أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رضي السماك - حال أول بلد اشتراكي في العالم اليوم (1)














المزيد.....


حال أول بلد اشتراكي في العالم اليوم (1)


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 00:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لربما لا يختلف مؤرخان بأن نجاح ثورة اكتوبر البلشفية الروسية عام 1917 في اسقاط النظام القيصري وإقامة أول دولة "اشتراكية" في تاريخنا الحديث بزعامة لينين ثم انهيار هذا النظام الجديد بعد ثلاثة ارباع القرن هما من اكبر الاحداث التاريخية إثارة وأهمية في تغيير مجرى الأوضاع السياسية في روسيا والعالم جذريا من حال الى حال نقيض مختلف تماما.. فاذا كانت الثورة البلشفية عام 1917 التي نجحت في اقامة دولة اشتراكية للعمال والفلاحين بمثابة الزلزال الصاعق الذي هز روسيا والعالم حيث ادى ذلك الانتصار الى سلسلة من الاحداث التي أسهمت ليس في تغيير وجه روسيا والجمهوريات المنضوية في دولتها السوفيتية الاتحادية فحسب، بل ما لعبته هذه الدولة من ادوار مهمة خطيرة على الساحة الدولية والخريطة السياسية العالمية تحت تأثير تنامي نفوذها ونفوذ حزبها الشيوعي الحاكم، وبخاصة بعد تمكنها من دحر النازية في الحرب العالمية الثانية ودورها في اقامة أنظمة "اشتراكية" موالية لها في بلدان اوروبا الشرقية عرفت لاحقا تحت قيادة الاتحاد السوفيتي بـ "المعسكر الاشتراكي"، او "المعسكر الشرقي"، أو دول "المنظومة الاشتراكية" التي دخلت معه هذه الدول في حلف مشترك عام 1955م عرف باسم حلف "وارسو" وذلك ردا على اقامة الغرب بزعامة الولايات المتحدة حلفا عرف باسم "حلف الناتو" أو "حلف الأطلسي"، الذي كان موجها ضد الاتحاد السوفيتي وحلفائه في اوروبا الشرقية فضلا عن حركات التحرر الوطني في العالم الثالث وذلك إبان استعار الحرب الباردة بين المعسكرين التي انعكست ظلالها وتأثيراتها على السياسة العالمية والعلاقات الدولية على امتداد نحو نصف قرن.
اما الحدث التاريخي الكبير الذي لا يقل خطورة في اهميته وتداعياته وتأثيراته محليا وعالميا عن الحدث الاول والذي وقع في روسيا ذاتها ألا هو انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه اول دولة اشتراكية في التاريخ والقوة العظمى الثانية المهيمنة مع القوة العظمى الاولى: الولايات المتحدة، على النظام الدولي على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين.
وهكذا فمثلما كان انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية بزعامة لينين قائد البلاشفة والحزب الشيوعي الروسي عام 1917 زلزالا صاعقا مدويا هز العالم وادى بقيام الدولة الجديدة وتنامي قوتها الى سلسلة من التغييرات في الخريطة السياسية لأوروبا والعالم وبخاصة بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية مكللة بالانتصار على المانيا النازية كقوة عظمى جديدة مهابة متعاظمة النفوذ على الساحة الدولية وندة للقوة العظمى الاخرى الولايات المتحدة.. فإن انهيار هذه الدولة ذاتها في مطلع تسعينيات القرن الماضي يعد الزلزال المدوي والنقيض الذي غير وجه روسيا والاوضاع السياسية الدولية الى نقيض ما كانت عليه إبان وجود الاتحاد السوفيتي.
لقد ظل الاتحاد السوفيتي كأول دولة اشتراكية في تاريخ العالم الحديث بمثابة الدولة الملهمة والمثال لكل الأنظمة والدول والحركات السياسية في العالم التي تطمح إلى اقامة انظمة تقتدي بها في ارساء العدالة الاجتماعية من خلال التحولات الاشتراكية القائمة على تأميم الملكيات الخاصة الكبرى وبناء قطاع عام تملكه الدولة واقتصاد مخطط، ويقود كل هذه التحولات ويفرضها حزب حاكم شمولي وحيد يحكم باسم الطبقة العاملة، اي في ظل غياب التعددية السياسية ومبدأ التداول على السلطة وفي ظل غياب مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية وذيليتها مجتمعة للحزب الحاكم وغياب حرية الصحافة والحريات العامة فحدث ما حدث من سلسلة من الاخطاء والانحرافات القاتلة المتراكمة داخل الدولة والحزب الحاكم مما افضى الى السقوط المدوي لهذه الدولة السوفيتية الجبارة عام 1991 التي سبقتها الانهيارات المتتالية في فترة زمنية قياسية لحلفائها دول اوروبا الشرقية خلال عامين فقط (1989، و1990م)، كل ذلك ألقى بظلاله الكئيبة القاتمة، كما نعلم، على اوضاع حركات التحرر العالمية من انظمة واحزاب وحركات معارضة واليسار العالمي بوجه عام الذي شهد انحسارا وتضعضعا غير مسبوقين منذ عصر كارل ماركس المنظر الأول للاشتراكية المعاصرة في اواسط القرن الـ 19م حتى يومنا هذا..
فكيف هو حال المجتمع الروسي اليوم في ظل النظام الجديد بعد 20 عاما من انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان - المجتمع الروسي - مضرب المثل والقدوة للحالمين في كل العالم بغد افضل من المساواة والعدالة الاجتماعية ترفرف عليه الراية الحمراء، راية الاشتراكية التي يتبدد في ظلها كل اشكال الظلم والاستغلال والتناحرات الطبقية ويتحقق في ظلها ايضا الحلم الكبير باقامة مجتمع شيوعي خال من الطبقات؟



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية في الأسرة الواحدة.. عبدالقدوس نموذجا
- مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)
- الطبقة العاملة.. همومها وعيدها
- كيف مر يوم المرأة العالمي؟
- الإرهاب بين روسيا والعراق
- المرأة والتجربة الديمقراطية الهندية
- من دروس الانتخابات العراقية
- هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم
- مجلس التعاون ودروس اغتيال المبحوح
- تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا


المزيد.....




- تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم ...
- تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون ...
- استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين ...
- رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...
- مقترح ترامب للتطهير العرقي
- برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رضي السماك - حال أول بلد اشتراكي في العالم اليوم (1)