أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - الصندوق ذي الجلد المرمري ..














المزيد.....

الصندوق ذي الجلد المرمري ..


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


قصه قصيرة

هل يتحتم علي أن أموت يوميا تحت ثقل هذا السؤال الذي لطلما ارقني ،أم استسلم خاضعا لما وجدته مدونا رسميا في بطاقتي الشخصية ، مجرد تاريخ ميلاد بديل والأغرب انه مزيف كما اوحت لي أختي الكبرى ، لا ادري لماذا إصر والدي على كتابته في بيان الولادة يوم انبثاقي للحياة ؟ ربما لان فرحة الأب في لحظة إنجاب مولود ذكر أنسته تواريخ الأيام والأشهر والسنوات ، أو لأنه تعمد كتابة تاريخ ميلاد من اختراعه لغاية في نفسه؟ لم تهدأ سورة غضبي حتى اعرف السبب في عدم إدراج ذلك التاريخ الحقيقي ليوم ولادتي ، بدأت تتقاذفني الاسئله ترى ما هي الغاية في عدم إخباري بذلك التاريخ ؟مر زمن مات والدي وتبعته والدتي ،وتفرق الإخوة والأخوات كل إلى حيث حياته الخاصة موزعين في أصقاع الأرض ، لايربطنا رابط سوى تشابه اسم الأب وإلام والجد في بطاقاتنا الشخصية والجوازات .. ياله من زمن ميت !! ولكي أقف على الحقيقة وأنهي طوفان الاسئله بداخلي رحت أنقب بين الأوراق القديمة في صندوق العائلة ذي الجلد المرمري، تركة والدي ويالها من تركه !! صندوق قديم معفر بالغبار كان يحتفظ به والدي داخل غرفته ، ويحذرنا من التقرب منه ، كان والدي مزواجا ، على ما أتذكر انه قال لي ذات مره انه اقترن بأكثر من امرأة وفي أماكن متعددة ، نسوه غير اللواتي كنا نعرفهن وله منهن أولاد أخوه وأخوات لي من غير الأشقاء ،وكان يتباهى انه لم يبت يوما في فراش العزوبية - يالها من حياة صاخبة حياة والدي وياله من مغامر – !!فتحت الصندوق الخشبي القديم ذي الجلد المرمري بعد أن أزحت عنه غبار السنين المتراكم، باغتتني رائحة الخشب المتعفن التي ملئت انفي ،كان بمثابة أرشيف العائلة المنقرضة ،ليس سوى رزم لأوراق عتيقة !!
- إذا لماذا كان والدي يحذرنا من الاقتراب منه ما السر في ذلك !؟ كانت موجوداته عبارة عن اوراق عقود زواج ، رسائل قديمه، وصفات طبية، وصولات ضرائب حكوميه مدفوعة ، شهادات دراسية لي ولإخوتي ، كان يحرص والدي على رزم تلك الشهادات كل نهاية عام دراسي وإيداعهن في ذات الصندوق ، صور بالأبيض والأسود لوالدي ووالدتي والإخوة والأخوات ، لحظات متجمدة وصور محنطه من ذاكرة زمن غادرناه أو هو غادرنا ، كنت الوحيد في العائلة الذي لم يكبر منذ ولادته ، تداعت في مخيلتي الذكريات وأنا اقلب تلك الصور، كم ضحكنا ولعبنا وتخاصمنا، كم بكينا كم فرحنا، كم كنا نحلم ونتبادل الرؤى والآمال ، زمن طاف وتلاشى ولم يبق منه إلا هذا الأثر ، أنها ساعة متأخرة لا تريد أن تمر، لم أجد ما يبدد حيرتي في ما ابحث عنه وهوالتحقق من تاريخ ميلادي الحقيقي ، تملكني اليأس وخابت أمالي في العثور على ما يثبت إن تاريخ ميلادي مزيف ، كانت الذكريات تنساب متدافعة بعنف بداخلي في غمرة اليأس ، وأنا اقلب تلك الأوراق العتيقة اكتشفت انه بمجرد انك تبحث عن شيء معين في دهاليز الذاكرة تنكشف لك مغاليق وأسرار أشياء أخرى كثيرة وحوادث لم تخطر على البال ، غابت عنك أو غيبت في خضم زحمة الأيام ؟ وفي لحظة صمت انتابني شعور بالإحباط وتراجع اندفاعي ، أعدت الأوراق إلى قبرها داخل الصندوق وأغلقته، ورحت أتسائل مع نفسي وماذا يفيد الإنسان إذا عرف الساعة واليوم والشهر وألسنه التي ولد فيها مادامت السنون التي يقضيها في حياته مجهولة .



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم صبي من شمال الجرح ..
- لافتاتٍ...سود
- رجل محافظ
- خطأ
- الليل وأنين انثى..
- حب بلا... حدود
- كذلك قال شوبنهور..
- يا أهل العراقية ماذا أنتم فاعلون !!؟
- سوق..نائم
- قائمة أم محمد الاميري والمشروع الوطني !؟
- مطر..آسن
- عنعنات..
- وصايا المعلم
- المواطن والمرجعيه والشفره الانتخابيه
- المخفي والمعلن..الانتخابات العراقيه انموذجا
- عاجل من وصايا الخبراء..اجتثاث الشعب!!؟
- أمرسن..الوهم وحقيقة فردوس العقل..
- بكائيه ..الى مالانهايه!!؟
- رساله الى بان كيمون
- العلمانيه ورقاع الرده !؟


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - الصندوق ذي الجلد المرمري ..