|
أين العرب من بين البشر
شيار جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 13:06
المحور:
المجتمع المدني
من الجميل أن نفتخر بأصلنا كعرب وكمسلمين ومن الجميل أيضاً أن نجعل من أنفسنا محورً لهذا الكون الذي تدرع مننا ومن مصائبنا ومن عقلنا المتفكك المنهزم والتي كنا في الماضي نوجهها ونلقي إتهمنا للشيطان وفي الحاضر لأمريكا واسرائيل، فأن جرح طفلٌ إصبعة في الماضي وإن تحرك شيئٌ بدون فاعل نقول هذا فعل الشيطان وإن هدم لنا منزلً كان فساد المسؤولين فيها يداً وإن جرفت المياه لنا شجرةً نتهم بها اسرائيل وإن رأينا مجرمً وسفاحاً نقول عنه بل ننعته باليهودي وكأنهم مخلوقات جاءت من كوكب آخر. ولكن كل هذا هو هروب من واقع أليم لا نريد الإعتراف به بشتى الوسائل، حيث إنني سأقول وبكل قناعة وإصرار ماذا قدمنا نحن العرب كمسلمون وكشعب الله المفضل كما نزعم لهذه البشرية؟
في الحقيقة دار هذ السؤال في ذهن الكثير من البشر فمنهم إتجه لتاريخنا الذي تدرع منه الغربيون وقالوا نحن أهل الطب ونحن أهل الجغرافيا ونحن أهل الإنتصارات والتحرير والحرية ونحن أهل الدين. فأين هم هؤلاء الذين تتحدثون عنهم. إن كنتم تتحدثون عن إبن سينا فهو من أصل بخاري وإن كنتم تتحدثون عن الجاحظ فهو من أصل إفريقي وإن كنتم تتحدثون عن صلاح الدين الأيوبي فهو من أصل كردي وإن كنتم تتحدثون عن الفارابي فهو من أصل كازاخستاني وإن كنتم تتحدثون عن شيخ الإسلام أبن تيمية فهو من أصل كردي وكل الذين نتحدث عنهم والتي أوهمتنا كُتب الدراسة في المدارس الحكومية هم ليسوا بعرب فوللهِ وبكسر الهاء بدأتُ أشكُ بعروبة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن أنا سأقول لكم شيئاً آخر اليوم إن تحدثنا عن أسامة بن لادن الذي جعل من المسلمين مصدر خوف و إرهاب من كل البشر وجعل من دول مسلمة وليست عربية مركزاً لسكب شره وعنفوان دمائه فهو عربي ومسلم وإن كنا نتحدث عن صدام حسين الذي اباد شعبه وإستقوى على جيرانه العرب فهو عربي مسلم وإن كنا نتحدث عن حسن نصرلله الذي جعل من لبنان ساحة معارك له ولأسياده الفرس فهو عربي مسلم وإن كنا نتحدث عن أنور السادات الذي اوقف الحرب وأعلن السلام مع اسرائيل فهو عربي مسلم وإن كنا نتحدث عن البشير زعيم السودان المتطرف الذي قتل حوالي الـمليون والمئتان ألف شخص في إقليم دارفور فهو عربي مسلم وإن كنا نتحدث عن حسني مبارك الذي يقطع الموئن والموارد الطبيعية ويشارك بكل قوة في بناء جدار لقتل أخوته في فلسطين فهو عربي مسلم وإن كنا نتحدث عن النظام الملالي الفارسي الذي يشنق كل من تفوه بكلمةً بتهمة محاربة الله فهم مسلمون. وماخفي هو أعظم.
من نحن من البشر أين مكانتنا في هذا الكون؟ ماذا قدمنا للبشرية؟ بإختصار نحن مادةٌ صوتية نبعنا من شعر الجاهلية العظيم ومجرانا القرآن والتجويد وسكبُنا في مطاف القصائد الملتزمة التي لا تحرك في قلوبنا شيء وجفافنا في رجب خش صحبك عني وبحبك يا حمار. نحن شعبٌ مثقفونا مجرمون ومجرمونا أبطال، نحن شعبٌ كُتابُنا مقيدون وسجناء وجهلتُنا أحرار. لا ماضي لدينا ولا حاضر لدينا ولا تاريخ لدينا نفتخر به.
فأنا شخصياً لا اريد أن اكون انهزامياً وأقول لا توجد بيننا إختراعات فادت البشرية نعم هنالك بعض الإختراعات التي سيتحدث عنها كل البشر الذين سيآتون من بعدنا. فنحن من أخترعنا الشيشةَ ( الأركيلة ) وذهبنا بها إلى الغرب وجعلنا منها أدات تسلية رئيسية تتداول بين أطفالنا وبين أفواه السواح الذين يآتون إلى بلادنا لا لكي يشاهدوا رُقي تاريخنا بل لكي يشاهدوا أجدادهم البيزنطيين والرومان ماذا كانوا فاعلين في زمانهم والذين يقولون وبشكلً علني جئنا وتعلمنا من العرب الشيشة ( إنه بالفعل لأمر مسلِ ) وأيضاً أخترعنا الرقص الشرقي الذي ينافر تماماً عقائد الدين الإسلامي الحنيف والتي أصبحت متداولة بين الأوربيين والأمريكان حيث إنهم أتقنوها أكثر من نساءنا المضطهدات ونجد بجميع مراكزنا العربية الثقافية ( أقصد بالملاهي الليلية ) كيف يرقصن تلك النساء الروسيات هذا الرقص الشرقي وبكل براعةً أيضاً . وإخترعنا أيضاً الأكل، الطعام الشهي المليء بالدسم والشحومات واللحم والذي يتهافتون عليه الغربيون لشدة مذاقه الرائع والتي وبكل فخر وعزة تدخلنا موسوعة جينيس لأكبر قرص فلافل وأضخم صحن تبولة وأطول سيخ كباب بينما اليهود والأمريكان يدخلونها لإختراع خلية حية وأسرع صاروخ يصل إلى القمر وأكبر طائرة وأحدث الطرق لعلاج البشرية من الأمراض المهلكة. وإيضاً أخترعنا وأشتهرنا بل أتقنا عمله ألا وهو الإرهاب. نحيط أنفسنا بالمتفجرات ونمشي وكلنا خشوع للله ونقف في سوقً يعج بالعرب والمسلمين ونتأتأ ببعض الآيات القرآنية ثم نسحب ذلك الخيط اللعين وتكون الثمرة عشرات القتلى من الأطفال والنساء العرب المسلمين ومئات الجرحى وفوضى عارمة في ذلك المكان. وكل هذا من أجل حور العين التي مهما ضاجعتهن بقيوا طاهرات وكأن أحد لم يمسهم وأنهار العسل والخمر هل هذا ماتعلمناه من ديننا وربنا؟ وإن كان الله يفعل كل هذا في الجنة فولله سألحد من هذا الكلام والأفعال. هذه هي إختراعتنا وهذا هو ما أفدنا البشرية بها. سمٌ وآكلٌ وعري ثم إنتحار. هذه هي مكانتا بين البشر والحديث يطال علينا ولكن خير الكلام ما قلَ ودل.
#شيار_جعفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
-
بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار
...
-
السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بشأن إسرائيل
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|