|
ماذا حصل لمدلاة ضريح كربلاء لمهرجان .. تنور
محمد وهيب فتاح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 14:33
المحور:
الادب والفن
قال بابلوا نيرودا الدم وصل الرصيف. حقاً ان دم "الحسين وجيفارا" يدق نوافذ "دار ضيافة كربلاء" لقد استنفذنا قوتنا الثقافية بالكامل. لكننا نمتلك قوة سبعينية اكثر من طاقتنا. واذا كانت تنقصنا القوة لاقامة دولة ثقافية آمنة وطبيعية وعادية تضم مجموعة مثقفين يقدرون على عدد الاصابع، عليهم بالقيام بتنظيف هذه الدولة وما بداخلها من شواذ وادعياء الثقافة. ولكنني لا أتماثل مع ثقافتهم السافلة التي يحملوها بدمائهم مجموعة من ثعابين هذه الارض جلبوا عدم الاستقرار لأجيال عديدة. ان عددا من العراقيين خارج العراق تعذر عليهم فتح الانترنيت وتصديق ما يطلعون عليه من كتابات ساخرة والذي نمر به امر غير اخلاقي وغير واقعي للثقافة العربية. مما سيؤدي الى تدمير الثقافة من الداخل. ولكني على استعداد للقول. ان الجيل السبعيني هم وحدهم الذين يقفون امام هذا القصف العشوائي وانزلاق المتخلفين وتقديم الجوائز الوهمية لهم كونهم ان فلان فاز بالنقد والاخر باحث والاخر فيلسوف ومنهم حصل على الدكتوراه. ويقومون نحو فلسطنة كاملة حولهم. يبدو اني الان اكتب بدم بارد هؤلاء قادرون للتعرض على المجازر والتدليس المستمرين به. هؤلاء يريدون اعادتنا الى السابقة. الى البحر الذي جئنا منه. ونتحرك وفق منطق (المراحل) النخب ومرتكبي الاخطاء النحوية المفترض بهم اللجوء الى غير هذه الوسائل الاجرامية لتحقيق سلامنا وسلامهم. او التوجه الى قاعة حوار لتبرير اعمالهم والاغتصاب اللغوي الذي يقومون به ... فلا عجة من غير تكسير البيض. يجب ان توسخ يديك. لانكم ثقافة غير معقولة وباهظة انسانياً. وهناك من يمتلك المناص لاقتلاعكم لتطهير الجبهة من البرابرة ونضع ثقافتنا فوق معسكر الاخلاق. حين وصلتني دعوة للمشاركة في هذا (المهرجان) (من الكاتب والصديق الاخير ناظم السعود) قررت المشاركة والسفر الى كربلاء يوم الخميس 6/5/2010 على الرغم من كثرة التزاماتي الوظيفية والادبية : فمثلا انا تركت دار الكتب والوثائق التي اعمل فيها في قسم البحوث والمشكلة ان المدير العام (الاستاذ سعد بشير اسكندر) موفود باجازة رسمية في امريكا وبهذا تركت مكاني في هذا اليوم مع غياب المدير وثقته العمياء بيننا ثم ان عائلتي لم اخبرها بهذا السفر المفاجئ لانني اعلم شدة حاجتهم اليَّ لكوني اجتمع بهم نهاية كل يوم اسبوع (الخميس والجمعة) فقط. ويجب ان نذكر هنا ان هناك اكثر من صحيفة وموقع انترنيت ينتظرون الاسهام بكتاباتي اليهم سواء داخل العراق او خارجه وغالبا ما اكتب هذه المساهمات مستغلاً اجازتي في نهاية الاسبوع. ان هذه الاسباب كان يجب ان تحول من دون ذهابي الى كربلاء والمشاركة في هذا المهرجان المنتظر لكنني اقول ان تقديري الكبير للصحفي (ناظم السعود) وصديقي الاخير هو الذي دفعني للذهاب الى منطقة (علاوي الحلة) لاستقل السيارة المتوجهة الى كربلاء وهناك عثرت على (السعود) ساكنا في احراش الامزون الكربلائية وجلست في بيته القصي والمتواضع وسط الادغال الطورجية ونبات البان والمياسة. وقبل الساعة الخامسة عصرا اتصل بصديقه (مارك) ليقودنا في سيارته (اليموزينية) الى دار الضيافة في كربلاء وهو مقر استقبال كبار الوفود المشاركة وهي مفارقة ساخنة جدا لان دار الضيافة لم يكن فيها ما يسر صديقا او عدوا فهي دار مهملة جدا يغمرها الظلام الدامس حيث انقطاع التيار الكهربائي عنها وعدم شمولها بمكرمات (الوطني والمولد والطوارئ) ولهذا وجدنا انفسنا وسط اجواء من الاختناق لاسيما مع هبوب اجيال من الحشرات والقوارض التي تنام نوما طويلاً في هذه الكهف الكربلائي حتى ان بعض لسعات البعوض لم اجدها في (الامزون) التي يقطنها السعود وعائلته وصديقه (مارك). وتركت هذه اللسعات آثارا تذكارية ولا القادمين على الضيافة الكربلائية. والواقع اني خجلت لحال الاديبان (يعقوب يوسف و زوجته الشاعرة منى الخرسان) اللذين وصلا مع طفلتهما الشاعرة (فاطمة) ولكنهم فوجئوا بالحالة المزرية بالمكان الذي يسكنه مجلس محافظة كربلاء وكانت الحيرة والاسف تلوحان على وجوههم لان الدعوات التي وجهوها للمشاركين لم يتم احترامها والذين جاءوا فعلا سرعان ما انسحب بعضهم لتفادي هذه المهزلة، ومن بين الحاضرين صديقي د. فارس الكاتب الذي جاء استجابة للدعوة وبرفقته اثنين من الكتاب في الصحف. وقد بدأ شرح ما يحصل في هذا المهرجان (الاغرب) فليس هناك مسؤولين من المحافظة لمقابلة المدعويين وتذليل العقبات التي تواجههم كما انه ليس هناك لجنة ادارية وتحضيرية للمهرجان الذي عاش وسط الظلام الكربلائي واسأل هنا. اين الدكتورة سليمة؟ رئيسة لجنة الاعلام والثقافة في مجلس المحافظة ولماذا اغلقت محمولها ومن أي جامعة حصلت على شهادة الدكتوراه ؟ آه كم كان بودي ان التقيها لتقرأ لي شعرها الغزلي؟ وايضا اين الكاتب الهاوا عدي المختار الذي تم تكليفه بهذه المهمة التاريخية التي تضاف الى تاريخ كربلاء ولاسيما مذابحها الشهيرة. وقد عرفت من الأديبين المظلومين (يعقوب يوسف ومنى الخرسان) انهما وقعا في الرمال المتحركة من دون درايتهما لما يجري من دسائس ثقافية وكيف هما اضطرا الى الاعتذار من عشرات المدعوين قبل ان يصلا وتحل بهم الكارثة واحسست شخصيا انهما بريئان وقعا في المصيدة من دون ذنب ان هذا المهرجان الذي اضطررت للانسحاب منه مبكراً وقبل انعقاده لا اجده يمثل الثقافة. ولا ثقافة محافظة كربلاء من الان فصاعدا لن احترم العالم وفي الارض مثقف واحد منكسر العينيين.
#محمد_وهيب_فتاح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس مهماً ان تجوع العوائل ..!المهم ان تسود الديمقراطية
-
سلطة الثقافة وثقافة السلطة
-
بين الحرية والتحرير
المزيد.....
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|