أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد.م. جابر - تأملات في: الفاشية والسلطة والعنف















المزيد.....



تأملات في: الفاشية والسلطة والعنف


أحمد.م. جابر

الحوار المتمدن-العدد: 192 - 2002 / 7 / 17 - 07:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


 

" في حال انهزم النازيون، فإنهم سوف يدركون كيف يصفقون الباب وراءهم بحيث لا تني البشرية تتذكرهم لعصور كثيرة " غوبلز. 
 
إلى أي درجة يا ترى تحققت نبوءة غوبلز؟ وهل صفق العالم الباب في وجه الفاشية عام 1945 أم أن هذه الأخيرة ما فتئت تنجح في إعادة إنتاج نفسها وحبس العالم في فقاعتها الرهيبة!؟ إن الدراسة المنهجية لتاريخ العسف السياسي الذي تعرض له العالم ومايزال على أيدي القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لا تني تنبؤنا بدورها، أن الفاشية تعيد فتح العالم ربما بشكل لم يكن غوبلز نفسه يحلم به. وهذا العمل يهدف إلى مقاربة هذا الفتح عبر أهم المنتصرين في الحرب الثانية، أعني الولايات المتحدة الأمريكية، التي تجسد عبر دورها وممارساتها ونظامها، الاستمرار المنهجي للفاشية، وتشكل النموذج الدراسي الأكثر جدوى لهذا الاستنتاج. وعلينا هنا أن نسجل ملاحظة أساسية مفادها، أن أحداث الحادي عشر من أيلول المأساوية بامتياز، لم تكن البداية الفعلية لإطلاق الفاشية الأمريكية من عقالها لأن هذه الفاشية لم تكن منضبطة دائماً عبر تاريخها، للقانون، ووجدت دائماً الفرصة المواتية للتعبير عن نفسها والإفصاح عن وجودها. ولا شك أن منهجاً حصيفاً في البحث سيضعنا أمام حقيقة أن الظروف الموضوعية الخاصة، تخلق أشكالاً وتنوّعات عدة للفاشية، فإذا كانت فاشيات ما بين الحربين قد عبرت عن نفسها، بشكل فج ووحشي صريح بدون تمويه أو تخفٍ، فإن الفاشيات الحديثة تعمل، وتنجح في ما تهدف إليه، إلى تقديم نفسها وراء أقنعة زائفة، سواء أكانت الدين أو المجتمع أو الديمقراطية نفسها، وهكذا فإن لوحة الفاشيات ما بين الحربين، تمثل في الواقع الصورة المكبرة والواضحة لما يجري اليوم وراء الأقنعة. ويجد الدارس لتاريخ الفلسفة اللاعقلانية المسار الطبيعي لصعود الفكر الفاشي عبر عناصره الأساسية، بغض النظر عن الأسماء التي يختارها أصحابها لإعلان هذه الأفكار وتجسيدها لاحقاً. تستند الفاشية بالأساس إلى جملة من العناصر المختلفة سنشرحها لاحقاً، ولكن الأساس هو نظام أفكار، ينشأ عنه تقسيم العالم والإنسانية إلى مراتب متفاوتة، عبر سلسلة لا منتهية من الفوارق التي يجري البحث عنها وتصنيفها وتحويلها إلى قانون للاختلاف. والجرثومة الأصلية هنا، هي فكرة التفوق، الأنا المتميز في مواجهة العالم الأقل قيمة، وبالتالي فإن المجال الاقتصادي وحده لا يكفي أن يكون مفسراً أساسياً لهذه الظاهرة، والرأسمالية لا تكفي وحدها لإنتاج الفاشية والعرقية وهي بكلمات نعوم تشومسكي مرتبطة بالاضطهاد "ذلك هو فسادهم.. يجب أن يكون هناك شيئ ما يتعلق بهم من شأنه أن يجعلهم مختلفين عني.. عند ذلك يصبح الأمر عرقية.. وباستطاعتك دائماً أن تجد شيئاً ما.. اختلاف في لون الشعر أو العينين أو أنهم بدينون.. مستهترون.. الخ" تلك هي المعادلة نفسها التي استخدمها هتلر في وضعه العرق الآري في مواجهة العالم، والتي سيستخدمها بوش والنظام السياسي الأمريكي الآن في قسمة العالم بين الخير والشر وللمفارقة إنها نفسها كلمات بن لادن " فسطاط إيمان مقابل فساط كفر" واليهود مقابل الغوييم والفاشية لا دين لها. وفي الوقت الذي ترتكز فيه "أنا" الفاشي لمنظومة معروفة مكرّسة، وشفافة، بحكم الطبيعة التي أنتجته "متفوقاً"، فإن صورة الآخر تبدو هزيلة، فجّة، معادية، بحكم الطبيعة نفسها. والعالم كما يعرفه الفاشي كيان ثابت، معطى مسبق وهو على صورته للمصادفة. يتعين مجرد التكيف معه، وأي خروج عن هذه القاعدة تحيل الفاشي إلى الاضطراب والبحث عن موازنة فورية، وإعادة تقويم لاستعادة المنظور الملائم والمألوف وهكذا بعد استخدام كل الحيل تلجأ الفاشية إلى العنف المتسم إرهاباً، ما سنبحثه بعد قليل، ونظرة الفاشي إلى ثبات العالم تنعكس في الصورة المنمذجة التي يقدمها عن الآخر، فالعرب والمسلمون في الذهنية الغربية الأمريكية: متخلفون بدو مغامرون، محبّون للجنس بشكل مثير للاشمئزاز، كسالى خاملون، وشرقيون عموماً، مع ما تحيل كلمة الشرق من مفردات في قاموس الاستشراق الاستعماري.. والفلسطينيون في الذهنية الإسرائيلية إضافة إلى شرقيتهم هم إرهابيون، قتلة، مخبولون، أفاع وكلاب، معادون للسلام! ينصب هذا كله ضمن التحليل الفاشي المفتقر لأي منهجية أو علمية "لأن الفاشي للمفارقة، معادٍ للعلم المتمثل منهجاً في التفكير" وبالتالي فهذا جزء من الطبيعة الثابتة للإنسانية. تلك الأفكار تنحدر بشكل كامل من جذور الفكر العرقي والفلسفي اللاعقلانية المثالية التي قال فيها لوكاتش ما يكفي، ووفقاً لجوبينو "من أبرز آباء الفاشية" فإن العرق الذي ينتمي إليه الناس يحدد سلوكهم بشكل كامل، وينتقل العرق عبر الدم ولا يمكن لإرادة الفرد التأثير فيه نهائياً، "هل يتمتع كل الناس وبالدرجة نفسها بقدرة لامحدودة على التقدم في تطورهم الفكري.. أجيب بلا". ويضيف رينان "لم يقدم الشرق شيئاً قط بجودة ما قدمناه"، لدينا إذاً ركيزتان الاختلاف والتفوق، تدعم كل منهما الأخرى وتتبادلان علاقة جدلية، ولا تقوم الفكرة بدون أحدهما وأي إخلال يؤدي إلى انهيار المعادلة بكاملها. 
 
ملاحظات أولية في سيكولوجيا الفاشية والفاشي الفرد 
ما هي البيئة اللازمة للإنسان للسلوك سلوك الفاشية؟ وهل هي بنية أصلية أم مكتسبة ظرفياً؟ تتساءل حنةآرندت، ونستكمل السؤال: كيف تتحول النظم المنتخبة إلى فاشية؟ وما هي العناصر السياسية التي تحكم هذه النظم في نظرتها إلى الجمهور وإلى العالم؟ نقدّم هنا بملاحظة أساسية جوهرها، أن الفاشية والأصولية ليستا شيئاً واحداً، وإنما رغم انبعاثهما من جذور متقاربة، فإن العناصر الأساسية المنتجة للأصولي تختلف عن تلك المنتجة للفاشي، ولكن هذا بحث آخر، إذاً نكتفي هنا بالقول: إن الفاشي يتحول إلى شخصية أصولية عندما ينتقل مستوى الثبات على الفكرة إلى درجة أعلى، وعندما يكون الفاشي زعيماً، فإنه يتحول بالتحليل الكلاسيكي إلى أصولي نتيجة لدخول عوامل جديدة تتعلق بالسلطة والنفوذ والهيمنة. ونسجل ملاحظة أخرى، إن التربية ـ برأينا ـ والتكوين الظرفي هما الصانع الأساسي للفاشي، فالفاشية ليست موروثاً جينياً بحالٍ من الأحوال، ورغم أن البحوث السيكولوجية أثبتت إمكان انتقال النزعات العدوانية السيكوباتية عبر الأجيال، إلا أن ذلك لا ينطبق على شخصية الفاشي التي تحسم تكونها عوامل اجتماعية وثقافية ودينية. والشخصية الفاشية، شخصية هوائية مزاجية، وتلك ملاحظة كلاسيكية في علم النفس ليس هنا مكان التفصيل فيها بقدر ما يهمنا الإشارة إلى أن تغيير المزاج الفاشي يحيل إلى التبريرية والتناقضية، فالفاشي يحتاج إلى تبرير أفعاله وسلوكه المتغير نتيجة تغير المزاج،وهذا ما يبدو للوهلة الأولى متناقضاً مع الفكرة الثابتة حول الذات والآخر، ولعل هذا التناقض يزول إذا لاحظنا الفرضية التي تعيد فكرة الفاشي عن ثبات العالم إلى اضطرابه العميق المتفجّر!! من جهة أخرى فإن الفاشي شخصية غير منضبطة للنظام الأخلاقي العام للمجتمع، فهو يعمل باستمرار على إنتاج قانونه الخاص، إننا نجد صدى ذلك وأصله ربما، في مقولة نيتشه الشهيرة: "واحسرتاه.. امنحني الجنون إذاً.. إن لم أكن فوق القانون فأنا ألعن الملعونين" وذلك الذي لا يستطيع أن يبقى فوق القانون لا بد له في الحقيقة من أن يوجد قانوناً آخر أو يصاب بالجنون كما يحلل أليبر كامو كلمات نيتشه. ووضع النفس خارج القانون، يخلق وضعاً تتحول فيه السلطة إلى استبداد وحشي، فالسلطة المفرطة تلك التي تقع خارج أي قانون هي سلطة متوحشة بالضرورة. وهكذا، لايني الفاشي يدعو الآخرين للالتزام بالنظام، أما هو بالذات فلا يلتزم بالنظام! هل يمكن التوقف قليلاً للتفكير في السلوك الأمريكي و الإسرائيلي حول هذه النقطة. وأيضاً نقطة أخرى أن الفاشي يعمل على تحقير الآخر وانجازه والسخرية منه! والفكر الفاشي فكر هدّام، وكما يقول نيتشه فإنه " لإقامة معبد جديد لابد من تهديم معبد قديم.." ذلك هو القانون، إن ذلك يحيلنا تلقائياً إلى فكرة النمذجة التي يجب على أساسها إعادة إنتاج العالم على الصورة المختصة، وإذا كان ذلك صعباً، لأنه في الحقيقة يتناقض مع فكرة التفوق والاختلاف، فإن المطلوب على الأقل، وهذا هو الممكن إخضاع هذا العالم والهيمنة عليه، تحويله حديقة خلفية أو إقليماً استعمارياً، هذا ما حاولته الإمبراطورية العثمانية، وهذا ما حاولته فرنسا في الجزائر، وإيطاليا في ليبيا، والجماعة البيضاء في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة في جمهوريات الموز والكاريبي..الخ. والفاشي عدمي، فهو يؤمن بالكل أو اللاشيء، وذلك مردّه إلى فكرة التفوّق المطلقة.. فلا يوجد تفوّق نسبي، لأن هذا يقتضي تفوقاً نسبياً معاكساً في زاوية أخرى، مما يولد الاضطراب في فكرة التفوق والاختلاف، لذلك لا بد من عدالة مطلقة، أو راسخة في نسختها المنقحّة. ولا بد من تدمير الجميع، وتلقين العالم درساً.. ليس فقط طالبان وبن لادن، وإنما الجميع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وبالمعنى الإطلاقي للقيم الأخلاقية فإن تحديد ما هو جيد وما هو سيء يستند أساساً إلى مصلحة الفاشي، ولدينا نموذج دراسي جيد حول هذه المسألة: ففي مسألة دريفوس الشهيرة في التاريخ الفرنسي نجد معادلتين ممكنتين: * حقيقة ملفّقة: دريفوس مذنب = هذا جيد للجيش الفرنسي الذي يخرج من القضية أقوى =هذا جيد لفرنسا = هذا إذاً عادل وبالتالي = أُدين دريفوس. * حقيقة مطلقة: دريفوس بريء = هذا يحط من مكانة الجيش = هذا سيء لفرنسا فالعدالة تقتضي أن يدان دريفوس، ولكنها العدالة الفرنسية فقط. ولنحاول نقل العدالة إلى مجال آخر.. * بن لادن مذنب = هذا جيد للعقيدة والنظام والجيش والاستخبارات الأمريكية = هذا جيد لأمريكا. * بن لادن بريء = هذا سيء للجيش والنظام والاستخبارات = هذا سيء لأمريكا. فالعدالة الراسخة تتطلب إدانة بن لادن وطالبان. التفسير السابق لهذه المعادلة سبق وأن أشرنا إليه، فالموضوع يكمن وراء الصور ووراء الكلمات، إنه في الحيققة يكمن في البحث عن أسئلة جيدة للحصول على أجوبة جيدة، وهنا نجد إحدى سمات الفاشي: السطحية والشكلانية، فهو لا يهتم بمثل هذه الأسئلة الجيدة، لا يهتم بالأسئلة من نوع: كيف ولماذا التي تميل إلى الأسباب والدوافع وراء السلوك وليس مجرد السلوك المعزول، فلا يوجد جريمة معزولة، إن كل جريمة تمتلك تاريخيتها الخاصة والضحية هي جزء من تاريخ الجلاد الذي يستمر في البحث عنها حتى يجدها، وعندما تنقضي المهمة لايني يحوم حول ضحيته، الجريمة بحد ذاتها ليست سوى محطة في تاريخ الجلاد أو المجرم. علينا أيضاً كتعميق لهذه الفكرة أن نتذكّر الشعار المأثور للنازية: كل ما هو حق هو ما يحسن للشعب الألماني. لقد كان الألماني فيرنون فون براون شريراً حين اخترع قاذفات الـ " 2v " التي استخدمها هتلر لضرب لندن، وأصبح خيراً حين وضع مواهبه في خدمة أمريكا، وستالين كان خيراً خلال الحرب العالمية الثانية وشريراً بعدها، ولعلنا نجد عبرة في التعبير الملفت لجون شتاينبك إثر الحرب الثانية " إن العالم كله يحتاج إلى الروس، وأفترض أن روسيا نفسها تحتاج إلى الروس ولعل روس روسيا هم الأمريكيون". واستكمالاً لهذه الملاحظات فإن القيادة تبدو غاية في ذاتها للفاشي في موقع السلطة لأنها تمثل أمناً داخلياً يجعله بمنأى عن أي ممارسة، وهو بالتالي يرفض أي مناقشة لسيطرته ويطالب الآخرين بعمل كل شيء، ولكن لا يعطي أي شيء، هل يجب التذكير أيضاً بوجوب التوقف لمراجعة السلوك الذي يقود العالم بعد 11 أيلول؟ واستطراداً برأي داكو أن السلطوي "الفاشي كما أحلل" إذا بدا إرادياً إلى الحد الأقصى فذلك لأنه على وجه الدقة بلا إرادة، يركب رأسه لأتفه الأسباب، وعلة ذلك أن أية معارضة تضعه أمام هاوية اللا يقين والضعف خاصته، ويستطرد داكو أنه "إذا كان العناد إرادة فالبغال جد إراديين". هذا العناد، يجد جذره في العجز عن سلوك الالتفاف، وهو شرط أساسي يحدده علماء الصحة النفسية كشرط من شروط الإنسان المتكيّف، وبسبب عجزه عن هذا السلوك باعتباره كائناً " متمرداً " غير متكيّف يخلق الفاشي بيئة خاصة صالحة له. ترتبط هذه الصفة بسلوك الاستقرار الذي يتبعه الفاشي، وهي عملية نفسية علائقية تهدف إلى تبرير العدوان على الغير من خلال تأثيره عما يحدث، رد فعل براءة للذات. وعندما تضطرب شخصية الفاشي، وتتبدد سكينته لأسباب موضوعية أو ذاتية، فإن السلوك المتوقع هو كما سبق وأشرنا، البحث بكل الوسائل عن إعادة النظام للعالم الذي ينهار من حوله واستعادة السكينة والأمن الداخلي، هذه الملاحظة تنطبق برأينا على الفاشي الفرد كما الفاشي باعتباره نظاماً مؤسسياً. وهنا نلفت إلى أن من يقرأ تحليل لوكاتش المذهل للآثار السيكولوجية للمعاناة الألمانية إثر هزيمة ألمانيا في الحرب الأولى، يقرأ خلف السطور تاريخ الولايات المتحدة بعد 11 أيلول، لقد أنتجت هزيمة الحرب الأولى هتلر وحزبه النازي، وموسوليني وحزبه الفاشي، وتحولت الأنا المضطربة الألمانية والإيطالية إلى نظام فاشي، والمؤشرات جميعها تحيل إلى هذه الأنا المضطربة نفسها المسيطرة على المجتمع الأمريكي بعد 11 أيلول. وهكذا يصير التحرش بالفاشية أشبه بإيقاظ وحش نائم، ربما تكون الحسنة " أقولها بتحفظ " الوحيدة التي تنتج عن هذا التحرش، عن مهاجمة العالم المنظم للفاشية، هي أنه في لحظة البحث عن الانتظام وإعادة الضبط لنظام قيمه وسلوكه، يكشف عن وجهه الحقيقي وتتبدد دفعة واحدة جميع الأقنعة المستعارة التي تم الركون لها للاختباء خلفها في لحظات الهدنة مع العالم النازع للتمرد. 
 
في العنف 
وبسبب السمات السيكولوجية للفاشي: فإن العنف يبرز كأداة رئيسية في استعادة الأمن المفقود، وهكذا تنزع الفاشية إلى الضرب بقسوة من أجل إخماد التمرد. العنف الذي تمارسه الفاشية، يميل عادة إلى الانفلات متحرراً من الرقابة، وقد شهد العالم ذلك في نموذج دريسدن الألمانية وستالينغراد السوفيتية، وفي حرب أمريكا وحلفائها الإجباريين ضد العراق، وأخيراً في أفغانستان وقبلها يوغسلافيا السابقة ولا ننسى هيروشيما وناغازاكاي وهانوي. ورغم أن العنف هنا صادر عن مؤسسة هي الحكومة، مما يستدعي درجة من الرقابة إلا أنه وحسب تحليل حنة أرندت ، مهما كانت درجة الرقابة التي يخضع لها فإنه يتمتع بدرجة معينة من الانفلات من رقابة أو سيطرة من يمارسونه، والواقع أن رقابة كليّة مستحيلة وبرأينا أن الفاشية في ممارستها للعنف ضد القوى الأخرى لا تهدف إلى "مجرد النصر" وإنما تدمير الخصم وإنهاء وجوده. عدالة مطلقة أو راسخة أو عاصفة صحراء، انطلاقاً من الكل أو اللا شيء إما أنا أو الآخر ومن هنا تنطبع الفاشية بالعنف القياسي المدمّر الذي نعرفه " التعريف للكاتب " بأنه الدرجة من العنف الكافية لإلحاق أذى عميق بالخصم، بحيث يصبح أي استعمال آخر أو إضافي من أي شكل من الأشكال غير مفيد وغير ضروري، وفي حالة الفرد، فالعنف القياسي يتلخص بالتصفية الجسدية وحسب مونتسيكيو فإن المنتصر الذي يزعم أن ليس القوة فحسب إلى جانبه وإنما الحق أيضاً لا يكتفي أنه انتصر في الحرب، بل أيضاً يحكم على منافسه بأنه مجرم، حتى لو كانت القوة وحدها هي مصدر كل سلطة. 
 
في النظام الفاشي 
ثمة قواعد ناظمة تحدد النموذج الفاشي للدولة، ورغم أننا سبق وأكدنا أن الظروف الخاصة هي التي تخلق النموذج المحدد والمتميز للدولة الفاشية إلا أن هذه القواعد التي حددها أديب ديمتري لا تني تبرز كلها أو معظمها في تحليل النظم الفاشية: * القومية الرجعية الشوفينية، وهي لا تمثل عنصراً عارضاً في الفاشية بل العنصر الثابت الذي لا يمكن أن يتحول في برامجها كما يؤكد ديمتري، وكإشارة سريعة هنا، ما هي الفروق التي يمكن أن تلحظ بين الوطنيات الألمانية والأمريكية والإسرائيلية!! بين سيادة العرق الآري وأمركة العالم والشعب المختار؟ * العودة إلى الماضي: وهي النزعة الفاشية إلى العالم المنتظم النموذجي وهي بتحليلنا تأخذ منحى ماضوياً ومنحى مستقبلياً أيضاً في الحالة الأمريكية، كان النزوع الفاشي الإيطالي إلى روما وامبراطوريتها العظيمة، وشكلت أمثولة الجرمان القدامى في مواجهة قطعان السلاف الهمج، مرجعية مختارة للنازية الألمانية واستعادت الفاشية الإسبانية والفالانج عصر الإمبراطورية المترامية الأطراف في عهد الكشوف الجغرافية الكبرى، القائمة على الأخلاق والدين. ويتردد الصدى في الشعب التوراتي، الكاهن، وفي أمريكا يتجسد في استعادة الأيام الأولى، عند قيام الجمهورية الأمريكية التي جاءت رداً على تهاوي أوروبا وموتها! * عبادة البطل: يشكل الزعيم الملهم ـ الرئيس، نقطة جوهرية في النظام الفاشي، وأيضاً البطل الأسطوري النموذجي الذي تتجمع فيه روح الأمة سوبرمان نيتشة ورامبو الأمريكي، وهكذا تستعيد الذاكرة الإسرائيلية المحاربين أمثال شاؤول وداود ويوشع واللصوص في المسادا وليس الأنبياء إرميا وأشعيا ودانييل ولايتعب بوش من ذكر أولادنا الأبطال الذين يحاربون من أجل أمريكا. تلك العناصر الأساسية التي سنكتفي بذكرها دون استكمال باقي العناصر، وسنعتمد عليها لتحليل رؤية النظام الفاشي لمسائل المجتمع والعنف والشعب. فنظرة الفاشي للمجتمع مشوهة وقائمة على الاحتياجات الخاصة لكينونة النظام الفاشي واستمراره وسلامته ولأن المجتمع قائم في التحليل السيوسيولوجي الكلاسيكي على نظام الوحدات المترابطة بأشكال شتى وقد تبدو متناقضة، فإن النظام الفاشي يلجأ إلى إزالة هذه الترابطات وتدميرها، وإقامة نظام الفردانية المشوه المرتبط بالمؤسسة وزرع نظام الشك واللا يقين الاجتماعي، وكما سبق وأشرنا فإنه في غياب الوحدات الاجتماعية، تلجأ الفاشية إلى الوحدة الملفقة، فنجد الفولك الألماني والأمة الأمريكية، والشعب المختار، وهكذا تقوم الفاشية بإنتاج نظامها الاجتماعي الخاص القائم على إنتاج جبهة شعبوية تغطي السمة الحقيقية للمجتمع، هنا يتأسس المسعى الفاشي على تحويل المجتمع إلى مجرد جماهير، ولأن هذه الجماهير بطبيعتها لا تقاوم الشهية إلى الانتظام السياسي لسبب أو لآخر، إذ لا يوحدها وعيها صالحها المشترك، ولا تملك ذلك المنطق المخصوص بالطبقات الذي يعبر عنه بمتابعة أهداف مضبوطة أو محددة وقابلة للتحقق، كما تشير حنة أرندت، يصبح هذا الجذب للأحزاب الفاشية في ظل نظام يدمر كل البدائل. وهكذا فالفاشي في سعيه إلى خلق جمهور مشتت يهرب من التماهي بالمجتمع، وينزع للتماهي بالجمهرة، التي تعاكس المجتمع في سماتها العامة، فبينما يميل المجتمع للانضباطية والانتظام والتكاتف والعلاقات الوثيقة تتسم الجمهرة بالتشتت والفوضى والشك واللا يقين. والسؤال هنا كيف يمكن أن تنتج الفاشية ضمن نظام ديمقراطي، يصل الحكام فيه إلى مقاعدهم عن طريق صناديق الاقتراع؟ يكمن الجواب في شقين: أولهما أن الفاشية ليست مجرد نتيجة سياسية، وإنما هي في الحقيقة التبلور السياسي الأعلى لمنظومة الأفكار والقيم الكامنة في التصورات المسبقة عن الذات والعالم والكامنة في الثقافة والتربية والدين، إنها ليست مجرد حزب سياسي، بل حركة في التاريخ والفكر، تاريخ الأفكار وتاريخ الأفعال موجودة دائماً في لحظات كمون وإعلان في الهامش أو مركز الفعل السياسي. الشق الثاني أنه في الوقت الذي تشكل فيه الفاشية أسوأ أنواع الديمقراطية وأكثرها تلفيقاً فإن هذا يعود بالذات إلى أنها تنتج أصلاً عن ديمقراطية ملفقة، فالنظام الفردي القائم على حقوق الفرد مقابل حقوق المجتمع والقائمة على التدمير وربط الأفراد بالمؤسسة الرسمية المركزية، مع كل حسناته، إلا أنه يحمل في جوهره بذور التكون الفاشي عبر تحطيم العلائق الأفقية بين الأفراد هذه العلائق المكونة عبر الطبقات أصلاً في الفهم الماركسي وعبر النظم العائلية والاجتماعية والنقابية في السوسيولوجيا الكلاسيكية. في هذه الأنظمة تتم الاستعاضة عن وحدة الطبقة بوحدة ملفقة استخدامية في مواجهة الخصوم، وتقوم وحدة مجموع الشعب الافتراضية على قيم الجماعة الافتراضية، سواء أكانت فكرة الشعب الواحد النقي، أو نظام الحياة المختار نجده واضحاً في الأمركة وشعب الله المختار، والعرق الآري، والعلمانية التركية المشوهة، والبيرونية الأرجنتينية والهندوسية الهندية وفسطاط بن لادن.. وغيرها مما يمكن أن يستخلصه القارئ. وفي مقابل وحدة الذات عبر هذه المنظومة، تسعى الفاشية إلى تبديد أي إمكانية لوحدة الخصم الذي يوجد في حالته الأولى البدائية الشديدة التكثيف والشديدة التفتت في آنٍ معاً، هنا لا تعود الفاشية صفة يمينية حسب المصطلحات السياسية السائدة، بل يتكتل في معسكرها الجميع »لأن الخطر يطال الجميع« فيحصل بوش على إجماع أصوات الديمقراطيين في الكونغرس من أجل حربه المقدسة، ويتكتل اليسار التركي واليمين في الدفاع عن العلمانية، وينهار اليسار الإسرائيلي بشكلٍ فضائحي عبر توحده في الكل: التيمة المقدسّة للشعب المختار الذي يقوده شارون كقطيعٍ من الذئاب. الشق الثاني أن التصويت الذي يؤدي إلى وصول الحكومة الفاشية لا يكون تصويتاً إيجابياً بالضرورة، وقد أثبتت الوقائع أن عدد الأصوات ما هو في الحقيقة إلا صورة ملفقة لغيابها وينعكس ذلك في البرامج الانتخابية حيث تترافق عادة مع أهداف متناقضة، فالناس يذهبون للتصويت من أجل نقطة محددة، وتقع في المركز من تفكيرهم، بينما لا ينتبهون لنقاطٍ أخرى مرفوضة عادةً، وهكذا في ظل ديمقراطية مزيفة، يصوت الناس ضد أهم مصالحهم مقابل مكاسب ضيقة ومحدودة، بل إنهم يصوتون تحت التهديد الفاشي بالسحق الكلي من قبل الفاشية، وهكذا كان على المواطنين النيكاراغويين الاختيار بين أن يصوتوا للكونترا أو يراقبوا أطفالهم يموتون جوعاً تحت الحصار الأمريكي »وهذا يتكرر بشكل آخر في العراق«، وكان على مجلس النواب اللبناني التصويت على اتفاق 17 أيار أو أن تواصل الدبابات الإسرائيلية دك بيروت، وعلى القبائل الأفغانية أن تتمرد على سلطة طالبان من أجل وقف القصف، ما سبق أن حدث في يوغسلافيا. 
 
الفاشية في السلطة: منهج الإرهاب 
كيف يتحول العنف الذي تمارسه المؤسسة إلى إرهاب؟ هذا يقتضي العمل على تعريف العنف والإرهاب وتحديد التخوم بينهما. تعريفنا الإجرائي للعنف أنه سلوك يؤدي إلى إحداث أذى مادي أو معنوي بالخصم، وهو في هذه الحالة يبقى مجرد سلوك همجي لا يتصف بالذكاء، ممارسة للقوة المادية أو النفسية في شكلها البدائي المعزول عن الهدف، وأزعم أن هذا النوع غير موجود على الإطلاق، ربما في بعض نواحي الحياة الحيوانية أو بسلوك القتلة التسلسليين. الإرهاب إذن هو عنف مرتبط بهدف، فالهدف بغض النظر عن شرعيته أو عدالته، وهو الذي يحدد العنف باعتباره سلوكاً هادفاً، أي إرهاباً.. طبعاً هذا التعريف قد يحتاج إلى مناقشة عميقة، ولكنه يفي بغرضنا هنا، وهناك الكثير من المحاولات لإعطاء الإرهاب إطاراً نظرياً يعرفه ويناقشه، ونحن هنا سنناقش الإرهاب بارتباطه بالسلطة المتسمة بالتسلط، وبالتالي في تحولها إلى الفاشية. وقد سبق أن قلنا أن الفاشية تسعى إلى إعادة إنتاج نظامها الاجتماعي الخاص بها وهي في موقع السلطة تقوم على جعل الآخرين يتصرفون تبعاً لاختيارات هذه السلطة بكلمات فولتير أو كما يعبر ماكس فيبر: »أن أفرض إرادتي رغم مقاومة الآخرين« . وبما أن الفاشي استطراداً.. يسعى إلى تشكيل العالم على هواه فهو يعطي الأشياء والظواهر أسماء تخدم هذا الغرض ويتحول الإرهاب المؤسسي إلى عمليات إعادة النظام ويقتصر وصف الإرهاب على الجماعات السياسية الغير ممؤسسة سلطوياً إلا في حالات خاصة كما نموذج »الدول المارقة«. وتستفيد الفاشية، بلا شك، من الطابع الزلق لمفهوم الإرهاب، هذه الاستفادة تتبدى في الاستخدام الانتقائي الازدرائي كما يرى غرانت وردلو وهكذا ونظراً لتكريس الفكر الشمولي والإطلاقية فإن الفاشية لا تعترف بالنسبية في فهم الظواهر وبالتالي »ما هو جيد لي هو جيد للعالم«. ثمة أمثلة جلية وكثيرة على هذا التحليل، فانطلاقاً من فكرة الاختلاف، وبالتالي تقسيم العالم إلى نحن والآخرون، أو فسطاط إيمان وكفر عبر الصياغة الأخرى، فإن الفاشية في الممارسة تعمل على خلق نوعين من الأنظمة الأخلاقية، نظام خاص داخلي للعرق، العنصر، النظام، وآخر للآخر، جذور هذه الفكرة عميقة في تاريخ البشرية، وحسب جان جاك روسو فإن الأسبرطي يقبل المساواة في وطنه ولكنه يصبح ظالماً ما إن يتخطى حدوده، وبالمثل لم تكن إنسانية الرومان لتمتد أبعد من حدود نفوذهم ولم يكن العنف محرماً إذا مورس على الأجانب، وهكذا يضيف روسو بان سيادة المساواة في بلد الإنسان لا تمنعه من أن يكون استعبادياً أو استعمارياً في الخارج، وذلك هو منطق الوطنية »كل محب للوطن قاس على الأجانب، أنهم لا شيء في نظره«. من هنا يستعيد الأمريكان في حربهم المقدسة تلك القوانين القديمة نفسها، فإذا كان توكفيل قد نصح بإقامة محاكم عسكرية للسكان الأصليين في الجزائر، نجد رامسفيلد يغرد بأن سجناء طالبان لا تنطبق عليهم اتفاقيات جنيف فهم ليسوا أسرى حرب. فما الذي فعله الأمريكان في أفغانستان إذاً، إذا لم يكن حرباً؟ هل كان رحلة صيد مثلاً؟ وهذا طبعاً لأنهم صنف آخر باختصار، فهم لا يستحقون محاكم مدنية بل محاكم عسكرية حيث لا مكان لسؤال لماذا وإنما فقط سلوك مجرد معزول تتم المحاسبة على أساسه.ذلك نابع من فكرة الطبيعة البشرية التي تتبناها الفاشية طبيعة الخير وطبيعة الشر، يذكر ديفيد بارساميان أنه في حديث مع الفلسطينية منى رشماوي وهي محامية في مؤسسة »الحق« ذكرت أنها حين تذهب إلى المحاكم الإسرائيلية لا تعرف إذا كان النائب العام سوف يقاضي موكلها بموجب قانون الطوارئ الانتدابي، أو القانون الأردني أو الإسرائيلي أو العثماني، ويعلق نعوم تشومسكي »بموجب قوانينهم، ليس هناك قانون في الأراضي المحتلة، هناك سلطة محضة« والسلطة المحضة لا تعترف بأي قانون لأنه ينافي شرعيتها. يحظى الإرهاب المقنع الذي تمارسه الفاشية الأمريكية بتاريخ طويل، فقبل 28 عاماً بالضبط على حرائق نيويورك وفي 11 أيلول عام 1973، اقتحم عملاء السي آي آي القصر الرئاسي التشيلي، ومارسوا العنف القياسي ضد النظام الشيوعي المنتخب ديمقراطياً وقتلوا سلفادور الليندي، وقد كتب كسينجر قبل هذا عندما وقف ليحدد للتشيليين ما يصلح لهم وما لا يصلح، لا أدري لماذا يتوجب أن نكتفي بالوقوف ومراقبة بلد ينحدر إلى الشيوعية بسبب لا مسؤولية أبناء شعبه أنفسهم، العنجهية التي نطق بها كيسنجر ليست سوى الخلاصة لفكرة احتقار الشعب للفاشية وهكذا سمح للرعاع باقتحام سانتياغو ليعيثوا فيها فساداً وكان ما يصلح للتشيليين أن يحكمهم أحد عملاء الولايات المتحدة، بينوشيت، الذي كان نموذجاً للديكتاتور الكاليغولي، قسوة مفرطة وتسلطاً فوق القانون. ومن المفهوم طبعاً أن ما حدث في نيويورك هو جريمة ولكنها جريمة ضمن تاريخيتها الخاصة وليست معزولة مما يحيلها إلى إمكانية الفهم والتفسير، ولكن منطق تبسيط الأمور وبالمفهوم الفاشي فإن ما حدث هو شرٌ مطلق وإرهاب همجي، مجرد من تاريخه الخاص، وينبغي معاقبة الشر كما يقول كيسينجر »أولئك الذين يزودون الإرهابيين بالدعم والتمويل والإلهام هم مذنبون، مثل الإرهابيين أنفسهم«، ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون كيسينجر أول من يقدم للمحاكمة العسكرية بسبب تاريخه الإرهابي المؤسس عبر عمليات الدعم والتمويل والإلهام لإطلاق الإرهاب في أندونيسيا وكمبوديا وإيران وجنوب أفريقيا وبنغلادش وغيرها. وما هو الفرق بين قتل 3200 مواطن في نيويورك وقتل 200 ألف غواتيمالي على ايدي مجموعات إرهابية تلقت الدعم والتسلح من السي آي آي والنظام الذي كان كيسنجر وزيراً لخارجيته. وكيف يصنف مقتل مليون طفل عراقي في حرب الخليج الثانية وتداعياتها و1750 مدنياً لبنانياً وفلسطينياً في اجتياح إسرائيل للبنان 1982. وفي أي خانة يوضع تهجير سكان جزيرة سان دييغو الأصليين على يد حكومة ويلسون وتحول موطنهم إلى مستودعات ذخيرة نووية وقاعدة تنطلق منها القاذفات الأمريكية لتقصف في الشرق الأوسط. وماذا عن أندونيسيا ما بين عامي 1965 و1966 عندما قتل مليون إنسان بتواطؤ الحكومتين البريطانية والأمريكية، وماذا عن الجرائم البريطانية في الملاوي وغيرها؟ ستطول القائمة كثيراً للحديث عن تاريخ الإرهاب المؤسسي الذي تمارسه فاشيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن بسبب المساحة المحددة لهذا المقال، لا بد من الاكتفاء بهذا القدر، مع الإشارة الى أنه لا بد من استكمال البحث في مناقشة لاحقة لكشف الفاشية الأمريكية عن قناعها بعد أحداث 11 أيلول. 
 
_________ 
* كاتب فلسطيني 



#أحمد.م._جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد.م. جابر - تأملات في: الفاشية والسلطة والعنف