كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 09:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
-1-
يرد في سرح العيون لإبن نباتة خطاب من عبد الله بن معاوية لإهل خراسان إذ يقول لهم :
ليس في الأرض احمق منكم يا اهل خراسان في طاعتكم لهذا الرجل ( يعني مسلم الخراساني ) قبل أن تراجعوه في شيء وتسألوه عنه . والله ما رضيت الملائكة بهذا عن الله حتى راجعته في أمر آدم فقالوا : اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟
بلى .. حتى الله وفي قرآنه ذاته وعلى لسان نبيه وفي فترة باكرة من حياة العرب ، فترة بالكاد كان فيهم يضعة منهم من يحسنون القراءة والكتابة ... في فترة طفولة امة وطفولة لغة وطفولة عقل ... يخرج على لسان نبي هذه الأمة ، هذا النص الديموقراطي الجميل عن إحتجاج ملائكة الرب على ربهم .
ولم يعترض عليهم .. لم يخسف السماء بهم بل قال بلين ورقة .. انا اعلم ما لا تعلمون ..!
بعد خمسة عشر قرن من ذاك التاريخ .. يخرج حملة دكتوراه في الفقه ليفتون بقتل ابرياء العراق .. ملاحقة دمى الأطفال .. الباربي والميكي ماوس .. تشريع الف نوع ونوع من انواع العهر الشرعي ... والأبشع الأبشع الأبغض .. ملاحقة النسوان طالبين حق رضاعة البالغ الكبير ... ولا يعترض معترض ولا تحتج شرطة آداب أو حكومة تحترم نفسها وتقول لهؤلاء السفهاء .. كفى .. يلعنكم الله ..!
-2-
ليس اشره من علماء الدين في المطعم والملبس والمشرب وعدة السرير ..!
ليس اشره منهم البتة .. في كل ما لذ وطاب ، بينما الدين في جوهره سمو روحي وأخلاقي .
ليس فيهم من ليس لديه من الزوجات مثنى وثلاث واربع .
وحين يشيخ الواحد منهم ..حين ينتاب الجسد الخور والعجز ... وتلك سنة الله في خلقه .. لا يكف مثل هذا عن الرغبة الجامحة ولا تهدأ نفسه وتلين روحه بل ينقلب إلى ذئب جريح يخبط هنا وهناك في عبثية غريبة عجيبة مذلة لشخصه ومسيئة للدين الذي يفترض انه حامل رسالته والمبشر به والداعي له .
إنها قشعريرة الإحتضار تنفجر عبر فتاوى رغائبية قميئة من قبيل تلك التي اطلقها قبل عام الشيخ المصري علي جمعة وكررها البارحة السعودي العبيكان .
-3-
حين كان جعفر بن محمد (الصادق ) يتحدث في جمع من اتباعه عن زواج المتعة ، تناهى الأمر لأبي حنيفة النعمان وكان على مقربة من مكان الجمع فأقترب من الإمام وهمس في إذنه :
- اوترضى هذا لإبنتك أو إبنة اخيك او اي من حفيدات جدك ؟
لم يرد الصادق .. لم يجب .
نتساءل .. ايفعلها هذا الشيخ اوذاك مع بناته أو حفيداته ؟
ايشرع ابواب بيته للمارة قائلا :
تفضلوا يا شباب للرضاعة يرحمكم الله ؟
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟