زهدي الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 08:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر الصحافة ووسائل الاعلام، التي يديرها المثقفون عادة، السلطة الرابعة في البلد، أي بلد. ويطلق عليها أيضا لقب صاحبة الجلالة، لما لها من أهمية في ترسيخ مبادئ الديمقراطية الحقيقية وتسليط الضوء على الأماكن الموبوءة التي يعشعش فيها الفساد وتنوير الجماهير بالحقائق المتعلقة بسياسة الحكومات المغلفة بالضباب والغبار. ويحاول السياسي المريب، غير النظيف أن يتجنب الصحفيين والاعلاميين بكل الوسائل ويتوارى عن أنظارهم تجنبا من فضح موبقاته وألاعيبه التي لا يمكن أن يفهمها سوى الصحفي الحاذق الذي وضع قلمه في خدمة الشعب.
يمكننا القول أن حكومات الأمم المتحضرة، لا تحترم الصحافة ووسائل الاعلام فحسب، بل تخشاها وتنظر إليها بخشية ورهبة. ولطالما رأينا ونرى في البرامج التلفزيونية وصفحات الجرائد وعبر المقابلات المباشرة، كيف أن المحرر أو مدير البرامج يوجه الاسئلة الدقيقة والحرجة ليس إلى مدراء البنوك حسب، بل إلى رئيس الوزراء نفسه ناهيك عن أكبر وزير.
إن إحترام الصحافة والاعلام، يعني إحترام الديمقراطية والبرلمان والدستور والقضاء والمواطن، الذي وضع كل هذه الأشياء في خدمته. وإن من لا يحترم الديمقراطية والبرلمان والدستور والقضاء والمواطن، إنما يدوس بقدمه على كل هذه المبادئ التي تظاهر باحترامها والتقيد ببنودها في حملته الانتخابية المزيفة. وإن مثل هذا التصرف يعتبر إيذانا بتفسخ مجمل كيان الدولة ناهيك عن الحكومة، فلا تستغربن إذا وصل الفساد إذ ذاك من القمة إلى القاعدة.
إن ضرب الصحفي أو الاعلامي خلال أدائه لواجبه يعني الدوس بالحذاء على الدستور والبصق على وجوه النواب في البرلمان وإهانة القضاء والتبول على رئاسة الحكومة وتفرعاتها.
إن ضرب الصحفي أو الاعلامي هو إيذان بانهيار الدولة. كما وأن ضرب الصحفي الأعزل لا ينم عن أي رجولة. إن مثل هذا الاعتداء لا يمثل سوى منتهى الجبن والتخلف والبدائية.
إن الوزير الذي يحميه بلطجية لا عمل لهم سوى ضرب الصحفيين، هو نفسه بلطجي محترف.
ما وراء الخبر الذي ينتظر النفي:
جرى " اعتداء بالضرب على عدد من الصحفيين في مدينة الحلة من قبل عناصر حماية وزير الكهرباء كريم وحيد. وأبلغ عيسى كاظم المصور في قناة السومرية، مرصد الحريات الصحفية....."
أبحث عن بقية الخير بنفسك عزيزي القارئ.
#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟