أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )















المزيد.....

جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 13:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )

على الضد من مقولة الفيلسوف الألماني هيجل " كل ماهو واقع فهو معقول وكل ماهو معقول فهو واقع " وبقصدية (غير منهجية) أرى أن اللامعقول هو الواقع، والواقع لا معقول، لدى إطلالتنا ومقاربتنا للمشهد العام المحبط والبائس بأبعاده المختلفة (وضمنه البعد الثقافي) للعالم العربي . فمنذ أواسط القرن التاسع عشر والمشروع أو بصورة أدق المشاريع النهضوية التجديدية تراوح مكانها، إن لم تنتكس وتتراجع في جوانبها الأساسية الحاسمة، فجهود مفكري ورواد الإصلاح والنهضة في بناء وترسيخ قيم الحرية، العقلانية، التنوير، التقدم، والوحدة القومية اصطدمت منذ البداية بعوائق وعقبات موضوعية وذاتية بطبيعة الظروف السائدة آنذاك، السلطة العثمانية، ثم الاستعمار الغربي، والأنظمة المرتبطة به، ومحدودية مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي . الأمر الذي أدى إلى غياب الحامل والتكوين الاجتماعي الحديث الذي يسنده، إلى جانب الاندماج (التابع) المتزايد في السوق والنظام الرأسمالي العالمي .
عجزت تلك المشاريع لأسباب تاريخية مختلفة من توليد نسق من المفاهيم والمقولات الجديدة التي تستجيب لخصائص وظروف تشكل وتطور المجتمعات العربية، لذا ظلت أسيرة الإسقاط اللاإرادي لنموذج الآخر- الغرب على الواقع العربي المغاير، أو محاولة التوفيق والمواءمة ما بين مكونات الهوية والتراث من جهة وبين الأخذ الانتقائي لمظاهر تقدم ونهضة الغرب.
الموقف من الغرب
الموقف من الغرب كان ملتبسا منذ البداية، فهو من جهة الغرب القوي والمتطور صناعيا وثقافيا وحضاريا، وتسود مجتمعاته قيم الحرية والعقلانية والديمقراطية، ومن جهة أخرى فهو الغرب الاستعماري المتعالي الذي مارس سيطرته واستبداده الوحشي بحق الشعوب العربية، ونهب واستباح خيراتها، وحد وعرقل من تطورها وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ويدرج ضمن هذا السياق، تصدى الغرب بقوة لمشروع محمد علي النهضوي المستقل، والعمل على تحجيمه، وإجهاض مشروع الدولة العربية الكبرى في أعقاب تفكك السلطة العثمانية، ومن ثم وقوع معظم البلدان العربية تحت نير السيطرة الاستعمارية (البريطانية الفرنسية) الغربية وفقا لمعاهدة سايكس بيكو.
صورة المستعمر الأوربي كانت الأكثر حضورا لدى الشعوب العربية، الأمر الذي حفز المزاج الشعبي والنخب العربية (الشعبوية) الفاعلة الرافضة لا للحالة الاستعمارية ومظاهرها السائدة فحسب، بل لنظمها وقيمها. اخذين بعين الاعتبار الظروف التاريخية، الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية التي تشكلت على أرضيتها برجوازية (كمبرادورية تابعة) هجينة ورثة بعلاقاتها المتشابكة والمتداخلة بعلاقات الإنتاج الإقطاعية وشبه الإقطاعية التقليدية، و حتى ما قبلهما، وخصوصا على صعيد السياسة والمجتمع والأفكار . والأمر ذاته انسحب بدرجات ولكن بدرجات اقل بالنسبة للفئات الوسطى في المجتمعات العربية، وهو ما وسمها بطابع المحافظة، والازدواجية والانتقائية، ونشير هنا إلى دور مستوى الأمية المرتفع والوعي والإدراك المتدني للغالبية الساحقة من الناس، ونفسيتهم الاجتماعية (الرعوية )، وذاكرتهم التاريخية (النصية والنقلية )، وتراثهم المشبع بالخيال، الأسطورة، والترميز الممتد عميقا والمتحكم بوجودهم وتفكيرهم وسلوكهم كمجتمع أبوي ( بطرياركي ) .
انسداد الأفق
مما تقدم يتبين لنا كيف واجه المشروع النهضوي العربي منذ بداياته انسداد الأفق التاريخي، و أزمته البنيوية . السؤال المطروح هنا: هل كان ذلك بالنسبة للمجتمعات العربية قدرا لا فكاك منه؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا استطاعت شعوب ومجتمعات بلدان أخرى في آسيا (اليابان ثم الصين والهند وبلدان جنوب شرق آسيا وبعض بلدان ( البرازيل ) أمريكا اللاتينية، رغم انطلاقتها من مقدمات وزمن أكثر تأخرا وتخلفا من المنطقة العربية أن تحقق خطوات ومنجزات حضارية حقيقية في كافة المجالات ؟ على المستوى السياسي أدى كفاح الشعوب العربية لنيل استقلالها، وتحقيق سيادتها الوطنية، إلى بروز ثم ترسيخ الدولة الوطنية (القطرية)، ومع موضوعية وضرورة هذه العملية تاريخيا إلا أنها شكلت بداية الانتكاس في المشروع القومي العربي، إذ أصبحت العلاقة ما بين القطري، والقومي المحور الرئيس الذي تتمفصل عليه كافة مشاريع العمل العربي المشترك، وكافة الصراعات والتناقضات أيضا. وبذا فقد تحققت عملية قطع تاريخي لقيام وتبلور اللأمة العربية في إطار دولة مركزية واحدة، بخلاف ما تم في مناطق عديدة من العالم قديما وحديثا. فالأمة العربية هي من الأمم القليلة في العالم التي لم تحقق وحدتها القومية بعد. وإذا كان هناك ما نضيفه في هذا السياق، فهي التجربة التاريخية المتميزة لعملية توحيد معظم شبه الجزيرة العربية، منبع العرب والعروبة والإسلام، التي قادها المؤسس الراحل عبد العزيز آل سعود، أخذين بعين الاعتبار حدودها وشروطها التاريخية، والمهمات المعقدة الملقاة عليها في سيرورة الانتقال من الكيان- الدولة – السلطة ، إلى الكيان- الوطن - المجتمع . كذلك التنويه إلى التجربة الوحدوية الناجحة نسبيا لدولة الأمارات العربية المتحدة.
من نتائج ذالك توطد وثبات مواقع الدولة الوطنية (القطرية )في موازاة ضمور المشروع القومي، خاصة بعد إخفاق المحاولات الوحدوية الجدية (الوحدة المصرية السورية) أو الاستعراضية (على طريقة القذافي) وذالك لأسباب عديدة، أبرزها إغفال وتجاهل المصالح والتباينات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية (القطرية ) والقفز عليها , وفرض وتحقيق المشاريع الوحدوية بأساليب فوقية واستعراضية بعيدة عن المشاركة الشعبية، ولا ننسى بالطبع مؤامرات وضغوط الاستعمار و إسرائيل في إجهاض معظم التجارب الوحدوية. كما إن التجمعات الإقليمية للتعاون العربي على غرار الاتحاد المغاربي ( المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا)، والاتحاد العربي ( مصر والعراق واليمن والأردن) فشلت هي الأخرى في تحقيق الحد الأدنى المطلوب من التنسيق والتكامل بين دولها، وانفرط عقدها فعليا أو عمليا في مواجهة الصدامات والأزمات الداخلية (الخلاف المغربي / الجزائري حول الصحراء) و (غزو و احتلال الكويت من قبل نظام صدام حسين) . ونستثني هنا تجربة ومسيرة دول مجلس التعاون الخليجي (رغم المآخذ الكثيرة عليها) المستمرة حتى الآن، و التي نتمنى لها النجاح وتجاوز الكثير من المعوقات والألغام التي تعترضها ، مما يفترض الإرتقاء بدور شعوبها في المشاركة الفاعلة في شتى المجالات .
ظاهرة الانقسام
في الواقع فإن الوضع العربي العام يتسم وعلى نحو غير مسبوق بتعمق ظاهرة الانقسام، الاستقطاب، المواجهة، والاحتراب، ليس بين مكونات النظام العربي الرسمي فقط، بل وعلى مستوى غالبية الشعوب والمجتمعات العربية بنخبها، وأطيافها، ومكوناتها الأثنية، والدينية ، والمذهبية، والثقافية، مما أدى إلى اختلال وإرباك وتدهور العلاقة الصحية والصحيحة بين الذات والأنا (وطنيا)، وبين الأنا والأنا (قوميا) وبين نحن والآخر (كونيا)، الأمر الذي أدى إلى إضعاف مجمل النظام العربي إزاء التحديات الدولية والإقليمية، و إلى تفاقم التشطير والتذرير والاحتراب (مناطقيا وقبليا ودينيا ومذهبيا وأثنيا ) في داخل جل المجتمعات العربية، وضمور وانكشاف شرعيات معظم النظم والمرجعيات، و الفشل الذر يع في تحقيق وترسيخ قيم ومفاهيم الحرية، التنمية، الإصلاح ، المواطنة، العقلانية، والتحديث .
الشعار المركزي للمؤتمر الأول للمثقفين العرب حوار الحضارات تواصل لا صراع يستلزم توفر ونجاح اشتراطاته الداخلية أولا وهو مدى التقدم المتحقق والمحرز على صعيد الحوار الداخلي والقبول بالتعددية والتسامح المتبادل بين الذات و الأنا، والأنا والآخر.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / البعد الأيديولوجي ( 1 )
- 10 سنوات على رحيل المشري .. الغائب الحاضر!
- رحيل أحد أعمدة التنوير العربي في عصرنا الراهن
- التسامح كقيمة دينية ( 1 )
- تجديد الخطاب الديني .. ضرورة الراهن!
- العنف الرمزي كحالة ثقافية – مجتمعية (1)
- البوح.. هموم ذاتية.. مسرة خاصة ( 1 )
- احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
- - ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض
- ماراثون - القطيف - .. وحراس - الفضيلة -
- عوامل التغير الاجتماعي.. وفكرة التقدم
- نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -
- المنتديات الثقافية الأهلية والحراك الثقافي في المملكة
- 8 مارس وحقوق المرأة المستباحة
- من اجل وطن حر وشعب سعيد!
- علي الوردي وطبيعة المجتمع العراقي
- النشاط السياسي للشيعة في السعودية
- في ذكرى رحيل الإنسان الوطني السيد علي العوامي
- داليا.. ستظلين حية في القلب والذاكرة
- ظاهرة الجماعات الدينية المتشددة في الولايات المتحدة


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )