|
فيلم معارض لامريكا يفوز بجائزة -كان- الاولى
ميخال فريدمان
الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 09:30
المحور:
الادب والفن
فيلم المخرج الامريكي، مايكل مور، "فهرنهايت 11/9"، حاز على جائزة "السعفة الذهبية" عن افضل فيلم في مهرجان "كان" الاخير. فوز الفيلم في مهرجان "كان" الفرنسي الذي يعتبر ثاني اهم مهرجان عالمي للسينما (بعد مهرجان الاوسكار الامريكي)، اعتبر مفاجأة ومقولة سياسية من لجنة الحكام ضد السياسة الامريكية في العراق، وكذلك ضد احدى اكبر الشركات المسيطرة على صناعة السينما الامريكية، شركة "ديسني". وقد رفضت شركة "ديسني" ان توزع الفيلم الذي انتجه استوديو الافلام "ميرماكس"، التابع لها، في الولايات المتحدة.
ينتقد الفيلم ادارة بوش، والتورط الامريكي في العراق، والاكاذيب التي نشرتها الادارة الامريكية بهدف شن الحرب. ويتناول فيما يتناوله العلاقات الاقتصادية التي تجمع بين عائلة بوش وعائلة اسامة بن لادن التي أُخرجت من الولايات المتحدة تحت حماية امنية، بعد الاعتداءات على برجي التجارة العالمية في 11 ايلول. كما يشمل الفيلم مقابلات مع جنود امريكيين موجودين في العراق ويعارضون الحرب.
المخرج مايكل مور نشر في موقعه بالانترنت مقالة حول انتاج الفيلم: "في هذه الايام يقوم مراسلان مصوّران بجمع مواد حول العراق للفيلم الذي اعمل على اعداده (دون معرفة الجيش). ويتحدث الاثنان مع الجنود ويستشفان منهما حقيقة حول ما يحدث هناك. انهما يبعثان الي اسبوعيا شرائط مصوّرة جديدة. من قال اننا لم نجلب الحرية للعراق؟ اكثر ما اضحكني القصة التي رواها لي "جماعتي" انهما في الطريق الى بغداد، لا يحتاجان لابراز جواز سفر او المرور بقسم الجمارك. ولمَ لا؟ لانهما قادمان من دولة غريبة – انهما قادمان من امريكا الى امريكا! انه مكان تابع لنا، منطقة امريكية جديدة اسمها العراق".
عندما تمتنع وسائل الاعلام الامريكية عن اظهار جنازات الجنود القتلى في العراق، والذين وصل عددهم الى 600، لا شك ان فيلما كهذا كان سيفجر فضيحة كبرى. وقد انفجرت بالفعل. وكيل مايكل مور صرح لوسائل الاعلام ان شركة ديسني طلبت منع تسويق الفيلم بسبب خوفها من ان يهدد الفيلم المثير للجدل بامتيازات الاعفاء من الضرائب، التي تحصل عليها الشركة من حاكم فلوريدا، جيب بوش، شقيق الرئيسي الامريكي. وانكر مسؤول رفيع المستوى في الشركة هذا الادعاء، وفسر ان تقدير الشركة كان ان الفيلم سيمس بمشاعر عائلة امريكية كثيرة: "ليس من مصلحة اية شركة تجارية كبرى ان تنجر الى صراع سياسي واضح".
بعد فوز الفيلم في المهرجان، قرر اصحاب ميرماكس امتلاك الحقوق على تسويق الفيلم. وقاموا باعادة نفقات الانتاج الى صندوق ميرماكس، وهي تعادل ستة ملايين دولار، واسسوا شركة جديدة لتتولى تسويق الفيلم.
فوز مور كان، كما ذكرنا، مفاجأة. انه الفيلم الوثائقي الاول الذي يفوز بالجائزة الكبرى في المهرجان منذ عام 1956. ويعبر الفوز عن المناخ السائد اليوم في اوروبا الذي يشهد انتقادا متزايدا للسياسة الامريكية. وليست هذه اول مرة يفوز فيها مايكل مور في مهرجان "كان". فيلمه الوثائقي السابق "باولينج لكولومباين"، الذي يتناول ثقافة انتشار الاسلحة في امريكا، ويربطها بسياسة العنف التي تنتهجها امريكا للحفاظ على هيمنتها على العالم، فاز بجائزة مميزة في المهرجان قبل عامين.
في العام الماضي فاز فيلم "اليفينت" للمخرج جاس فان سنت، بالجائزة الكبرى. فيلم فان هو فيلم روائي، ينتقد نفس ثقافة التسلح الامريكية. بعد شهر فاز فيلم "باولينج لكولومباين" بجائزة افضل فيلم وثائقي في مسابقة الاوسكار الامريكية. وقد اشار هذا الفوز انه حتى الصناعة السينمائية الامريكية لا تستطيع تجاهل الانتقاد المتزايد ضد السياسة الامريكية.
في السنوات الاخيرة تعرض منظمو المهرجان الى انتقاد لاذع اتهم لجنة الحكام بالحكم على الافلام حسب اعتبارات تجارية. حالة شاذة عن هذه القاعدة وقعت عام 99 عندما قرر رئيس لجنة الحكام في تلك السنة، المخرج ديفيد كروننبرغ، ان يمنح الجائزة الكبرى لفيلم "روزيتا". و"روزيتا" هو فيلم بلجيكي، غير مشهور وصنع بميزانية ضئيلة نسبيا، أُدخل لقائمة المتنافسين في اللحظة الاخيرة، ولم تكن له "وساطة" تساهم في الترويج له كما هو حال سائر الافلام المتنافسة.
"روزيتا" الذي يعرض هذه الايام في اسرائيل، هو قصة مؤثرة لعاملة شابة، تراعي امها المدمنة على الكحول، وتناضل يوميا من اجل البقاء في دولة انهارت فيها كل اجهزة الرفاه. فوز فيلم "روزيتا" في السنة التي شهدت اول مظاهرة ضد العولمة في سياتل، يشكل نموذجا اضافيا لتأثير التوجهات السياسية العالمية على طاقم الحكام في المهرجان.
مفاجأة اخرى كانت في المهرجان هذا العام، كانت فوز الفيلم الاسرائيلي "ضوء" بجائزة "الكاميرا الذهبية" وبعدة جوائز اخرى. وتعتبر هذه الجائزة اهم جائزة للافلام التي تعتبر الاولى لمنتجيها. مخرجة الفيلم، كيرن يداعيا، قالت على المنصة لدى استلام الجائزة، انها ترفض الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية
#ميخال_فريدمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة - ثقافة عنيفة
-
فيلم -جنين جنين- وثيقة الالم الفلسطيني
والهمجية الاسرائيلي
...
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|