|
لماذا كل هذا التحريض وكل هذه الجرائم ..
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 12:05
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
.......ما نشهده من حالة انفلات غير مسبوقة في صدور الكثير من الفتاو عن ما يسمى بكبار علماء الدين والمسلمين،والتي أغلبها نتاج لفكر ظلامي وعصبوي وتكفيري واقصائي وطائفي ليس له علاقة بالدين،وهذا الفكر وهذه الفتاو المشوه للدين والمجتمع هي نتاج لفكر جماعات تكفيرية متسلحة بأفكار جلجلت وزلزلت وخسفت وطفشت وغيرها من هذه اللازمة المقيتة،والتي يبدو أنه لديها أجندات وأهداف ليس الهدف منها تحصين وحماية المجتمع من الآفات والأمراض الاجتماعية وتطبيق تعاليم الشريعة،بل تدمير النسيج المجتمعي وبث ثقافة الرعب والتخويف فيه وخلق تصورات غربية عن الدين والمجتمع العربي والإسلامي،والغريب أن المصدرين لهذه الفتاو أغلب الظن أنهم مصابون بمرض الهوس الجنسي العصابي،ليس في جعبتهم إلا الفتاو التي تنتقص من قيمة المرأة ودورها والتفنن في كيفية التهام جسدها،والتعامل معها كبضاعة أو سلعة،أو الفتاو التي تتدخل في أدق خصوصيات جسدها ولبسها وشكلها وطريقة أكلها وكلامها،أو الفتاو التي تقسم وتجزأ وتخون وتكفر الأمة والمجتمع...الخ. هذه الفتاو المرتبطة ببنى اجتماعية مغرقة في التخلف البيئي والاجتماعي،تعمل على تفريخ حواضن وجماعات ليس لها هم سوى إقامة سياج عالي حول المرأة ،وبما يمنعها من ممارسة أي دور اجتماعي أو اقتصادي أو تربوي أو تعليمي في المجتمع،وقصر هذا الدور على إبقاء المرأة حبيسة البيت والطلب منها تربية الأطفال،وأي تربية هذه التي ستكون مبنية على الجهل والتخلف؟،وماذا ستنتج مثل هذه التربية سوى المزيد من الجهل والتخلف،ونشر الأساطير والشعوذة والغيبيات وغيرها؟. والمأساة أن المجتمع برجال فكره وكتابه ومثقفيه يصمت على مثل هذه الجماعات،ويتعامل معهم على أنهم عباد الله الصالحين،والذين هم شياطين في لباس وعاظ ومصلحين ونساك،بل أجزم القول أن جهات مشبوهة تقف خلفهم،هدفها بث الرعب والخوف في المجتمع،وتشريع ارتكاب الجرائم بحق المرأة تحديداً،وأي أحزاب أو جماعات تخالفهم الفكر والمعتقد،وبما يفكك ويدمر النيسج الاجتماعي ويدخل المجتمع في أتون الطائفية والجهوية والعشائرية،ويرسم صورة قاتمة عن المجتمع العربي والإسلامي،بأنها دفيئات للتطرف والإرهاب ومجموعات من القتلة واللصوص والمصابين بأمراض الهوس الجنسي وغيرها. فأنا أريد منكم من يدلني على نص ديني قراني أو حديث نبوي أو غيره،ينص على تحريم الرياضة للبنات،عندما تصدر هذه الفتوة عن شخص يقال أنه من كبار علماء المسلمين في السعودية،ويشدد على أن مكان المرأة هو بيتها وتربية أولادها،لا يريد لها أن تتعلم أو تمارس أي شكل من أشكال الرياضة أو العمل الاجتماعي آو الاقتصادي أو السياسي،وطبعاً هذا الشيخ العالم الجليل المتبحر في العلم والدين، قد لا يعلم أن نسبة الأمية عند النساء في المجتمع العربي لا تقل عن 80%،وطبعاً ليت الأمر يقف على تحريم الرياضة للبنات،بل وهناك على نفس الشاكلة ومن نفس المنبت والمدرسة الفكرية،تحريم دروس الموسيقى للبنات وكذلك تحريم المشاركة في المسابقات الغنائية،وتحريم استخدام الحاسوب ومشاهدة التلفاز ...الخ. وفي نفس الإطار والسياق يخرج علينا شيخ آخر أكثر فصاحة وبلاغة وعلماً من صاحبه بفتوة تنص على إرضاع المرأة المسلمة للكبار من الأجانب،بعد أن أفتى سابقاً رئيس قسم الحديث في الأزهر بإرضاع المرأة للكبير بغض النظر عن لونه ودينه وهويته،وحتى إرضاع المرأة لزميلها في العمل حتى تحرم عليه. مثل هذه الأفكار المغرقة في التخلف والغيبية والإقصائية والتطرف،هي التي توجد الأرضية الخصبة لممارسات وجرائم تغلف بالدين والشرف والكرامة وحماية وتحصين المجتمع من الأفكار الغريبة والفكر المستورد. فما بالكم بالجرائم التي ترتكب بحق المرأة لمجرد أنها تحمل بأنثى تطلق عليها النار وتقتل، أو من تلد أنثى يطلقها زوجها أو يتزوج عليها،أو يعلن الزوج وأهله حداد لمدة معينة أو مقاطعة للزوجة على هذه الجريمة التي لم ترتكبها. والمأساة والجريمة الأكبر من ذلك عندما يدعي البعض أنه المالك الحصري للحقيقة،وأنه ولي الله على أرضه،ويقوم بارتكاب جرائمه من قتل وترويع باسم الدين والجهاد،فأي دين يجيز ويبيح للبعض القتل على الهوية أو قتل الناس في المساجد والأماكن المقدسة والمشافي والمآتم وحفلات الأعراس،كما قامت وتقوم به القاعدة في العراق،بل هذه أعمال مشبوهة الهدف والغرض والقصد،ليس لها علاقة بالنضال لا من قريب أو بعيد،بل عليها ألف علامة استفهام وسؤال. وأيضاً ما جرى ويجري في قطاع غزة من أعمال وممارسات من حرق مقاهي ومحلات تجارية وإحراق المخيم الصيفي التابع لوكالة الغوث ومنع الحكومة المقالة هناك مؤسسات حقوقية وإنسانية وأهلية من إقامة اعتصام تضامني للاحتجاج على هذه الجريمة،يؤشر إلى أن الحكومة المقالة موافقة ضمناً على ما جرى،وهذا بحد ذاته مؤشر خطير جداً ومس بالحريات العامة والشخصية وغيرها. أن هذه الجرائم والتعديات على الحريات العامة والشخصية ،وعلى حقوق المرأة وكرامتها وجسدها،هو نتاج لثقافة مغرقة في التطرف والإقصاء والحقد والتخلف والجاهلية والعصبوية. وماذا يتوقع الناس من أناس يبنون تصوراتهم وأفكارهم على الشعوذة والأساطير واستحضار الجن والغيبيات من أمثال جماعات جلجلت وزلزلت والقاعدة ...الخ؟. ان مثل هذه الأفكار والجماعات،أول ما تسيء إلى الدين نفسه،وهي تمارس فقط ليس دوراً تخريبياً في المجتمع،بل تقوم بعملية تجهيل وتدمير ممنهج،وهي بمثل هذه الأفكار والطقوس والتعويذ والمرتبطة بالجهل والتخلف والفقر المدقع،تشكل حواضن ودفيئات للكثير من الجرائم والتعديات والتجاوزات التي تنفذ تحت يافطة الحفاظ على القيم والتقاليد،والحكم بتعاليم الإسلام والشريعة.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ويبقى الأسير المناضل جمال أبوجمل شامخاً.....
-
غصن الزيتون للدبكة الشعبية وليس للتعامل مع الواقع ..
-
أخر ما حرر ...
-
نتنياهو متصالح مع ذاته ..
-
أضحكوا على الشعب تسعة وتسعون مره وصارحوه بالحقيقة مره ..
-
النكبة متواصلة ومستمرة ...
-
حرب على الأسرى .....حرب على قيادات الداخل الفلسطيني...
-
اسرائيل والترجمة الفورية لإستئناف المفاوضات ..
-
عندما لا يتحدث البعض من فمه
-
في ذكرى عيد العمال العالمي/ واقع الطبقة العاملة الفلسطينية
-
سعدات عزل مستمر ومتواصل ..
-
صارحوا الشعب بالحقيقة ..
-
يوم استقلالهم .....يوم نكبتنا ...
-
أزمة الصواريخ السورية / والتعديل في ميزان القوى ..
-
دعم القمم العربية ..
-
لننتصر لأسرانا في معاركهم النضالية ..
-
القدس/ المطلوب حالة نهوض وتوحد ..
-
قمم بلا معنى وبلا قيمة ..
-
الأسير المناضل ابراهيم مشعل/ يدخل عامه الإعتقالي العشرون ..
-
في يوم الأرض .....ماذا تبقى من الأرض ...؟؟
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|