أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري يوسف - هل خلق الله بشر قبل ادم ؟















المزيد.....

هل خلق الله بشر قبل ادم ؟


خيري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر الكتاب المقدس ان ادم اشتغل بالحراثة بعد ان طرده الله من الجنة.
- ( فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليحرث الارض التي اخذ منها). تكوين 3: 23
ومعلوم تاريخيا ان اول مهنة زاولها الانسان هي الصيد, وان الفترة التي تتطلبتها البشرية حتى تحولت الى مرحلة الزراعة كانت طويلة . فاذا كان اول انسان قد اشتغل بالزراعة وعرف الاستقرار, كيف يعقل ان يكون احفاده قد تحولوا عكسيا من الزراعة الى الصيد وانهم لم يعد يعرفوا شيئا عن الزراعة وما توفره من استقرار ثم ياتي احفاد هؤلاء ويتحولوا تدريجيا من الصيد الى الزراعة مرة اخرى.
اعتمد الانسان الاول في اكله على صيد الحيوانات وجمع الاعشاب وما تثمره الاشجار البرية, والتي لم تكن له يد في زراعتها بعد. وبما ان الحراثة اول فقرة من فقرات الزراعة, وكون ادم قد زاولها فلا بد ان يكون ادم ابن لاجيال سابقة من البشر عاشوا في فترة التحول هذه, اي وجود بشر(اوادم ) قبل ادم اليهود .
وان وجود انسان عاش على الارض قبل ان يخلق الله ادم يؤكده الكتاب المقدس فيقول في سفر التكوين
- ( و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض. فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم. و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض) . تكوين1 :26-28
فنلاحظ هنا ان الكتاب يذكر في بداية سفر التكوين بان الله قد خلق الانسان,خلقهم ذكرا وانثى, وقال لهم اثمروا..., هنا صيغة الفعل اثمروا تعني انكحوا كما وردت في القران, ونجد ان الثمرة في الكتاب المقدس تعني الوليد, والتي وردت في فترات مختلفة, ففي الصلاة الملائكية عن مريم العذراء يقولون مبارك ثمرة بطنك يسوع. وهذا يدل ان الانسان ولابد ان يكون قد اثمر واكثر وانتشر في الارض قبل ان يخلق الله ادم.
نلاحظ ان الله قد خلق الانسان في اليوم السادس, و بعد ان فرغ الله من عمله واستراح في اليوم السابع, يعود بعد ذلك ويخلق الله ادم على الارض ثم ياخذه الى الجنة.
-(وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و نفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية و غرس الرب الاله جنة في عدن شرقا و وضع هناك ادم الذي جبله) . تكوين2: 7 - 8
وقد خلق الله في الجنة امراة عونا لادم هي حواء, معينا نظيره. وبهذا يكون ادم من ابناء الارض, اما حواء فهي من ابناء الجنة.
- (...و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره, فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملا مكانها لحما, و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم ). تكوين2 : 20-22
ثم بعد ان يطرد الله ادم من الجنة, ويسكن هو وامراته حواء الرقعة شرقي جنة عدن الكروبين, وتلد حواء قاين ثم بعده هابيل, نلاحظ هنا ان قاين كان يحرث الارض, والتي كان قد مارسها ادم ابيه قبله, وان هابيل عمل راعي غنم وهي مرحلة لاحقة تطلبتها فترة الاستقرار الزراعية, ان المهنتين تتطلب وجود اكثر من شخصين ولابد انهم كانوا موجودين ولم يذكرهم الكتاب لعدم الحاجة اليهم لاكمال تساسل الانساب.
يكمل الكتاب المقدس سيرة احداث عائلة ادم وحواء, وبعد ان يرتكب قاين اول جريمة قتل في عائلة ادم, بقتله اخاه هابيل, وان الله يطرده من وجه الارض عقابا له عن فعلته هذه.
- (فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك. متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها تائها و هاربا تكون في الارض ). تكوين4 : 11-12
نجد ان قاين يشتكي الله طرده لانه يخاف من ان يقتله اخرين ان وجدوه, فيذكر الكتاب:
- (انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض و من وجهك اختفي و اكون تائها و هاربا في الارض فيكون كل من وجدني يقتلني ). تكوين4 : 14
المفروض انه لا يوجد احد على الارض التي طرده الله اليها, فلماذا قاين يشكو الله من وجودهم ويخاف ان يقتلوه, وهنا لايمكن ان يقصد بكلامه (فيكون كل من وجدني يقتلني) يقصد ابويه لانه يعرف انهما بقيا في ارضهما,الارض التي طرده الله منها. ولذلك جعل الله له علامة لكي لا يتعرض له احد, واذا كان الله لم يخلق اناس اخرين لماذا يضع علامة على قاين, فهذا دليل على ان الله قد اوجد اناس اخرين لا علاقة لهم بادم في اماكن اخرى, ومنها الارض التي طردالله قين اليها وهؤلاء لم يتعرضوا لقاين في اقامته في ارضهم. بل انه تعرف على امراته منهم هناك, وحملت وولدت له ابنه اخنوخ .
- (...و جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده, فخرج قايين من لدن الرب و سكن في ارض نود شرقي عدن, و عرف قايين امراته فحبلت و ولدت اخنوخ ). تكوين4 : 15-16
هذه كل اخبار قاين وتنقطع اخباره نهائيا ولن ياتي الكتاب المقدس ويكمل قصته بعدئذ, ثم يستمر الكتاب بسرد قصة ادم وسلسلة نسله عن طريق ابنه الثالث شيت الذي ولدته حواء بعد موت هابيل. والذي عن طريقه ياتي كل الانبياء وكل شعب اسرائيل.
- (وعرف ادم امراته ايضا فولدت ابنا و دعت اسمه شيثا قائلة لان الله قد وضع لي نسلا اخر عوضا عن هابيل لان قايين كان قد قتله. و لشيث ايضا ولد ابن فدعا اسمه انوش حينئذ ابتدئ ان يدعى باسم الرب ). تكوين 4 : 25- 26

ووبعد ان يسرد الكتاب سلسلة مواليد ادم ويصل الى نوح واولاده سام وحام ويافت, يعود الكتاب و يذكر اناس اخرين وانهم قد ازدادوا على وجه الارض, وان احفاد نوح الذين يسميهم بنو الله قد راوا بنات الناس وانهم اتخذوا منهن نساء.
- (و حدث لما ابتدا الناس يكثرون على الارض و ولد لهم بنات, ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا ). تكوين 6 : 5-6

فنلاحظ ان الكتاب قد اشار في اماكن عدة الى وجود اقوام على الارض ليسوا من نسل ادم, ونعرف انه كانت في المنطقة حضارات عريقة. ففي الشرق من ارض الميعاد كانت الحضارة البابلية والاشورية ولها الهتها المشهورة مثل الاله مردوخ الذي بامره اصدر حمورابي شريعته المشهورة. وفي الغرب الحضارة المصرية العظيمة الذين كان لهم عدة الهة وكان اشهرهم سلسلة الالهة التسعة التي تبدا ب(اوزيريس) حاكم عالم الموتى وتنتهي ب(نون) الهة السماء والتي منها اخذ الفراعنة شرائعهم.
بني اسرائيل ارادوا ان تكون لهم خصوصيتهم بين هؤلاء فجعلوا لنفسهم الههم الخاص بهم وهو (يهوه) الاله الذي في السماء الذي خلق اباهم ادم, والذي استمر يرعى مسيرتهم بالوعود الكثيرة التي قطعها لنفسه معهم بسلسلة الانبياء والتي انتهت بلوح الوصايا التي اعطاها لموسى في طور سيناء.

هذا عن ادم اليهود فماذا عن ادم المسلمين ؟
هذا في مقالة لاحقة



#خيري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري يوسف - هل خلق الله بشر قبل ادم ؟