|
هل ثمة تحقير للإسلام في الحوار المتمدن ؟؟!
صلاح يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 18:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بين الفينة والأخرى يطل علينا مدافع عن العقيدة الإسلامية بوصفها العقيدة منقطعة النظير التي آمن بها عن رضى وقناعة مليار ونصف مسلم. الأكثر من ذلك والأشد غرابة أن تلك الأصوات تريد فرض وجهة نظرها بتعريف الشتيمة من وجهة نظرها الخاصة بل تذهب إلى أبعد من ذلك لتطالب النقاد بأسلوب مهذب جميل لوصف الجرائم البشعة التي لطخت تاريخ الإسلام منذ 1500 عام. إن استمرار التباهي بعدد المسلمين يعني أحد شيئين بحسب اجتهاد قد يخطيء وأكون قد نلت أجراً واحداً !! الأول هو التباهي بمنطق ديمقراطي على اعتبار أن العدد سيعني أغلبية والأغلبية دائماً على حق أو أن من حقها أن تفعل ما تشاء !! والاحتمال الثاني أن التباهي بعدد المسلمين يهدف إلى تمكين اليأس من عقول وقلوب النقاد على اعتبار أن تغيير عقيدة مليار ونصف نسمة يعبدون الله ومحمد والقرآن هو شيء مستحيل. نتساءل بصراحة، هل الأمة التي يعاني 70 % من تعدادها الإجمالي من أمية القراءة والكتابة هي أمة يعتد بها بتصويت أو اقتراع ؟؟! ثم متى اختار أي شخص في هؤلاء الإسلام عن رضى وقناعة ؟؟ ألم يفرض الإيمان بمحمد وبعقيدته قسراً وهم أطفال ؟! إذن المفهوم الديمقراطي ( الغربي ) الذي يشير ضمناً إلى حق الأغلبية في الافتراء والتسلط وقتل الناس للحفاظ على الدين هو منطق مغلوط وكارثي. ليس ثمة مليار ونصف اختاروا الإسلام بعقولهم لكي نعتبر أن رأيهم أمر يعتد به. لكن عودة إلى الأصوات التي تستنكر ما يعتبرونه شتائم لتحقير الإسلام لدى بعض الكتاب، وأود هنا أن أناقش بالعقل والمنطق الهاديء مسائل مهمة. ماذا يعتبر أي عاقل في هذا الكون المجازر التي ارتكبتها الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر ؟؟! لا يختلف عاقلان على أنها أعمال همجية وبربرية قذرة وشديد الحقارة. لكن لماذا يضج المسلم ويشيط غضباً وتحمر عيناه ويفقد عقله " لو كان لديه عقل أصلا "، عندما نذكره بأن تلك المجازر قد ارتكب محمد وأتباعه مثلها عندما قتلوا بدم بارد أسرى اليهود ؟؟! أين الشتيمة يا أصحاب العقول ؟؟! هل وصف المجازر الوحشية التي جزت بها أعناق الأطفال السلاح الأبيض والفؤوس يعد شتيمة حقاً ؟؟! إضافة إلى 300 ألف ضحية في دارفور على يد مليشيا الجنجاويد الإسلامية، تم اغتصاب مدرسة بنات ثانوية بأسرها باعتبار بنات الكفار سبايا يجوز وطأهن والتمتع بهن. سوف يستنكر أي عاقل هذا العمل الإجرامي البشع، ولكن لماذا الضجيج عندما نوضح أن محمد وأتباعه قد فعلوا الشيء ذاته بنساء اليهود والمسيحيين والمشركين، وأن قرآن محمد يشرع وطأ ملك اليمين ونساء المهزومين في الحرب في الكثير من الآيات. ( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم – سورة النساء: 24 )، حيث ورد في التفسير أن " كل زوج إتيانها زنا إلا ما سبيت "، أي أن السبي في المعركة يسقط ويبطل الزواج. ما الفرق إذن بين ما اقترفته الجنجاويد في دارفور وبين ما ارتكبه محمد وأتباعه في يهود يثرب؟؟ هل يعلم المسلم أن ثلاث من نساء محمد كن من سباياه في الحرب وغنائمه ( صفية وريحانة وجويرية أما مارية فكانت هدية المقوقس له ) ؟؟! كاتب السطور لا يرى في القتل المروع للمدنيين في الجزائر والعراق ودارفور شيئاً يختلف عما فعله محمد نفسه عندما نشر دعوته بالسيف وقام باغتيال المعارضين بكل همجية وصفاقة. أين الشتمية في كل ذلك ؟؟! إذا كان القتل والاغتصاب والتدمير وإكراه الناس على الإسلام منذ الطفولة هي أشياء لا تستحق أن تسمى بمسمياتها الحقيقية، فأين حرية الرأي والمنطق إذن ؟! الدعاوى التي أطلقت مؤخراً والتي اتهمت بعض النقاد بممارسة شتم وتحقير الإسلام هي دعاوى انتهازية تروم اللعب على عاطفة الدين لأجل مكاسب انتهازية، وإن من يعتقد في نفسه مثقفاً ثم يحشد معه من يؤمنون بالشعوذة والرقى وبول البعير وجناح الذباب هو مثقف ضعيف هش يحتاج أكثر إلى إصلاح في أخلاقه المنافقة كما يحتاج أكثر إلى شيء من المعرفة حول آراء فلاسفة الإسلام في الإسلام نفسه. رأي الفيلسوف هو الأهم وليس رأي بائع الفلافل مع احترامنا الشديد لبائعي الفلافل. يهمنا رأي الرواندي والرازي والمعري والبيروني وابن سينا والتوحيدي والحلاج، وفيما يلي نورد للقراء الأعزاء نبذة مما توصل إليه أجدادنا العقلاء في أمور الإيمان والعقيدة.
أبو بكر الرازي: من كبار العلماء والفلاسفة الموسوعيين فقد كان نابغاً في الطب والفلك والفلسفة وعلوم المنطق والكيمياء. كان يعزف العود ويعاقر الخمر في أوقات معينة. لم يؤمن طوال حياته بوجود مخلوقات غير مرئية كالجن والملائكة. تم تكفيره بعد أن تمكن المتدينون من استمالة الخليفة المتوكل وحدثت مجازر بشعة ضد فلاسفة المعتزلة وتم إحراق معظم كتبهم.
أبو حيان التوحيدي: صاحب كتاب " الإمتاع والمؤانسة " و " مثالب الوزيرين " وكتب أخرى في علوم المنطق والفلسفة والأدب. أبو حيان أورد البرهان التالي لعدم وجود الله حينما سئل عن مدى إيمانه بالله فقال: الله شيء أو لا شيء .. ( ليس ثمة احتمال ثالث !! ) أما الشيء فيمكن قياسه ... ( حجم، أبعاد، كثافة = صفات المادة ) الله لا يمكن قياسه إذن الله لا شيء !!!
أبو العلاء المعري: لقب بفيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة. اعتبر جميع الأديان خرافة واعتبر الحج طقوساً وثنية، وأكد على أن الأديان من اخترع القدماء وأنها مفيدة لأولئك الذين يستغلون السذج من الجماهير. رفض المعري مزاعم الوحي الإلهي.
ابن سينا: من أشهر أطباء عصره وصاحب مؤلفات كثيرة منها " القانون في الطب " ولكن يلقب بشيخ فلاسفة عصره. تساءل ابن سينا ذات مرة: ( لماذا خلق الله الكون ؟! هل كان الإله يعوض نقصاً لديه بهذا الخلق ؟! الله – لو صح وجوده – كامل، إذن الكون غير مخلوق !!! ).
ابن الرواندي: من أشهر ملاحدة العصر العباسي واعتبر من نوابغ عصره. كتب ذات مرة يتهكم على نزول الملائكة في معركة بدر فقال: ( لو صح نزول الملائكة في معركة بدر لكان هؤلاء الملائكة مغلولي الشوكة قليلي البطش، فإنهم على اجتماع أيديهم وأيدي المسلمين لم يقتلوا من قريش سوى سبعين رجلاً !! ). هل الرواندي غبياً ؟؟!
هؤلاء عزيزي القاريء هم الذين يعتد بآرائهم وليس بآراء مليار ونصف معظمهم لا يعرف في الحياة سوى الصلاة خوفاً من ناكر ونكير والصوم والحج وتقديس الأحجار والشعوذة المخجلة ويؤمنون بحديث الذبابة وبول البعير ويحكمون على المفكر والفيلسوف بالقتل مرتداً إذا شكك في معتقدات الدين الساذجة. الأمة التي تقتل الفلاسفة وتحرق كتبهم هي أمة حقيرة بالفعل وليس ثمة شتمية على الإطلاق بل حقيقة ساطعة تؤكدها كتب التراث. هؤلاء هم من نهضت بهم الأمم وهؤلاء هم من يجب أن يعاد نشر تراثهم وليتم تقرير مقتطفات منه في مناهج الجامعات بدلاً من فتاوى إرضاع الكبير وقتل المخالفين التي لم تجلب سوى الدمار والتخلف والاستبداد والفاشية.
شكراً للمتابعة
#صلاح_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يتوقف صلاح يوسف عن نقد الإسلام ؟!
-
ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
-
تأملات في العقل الإسلامي
-
الخوف أهم عوامل الإيمان
-
اعبدوا الإنسان !
-
جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
-
المدافعون عن الإجرام
-
رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من
...
-
لماذا تركت الإسلام ؟؟!
-
كرم الرمّان
-
تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
-
مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
-
لصوص النصوص في الحوار المتمدن
-
القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
-
دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
-
عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
-
نعم للجدار المصري !!
-
هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
-
ما بعد زلزال نادين البدير: هل ثمة زلازل نسائية أخرى قادمة ؟؟
...
-
نادين البدير بشائر ثورة قادمة !
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|