أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هنا تونس














المزيد.....

هنا تونس


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 14:32
المحور: الادب والفن
    



هنا لا يمكن لأيّ شيء على الإطلاق أن يصبح شعرا


هنا لا يمكن أن يَسلم عرضك من عضة كلب يمضغ الفلك ويشرب الخريطة

هنا يمكن أن تبلّ نفسك وتشربها باردة

هنا لا يمكن أن تعوّل على الحبْ

هنا يمكن أن تصبح فأرا بلديّا عاشقا لأيّ جرذ أصيل

هنا يمكن أن تحبّ أيّ فِلم وتصبح على ما تريد



هنا لا يمكن للفكرة أن تكون فكرةً



هنا عليك أن تحارب شبابك كما لو انّه عدوّك

هنا الشيوخ أطفال يتامى

هنا لا يمكن للمشمش أن ينضج

هنا يمكن أن تكون لمدّة يوم إطارا شابا وحيويا ومهذبا

فيهجم عليك الجيران وأهل الإقليم بأسره طلبا لشغل أو قرض أو هجرة...

كأنك الملك الملاك رسمائييل

أو الوزير ناجوت ابن مالوت



من هنا يمكن أن تشارك في الحبّ على غزة
هنا يمكن أن يستدعيك السفير الأمريكي إلى إقامته ولا تذهب

لأنّ العراق يعني لكَ شيئا

هنا يمكن أن يستدعيك البوليس لتشابه في اسم البلد وتذهب

لأن أمريكا لا تعني لكَ شيئا



هنا يمكن أن تهدأ كثيرا كثيرا أيها المسكين

هنا يسألونك كلّ يوم عن الرّوح فيُعرج بك على نفسك

فتحسّ بالراحة

إنها راحة، راحة،

لو تدري...أوه لو تدري يا صاحبي

طرب الواحة

هنا أنت ثقيل على بلدك

وهو خفيييييييييييييييف

هنا تتقيأ حليب أمّك طلبا للمغفرة



هنا مجرد هنا

لا قبل هنا ولا بعد هناك



هنا أصبحتَ إلى حدّ الآن شابا

وكفى

ماذا تريد أكثر؟

هنا تُسمَّى الحياة غدا

وغدا نصف غد

وبعد غدٍ...



هنا عليك أن تخطّط لمدينة رمزية

ومهنة رمزية

وحديقة رمزية

وحياة رمزية

ومقبرة رسمية



هنا تستطيع أن تختار بين فنان عاديّ ومواطن عاديّ

هنا يمكن أن تصبح فقيها بسَلاسَة

وأن تصبح شاعرا دفعة واحدة

هنا يمكنك أن تبادر بمداعبة قطرات الأمطار في فراشها

ويمكنك أن تلبّي طموح القمح في مهده

هنا يمكن أن تباغت الصباح بالتحية فيتفحّم

هنا يمكنك اقتياد الريح بإرادتها إلى حيث تشاء رياح أخرى

هنا يمكنك أن تُجري تحويرا على لحيتك كل يوم

ويمكن أن تفرح إلى أن يتفتق سروالك

هنا يمكن لأمّك أن تنجب لكَ مدينة دستورها تساوي أمل الحياة عند الولادة

هنا يمكنك بكل أريحيّة أن تشرح ذوقك لامرأة حامل

على أمل أن تنجبك

وهنا كذلك يمكن أن ترث عشاء قتلاك

هنا يمكنك أن تلاطف الموج بين يدي ربّك



هنا يمكن للدولة أن تعترف بك عصفورا مدنيّا له قوت يكفلها الجيش

هنا يمكن للياقوت أن يصبح ديناميت لولا الاحترام المتبادل

هنا يمكن للطبيعة أن تعترف برائحتك دون محاكمة

هنا يمكن أن تهذي على راحتك

هنا يمكن أن تصبح حرا كبالونة زرقاء فوق جدار السماء الأبيض دون تطبيع مع أيّ كان

هنا لا يمكنك أن تكون عبريّ النفسية في القميص الأزرق



هنا يمكن أن تسافر إلى النّيبال دون أن تصبح شيوعيا

هنا يمكن أن تعود من الجنة بسلّة خمر

هنا يمكن أن تُتهم بمعاداة السامية الوطنية

وبتخريب اقتصاد الاتحاد الأوروبي وشركاؤه

لماذا تنسى درسك المميز: المزيد من الرأسمالية يؤدي حتما إلى الشيوعية

هنا يمكنك أن تتدخل في أمور لا تخصّك

هنا يمكنك أن تموء دون أن تموء

هنا يمكنك أن تسافر إلى الشقيقة بيجين دون أن تتبني شيوعية رأس المال

ويمكنك أن تتفكك دون أن تعتقد في اشتراكية الدولة

هنا يمكنك أن تخوض إضرابا خارج القوانين الفرنسية

هنا يمكنك أن تظل مفتونا بالسياسة المدنية والديانة المدنية والدولة الاجتماعية

فهذا يعفيك من فكرة الجمهور والأمة والثورة وما على ذلك



هنا يمكنك أن تتمنى وزيرة شابة تناجيها بحب ونعومة وربّما تقع في غرامك وتصطحبها على المسرح

وربما تنجبان شاعرا وموسيقيا ورائد فضاء وجيمس كامرون ومانديلا على كاهل الدولة

وربّما، ربما

لمَ لا؟



هنا يمكن أن تعقد اجتماعا حاسما حول المستقبل دون أن يراك ودون أن تراه

هنا يمكنك أن تتحمل قهرك ولكن بلا طائل

هنا تفكر في أن تُدخل السيارة في حائط انتقاما من ذبابة حرة

هنا قد تدور حول الأرض وتعود

والقطار العظيم يُفتح من باب وحيد خوفا على الوحيد من الوحيد

هنا يمكنك أن تقرأ جريدة أو تتبادل اللكمات والركلات مع التلفاز الوطني والحاسوب الوطني دون أن تضرب عن الطعام

هنا يمكن لآيّ كان أن يقول لك أنا تونس والبلاد متاعي



هنا كان بودّي أن أكون هنا

هنا لستَ هنا



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إ.رَ.لكِ S.V.P (1)
- بكاء قليل
- أحبّكِ فوراً
- أُورُونْجْ بْسِيشِيكْ
- أطلبوا الحياة ولو في تونسْ
- على اثْرِ ابتسامتكْ
- على اثْرِ ابتسامتكْ
- نعاسك أيضا معجزة
- عن حُبْ
- في حبكْ، أكتفي بمعجزة
- لا تغيري ابتسامتكْ
- لو لا ابتسامتكْ
- خَدِّرِينِي... خَدِّرِينِي...
- لوِ الطبيبة
- مَرْحَى لقلبكْ؛ أيتها الطبيبة
- رسالة إلى صديق المتمدن
- كونشارتو آخِر الظل
- رسالة إلى إنسان إسرائيلي جاء به الطوفان
- وردُ فُوبْيا
- شكرا للوردي على صدرك يداوني من الأحمر


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هنا تونس