أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - لمن التصفيق ؟














المزيد.....

لمن التصفيق ؟


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال بأن التصفيق بدأ مع اليونانيين ، وقد كان للتعبير عن حب الناس وإعجابهم في العرض المسرحي الذي يشاهدونه ، وهناك من يقول أيضاً عن اليونان بأنها أول دولة وجد فيها مهنة التصفيق ، وهم مجموعة من المأجورين الذين يمتهنون التصفيق في العروض المسرحية والمسابقات الفنية والعروض الرياضية الأخرى ، كيما يوجهوا أنظار الجمهور والحكام لتلك الفعالية .
والفرق واضح بين التصفيق الصادق للأبداعات والمغشوش مقابل أجر .
والمُصَفِّقْ والمُصفَّق له أنواع ، فهناك من يستحق ، وأعزّي ذلك لسبب إبداعي وغالباً مايكون إبداع فنّي مميز لايمكن إلا للندرة القليلة التميُّز به ، وهناك من يرغم الحضور على التصفيق سواء بالعصا أو بالإيحاءات ، وعن ذلك حديثنا .
يوجد نكتة قالتها الشعوب العربية عن حكامها بتغيير إسم الحاكم لكل دولة ، وهي عن رأس الدولة الذي تنكر وذهب إلى السينما ، وقبل بدء الفلم كانت السياسة تستغل هذه الفرصة لتعرض فلم مصوّر عن إنجازات القائد ، ويبدأ الكل بالتصفيق إلا القائد المتنكّر ، ليلتفت له الذي بجانبه ويقول ( صفق ترى يودّون جلدك للدباغ ) . سردّت هذه النكتة مستعيضاً عن الشتيمة ذات العيار الثقيل بجلدك للدباغ ، وقلت في نفسي قد يوجد شخصاً لايعرف تلك النكتة وهذا من المستحيلات . فكم من مرة إحمَّرَّت الكفوف من شدة التصفيق وذلك أفضل من إحمرار المؤخرات بـ ( صوندات ) الأمن .
وهناك من يصفَّق له إحتراماً لمكانته أو لحكم روتيني تقليدي أو مجاملةً أو تملّق ، وذلك مايحدث في الصالات التي تحتوي على منصّات يتعلّق بها ويعلّق الحضور لفترة من الوقت لإلقاء خطبة سياسية أو دينية ، أو إمتداح شخصاً له جاه أو لإحياء ذكرى فقيد له منجَزٍ ما .
الخطب السياسية أثبتت عدم جدواها ، وما التصفيق لها إلا نوع من إلإذلال والإنصياع لشخص سيسعى أو يسعى جاهداً لسحق من هم بمعيته .
والتصفيق للخطاب الديني لاتقل سيئاته عن ذلك السياسي اللعين بل العن ، فرجل الدين الذي يجب ان يتصّف بالتواضع ، نراه أحياناً يتصنع في نبرة صوته لينهي مقطع من كلامه أو كله بنبرة صوت ثورية تتحرك لها الأيادي دون وعي .
وهذا النوع من رجال الدين كنظيرهم السياسين ، يبغون مجداً بالسيطرة على العقول من خلال التصفيق المبتذل من قبل شعب مارس تلك الثقافة بعد أن أصبحت جزءً من كيانه ، ليخلقوا لهم بذلك زعيم يستخدمهم إرضاءً لغروره .
حالياً نشاهد رجال دين ثوريين في خطاباتهم حتى في النكبات ، فقط لأجل التصفيق ، وماأكثر الخطب التي تسبّبها الكوارث والتي يزداد بها عدد الأرامل والأمهات الثكلى ، لينتهي الخطاب الحماسي ( نحن لهم والله معنا وسف نَنعَل أبو إللي ... ) ويهب الماجورين للتصفيق ويشاركهم وكأنهم تحت تأثير الهيروين المحزونين الذي لعب الخطيب بعواطفهم وسحبهم لطاعته .
وهناك من يخاطب الناس إيمانياً مستعيناً بآيات يقول عنها بأنها أقوال إلهية ويستخدمها بطريقة تحفيزية تساعد من يسمعه وتثيره على التصفيق ، وبهذا سيكون قد أزاح الهه من مكانه ليضع نفسه ، أو كما أصف دائماً أحد الأشخاص بأنه يتصرف ويتكلّم بمنطق الروحانيات وإن أتقن التمثيل الروحاني إلا إنه بعيد كل البعد عن تلك السَما ، فهذا الشخص المؤمن والتقي والورع ، بدل أن يمجّد الله ، نراه يستعمل ألله نفسه ليمتجّد هو . لذا أوجه نقدي لمروجّي التصفيق من رجال الدين وأدعوهم لعدم سحب الشعب في دور الصلاة لإذعانهم بالتصفيق وإلا تحولت تلك الدور إلى مسرحاً للدمى ، ويكفي ماوصل له البعض منهم من تعالي وتعجرف لايطاق .
فمتى سيكون التصيق في محلّه ؟ وهل كما قال زميلي الذي أحترمه بأن التصفيق من الصفاقة ؟
أعجبني هذا التعريف ولاأعرف من أين وصلني ، وهو ينطبق على الكثيرين ، " التصفيق هو مغسلة من مغاسل غسل دماغ الشعب وهي مغسلة اليد لتلويث العقل ، وهي مغسلة تخترع مصطلحات جديدة في الكذب والغش " .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار
- لاس فيغاس عراقي ، كفيل بتقويمه
- زماننا وزمانكم
- تعال يا حمار . . ميخالف - روح يا حمار . . ميخالف تعال ( أركب ...
- حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!
- إسمحوا لي أن أشتم - حلقة أخرة من سلسلة تنفيس
- بدل أن نطلق صفاة لإله واحد ، فليكن لنا أسماء لعدة آلهة
- وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف
- الاديان والقوميات حافظت عليها البشريه .. ليس حبا بها بل كرها ...
- يوم الحرية الكوني
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - لمن التصفيق ؟