلقات أصدقائهم وقراباتهم وكانت روح حامد روح (آهاب )بطل موبي ديك (كما يسمونه أحيانا للتحبب ) تقودهم بحكمة أوبدونها وسط ألأضطراب ألمتنامي .
أطلاق رصاصات سريعة ومتوالية جعلتهم يتركون ألمائدة أعقبها صوت أنفجار قريب جدا ,تطايرت زجاجات ألنوافذ شظايا وبلا شعور زحفت كل من هيفاء وفاتن لوضع بعض ألملابس على أجسادهن .
أنبطحوا , قال حامد وهو يزحف بأتجاه ألنافذة ألأمامية رفع رأسه ,كان ألأنفجار قد طوح بالباب ألرئيسي حيث دخلت مجموعة من ألمسلحين ألملثمين كانوا أربعة , ولكن ألبيت كان مطوقا بأعداد أخرى من ألمسلحين ثم دوى أنفجار آخرأكثر قربا وبعبوة أصغر على مايبدو فتهاوت ألباب ألخشبية ألتي تصل ألدار بألفناءألخارجي ثم لعلعت أصوات زخات كثيفة من ألرصاص على ألطابق ألعلوي وعلى سقف ألطابق ألسفلي وأقتحم ألمنزل أربعة مسلحين ملثمين وهم يصرخون أنبطح أنبطح للحمام للحمام ,زحفوا بأذلا ل نحو ألحمام وتكوموا فوق ألرخام ألمبلل,لاوقت للبكاء أو ألصراخ أو ألسؤال ,ثم دخل رجل بدين بزي عربي ولايضع لثاما فبانت شارباه ألمصبوغتان بعناية بصبغة سوقية فصرخ أحد ألمسلحين مشيرا ألى ألحمام
هنا ألهدف سيدي .
قال ألرجل ألبدين بهدوء منو حامد
فرفع حامد رأسه منكسرا وأجاب
آني
أخذوه وفتشوا ألبيت
قام أثنان من ألمسلحين بتقييد حامد ووضع كيس على رأسه وأقتياده ألى ألخارج وباشر ألآخرو ن بتفتيش ألبيت فقلبوا كل شىء وسرقوا قطعتي ألسلاح ألموجودة في ألطابق ألعلوي وكذلك ما وجدوه من مبالغ نقدية ومصوغات ذهبية وانسحبوا بعد تحذير شديد لشاكر وفاتن وهيفاء بعدم ألحركة ألا بعد عشرة دقائق ,لحظات سكون أعقبتها أصوات أقدام مسرعة ُمع أصوات محركات سيارات أندفعت بسرعة وغضب .
ثواني قليلة ,بدأت هيفاء بعدها بصراخ هستيري أما فاتن فكانت تحتضن ألبلاط وهي تبكي بصمت أما شاكر فهم واقفا وقام بجولة في أرجاء ألبيت ليحصي خسائرهم .
أما حامد فقد وضعوه بعد أن قيدوه في ألصندوق ألخلفي لسيارة (بي ام) كان ألصندوق لاهبا وروائح بنزين ودم بشري متيبس قوية تشبعه ,
فأدرك انه سيموت من ألأختناق وألحر قبل أن يقتله خاطفوه فأستسلم بيأس وحاول ألغوص بعيدا في ذاته ليصل ألى تلك ألنقطة ألتي يتساوى فيها كل شىء, ألألم بالمتعة مع ألرغبة بالنوم ولكن قاطعه صوت بدى له مألوفا وهو يهمس له
من أنت يا حامد أفصح فأنت لاتستطيع ألأختفاء عني أنا أعرفك وأعرف أيةهاوية سحيقة للأزبال هي روحك ,أنت يا من يستبيح ألأعراض ويحلم بالنوم مع كل ألنساء بعد أن يعطرهن بألمساحيق ألبا ذخة مثلما تضيف ألتوابل ألى (سندويشة سريعة) ,
أنت يامن تنظر ألى ألشعوب وألبشر على أنها مجاميع مكتظة من ألسحالى ,تولد وتتناسل وتلتهم بعضها وتموت وتسخر من ألذاكرة وألقبور وألأدعية وألبكاء ليلا , أنت يامن أستوطنت في ألأعالي ألمتجمدة من ألمشاعرلاتفكر بالرجال ألا وهم يتغوطون ولا بألنساء ألجميلات ألا وهن غارقات بألدم ألعاجز للدورة ألشهرية ,أنت يا من ركبت ألمركب ألساحر للثورة وألتحرر وألمساواة لكي يجد موضوعا شيقا للضحك ألمتواصل في برد ألأنسانية ألطويل , .
افصح وأظهر.
#كامل_عبد_الرحيم_السعداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟