كواكب الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 17:36
المحور:
الادب والفن
1
تاهت بوصلة
أصابعي
ضلّت الطريق
ليَراعي
افترّ ثغره
أما من مُجيب ؟!
سألته الاعتذار
توسلت قصائدي
ناشدتُها الفطام
لبَعدَ حين
قلبٍ تدلّى
وعين أصابها
الأرق
ورداء يرتجف
بالكاد يحملني
لشأني
وشوارعٌ نابضةٌ
بالاغتراب
لا أحد فيها
يسأل علينا
وممرٌّ إليك
شاسع البعد
لما أتى الخبر
مُرَتِلّة القرآن
وقنديل الوتد
عليلة هناك
يا ليتني طائراً
ياليتني
كنت الطبيب
المداوي
لحبيبة الأعز
وابنة الأعز
كأنّ بي ارتَحَلتْ
للثريا للفرقدين
لأعلى مدى
ليسمع صوتي
شهقاتي
في سبعٍ طباق
مَنْ سَمَع
أما قلتِ لي
مرة ؟
يمحو ما يشاء
ها أنا أودعك
بين قبضتيه
ليغسلك
بالماء الزمزميّ
والطِيب والبَرَد
بملائكة مُسوّمين
ترقيك
من كل شر
وتعودي
وردة البيت الندية
الكامنة لا تبرحيه
إلاّ اللِّمم
العابدة
الصائمة
القانتة أناء الليل
وأطراف السحر
أم الحسين لا تجزعي
فهذه صروف الحياة
وقد فاز فيها
من اقتدر
عوّذتك بالذي
نام في بيته
يفتديه
بالذي أمه ليست
من الحَضَر
بالريحانتين
بسيدة علوية
وعقيلة أهلها
والمُنتَظَر
وبعشيرة
جُلّ أهلها كرام
مشرعة أبوابهم
للجود والكرم
أن تبرئي
أن ترتدي
ثوب الحياة
أن تترعي
كأس الشفاء
يا امرأة مني
يا بنت الجاه والشرف
2
غادر لشأن
يعنيه
بعد غيبة طويلة
أوصيته بقصائد
ظلّت هناك
ويلثم كل شبر
كل زاوية
كل باب
عاد لي ساهماً
أورقت على
ناصيته
روضة ثلجية
أينعت هناك
ناديته
لما لا تجيب ؟
تهجّد صوته
ضاع الوطن
وقصائدي
نُحِرَت هناك
وتفرّقت دماؤها
بين البدو والحَضَر
3
ساهداً يرتجي
القصيد
ترآت له
كامرأة عنيدة
شاكسته حتى الصباح
قلّبَ أوراق قديمة
أشعل لفافة
ثم أخرى
ثم عاشرة
امتلا الوعاء
برماده
والورق بمداد
دمه
تدفقت الكلمات
ابتهج
احتفل بها
رامياً بها للفضاء
تساقطت
على كتفيه
أغرقته
ورد وآس
وأقواس قزح
4
قلت له
دعنا نفتح الأشرعة
للمحبة
تهبّ الريح
تأخذ الزَبَدْ
ويمكث
ما ينفع الناس
افترض أننا نُعمّر
بها
ألف عام
سنظل بها
طارئون
مارّون بها
مرور الكرام
5
يظل الناس نيّام
وتظل حبيبة
وعدها بالمجيء
تغزل الضوء
بالانتظار
وتطعم الصبر
ذبالة سنينها
الضائعات
6
مادام طائراً
يحلّق في الفضاء
ونهر يمخر العباب
ونخل
وأضرحة
ومقدّسات
وارحام لن يصيبها
اليباب
لن يضيع الوطن
لن يضيع
صرحاً كبير
اسمه العراق
ولو نفتديه
بآخر رَمق
7
قال قائل
أشكر الظروف
التي عرّفتني
عدوّي من صديقي
وقد صدق
#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟